يوم الشهيد العراقي المنسي
************************
علاء لفتة موسى
**************
اليوم هو ذكرى يوم الشهيد العراقي الذي كان جميع العراقيين يحتفون به ويضعون شارة الشهيد على صدورهم والتي جاءت بعد قيام ايران
باعدام الاسرى العراقيون في معركة البسيتين عام 1981 وهم عزل من كل سلاح فالرحمة لهم وفي جنات الخلد آبدين.
وبقي العراق يحتفل بها رسميا وشعبيا , وانشيء له نصبا يتلألأ وسط بغداد حاول الغزاة تهديمه ولكن أمام اصرار العراقيين تخلوا عن ذلك
حتى جاء الغزو الامريكي للعراق عام 2003 , وتم إيقاف الإحتفاء بها لأسباب تتعلق بالتآخي مع إيران , فيما تحتفل ايران كل سنة
, ولمدة أسبوع بذكرى قيام الحرب , برعاية الرئيس الايراني ومرشدها , حيث يتم الإعلان عن تصنيع أسلحة وصواريخ
جديدة وكأن هذه الأسلحة تعني العراق !!
وقد كانت عائلة الشهيد والذي يسمونه العراقيون بـ ( الاكرم منا جميعا ) بالامتيازات العديدة التي باتت الآن موقع حسد من قبل العديد
من العوائل التي قتل ذووهم من منتسبي الجيش والشرطة بعد الغزو الامريكي .
ولنكن دقيقين فان عدد الشهداء في القادسية لم يكن يبلغ اكثر من مليون شخص , كما يشيع ذلك البعض ممن يريد الإستفادة إعلاميا في تقوية
موقف المحتل الامريكي , حيث إن نسبة كبيرة من جثامين الشهداء تدفن في مقبرة النجف , والتي لم تكن تضم اكثر من 30 الفا, حيث
إنها تمتد من قبر هود عليه السلام حتى مبنى البلدية , ومن المنتزة حتى بحر النجف , وهي مسافة لا تتجاوز اكثر من 6 كم مربع وهناك شهداء
دفنوا في مقبرة محمد السكران أو الكرخ أو الحسن البصري بالزبير كما ان هناك أعدادا قليلة جدا في محافظات العراق الاخرى.
وقد كنا ننتظر أن يحاججنا من يقول عكس ذلك , ويظهر الارقام الحقيقية في مديرية التقاعد العامة التي تسلم أدارتها ممن يحرصون على تبيان ذلك .
وسعى البعض الى وضع يوما آخراً غير اليوم الأول من كانون الاول, وجعله بيوم للشهيد إلا ان العراقيين لم يشاركوهم بذلك ابدا مما
جعلهم يتخلون عن هذه الفكرة .
كما إن العراقيين يأملون أن يكون يوما جديداً يحتفلون به بالشهيد العراقي , الذي سقط بنيران قوات الغزو الامريكي وأذنابه , حيث لم يشهد العراق
أبداً ممن يسمونه الآن بالمنشقين في دول عربية عديدة بل كان كل جندي يحمل بندقية كلاشنكوف يتصدى للدبابة إبرامز أو طائرة الشبح أو الأباتشي .
فالتاريخ يذكر الأبطال الذين دافعوا عن أوطناهم ضد الغزاة , ويبصقون على كل من رهن نفسه للمحتل , ويبقى العار يلحق أولاد أولادهم مثلما
حصل في ثورة العشرين ضد الاحتلال الانكليزي .. والحر تكفيه الاشارة .