ما يجري في السودان ليس إنقلابا بل تمهيد لمرحلة التقسيم
مصطفى الصواف
ما يجري في السودان لا يمكن وصفه بالإنقلاب بالمعنى الحقيقي، ولكن ما يمكن فهمه مما يحدث هو إختلاف أطياف في الحكم مع بعضها البعض ولذلك تحرك كل طرف تجاه الأخر سواء بالإعتقال أو الإحتجاز ، وكل طرف يسنده طرف خارجي لتحقيق مصالحة.
هذه الحالة مقدمة للدخول في معارك جانبية بهدف الوصول لما يخطط له في أروقة صنع السياسة العالمية والصهيونية والعمل على تفتيت السودان إلى ثلاث أقاليم ، أقليم دار فور وإقليم شمال السودان ، وأقليم وسط السودان ،بعد إنفصال الجنوب عن الدولة الأم .
هذه الصورة التي يراد لها أن تكون عليها السودان وهي تحقيق لمخطط يرسم و يدبر بعناية كانت مرحلة الأولي إنفصال الجنوب ثم كان ما يسمى بالانقلاب الذى قادته الاقلية بقيادة الجيش السودان ، وكانت الخطوة التي تلتها التطبيع مع الاحتلال تمهيدا للوصول لمرحلة التقسيم.
في تصوري لن يبتعد ما يحدث في السودان عن هذا التصور الذي يخطط له منذ زمن ليس بالبعيد وفي كل الأحوال لن يقف أمر التقسيم على السودان بل سيمتد إلى بلدان مجاورة او بعيدة إلى حد ما.
هذا إنعكاسه هو العمل على ضعف البنيوية العربية في مواجهة (إسرائيل) كون هذا التفتيت يخدم إستراتيجية الضعف الذي سيكون عليها العالم العربي ولو بشكل مؤقت خدمة لسيطرتة الكيان على العالم العربي وبداية تشكيل الشرق الأوسط الإقتصادي الجديد يكون فيه الاحتلال هو المهيمن والمسيطرة على المنطقة العربية ومقدراتها.
هذا المخطط لن تتعرض له السودان وحدها بل سيشمل عدد من الدول كبيرة الحجم كالسعودية ومصر والجزائر، هذا التفتيت للعالم العربي رغم انه مفتت في السياسات فالمطلوب أن يفتت في الجغرافيا لن يستمر طويلا وسيعود لوحدته لمواجهة الاحتلال والكيانات التي تقف في وجهه ، هذا التفتيت هو الخطوة التي تسبق اولا زوال الملوك والرؤساء والأمراء الذين
اعدوا على أعين المخابرات العالمية للوصول إلى هذه المرحلة، ثم تكون نهاية دولة الاحتلال وعودة الوطن العربي ليكون له مكانة بين دول العالم.