إسرائيل ساعدت في قتل سليماني، ماذا ستفعل إيران؟
العرب/القدس – وضع الاعتراف الصريح لرئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق تامير هيمان بتقديم بلاده مساعدة حاسمة في استهداف قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني وقتله بهجوم لطائرة مسيرة أميركية، إيران في موقف دعائي حرج، بعد أن توعدت كافة الأطراف المشاركة في تصفية أهم قادتها العسكريين والأمنيين بالانتقام.
وقال هيمان إن بلاده شاركت في الغارة الجوية الأميركية التي قتلت الجنرال الإيراني قاسم سليماني في يناير 2020. ويشكل هذا التصريح أول اعتراف علني بدور إسرائيل في العملية.
ومنذ اغتيال سليماني قبل نحو سنتين تكتفي طهران بالتوعد بالانتقام من كل من شارك في عملية الاغتيال ولمنح تلك التهديدات المستمرة مصداقية تقول إن الانتقام سيكون طويل الأمد.
وعقب الاغتيال قامت طهران بقصف قاعدة “عين الأسد” العسكرية في العراق وقالت إنها قتلت 80 جنديا أميركيا كانوا يتواجدون فيها وهو الأمر الذي نفته الإدارة الأميركية ودول أخرى مشاركة في التحالف الدولي ضد داعش إذ أكدت أن القصف أسفر عن بعض الإصابات لأن أغلب الصواريخ سقطت في مساحات فارغة، وهو ما عزز التكهنات بأن الخطوة كانت منسقة مع الأميركيين وأن الهدف منها هو حفظ ماء الوجه والإيحاء بأن طهران ردت على العملية.
وترأس سليماني فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وساعد في تنسيق مشاركة إيران مع الجماعات شبه العسكرية في الخارج. وقُتل في غارة جوية بطائرة مسيرة أميركية على مطار بغداد في يناير 2020، وهو الحادث الذي هدد بجر البلدين إلى صراع شامل.
وبعد أسبوع من الغارة الجوية ذكرت شبكة “إن بي سي نيوز” أن الاستخبارات الإسرائيلية ساعدت في تأكيد تفاصيل رحلة سليماني من دمشق إلى بغداد. ثم في وقت سابق من هذا العام ذكرت “ياهو نيوز” أن إسرائيل “كان لديها وصول إلى أرقام سليماني” وقدمت تلك المعلومات الاستخباراتية إلى الولايات المتحدة.
لكن تامير هيمان الجنرال المتقاعد الآن والذي ترأس الاستخبارات العسكرية حتى أكتوبر الماضي يبدو أنه أول مسؤول يؤكد تورط إسرائيل.
ونُشرت تعليقات هيمان في عدد نوفمبر من مجلة باللغة العبرية مرتبطة بشكل وثيق بأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. وأجريت المقابلة في أواخر سبتمبر، قبل أسبوعين من تقاعده من الجيش. وكتب المؤلفان أن هيمان افتتح المقابلة بالحديث عن الغارة الجوية الأميركية التي قتلت سليماني، والتي لعبت فيها الاستخبارات الإسرائيلية دورا.
وقال هيمان للمجلة “اغتيال سليماني كان إنجازا، لأن عدونا الرئيسي في نظري هم الإيرانيون”، مضيفا أن هناك “عمليتي اغتيال مهمتين خلال فترة ولايتي” كرئيس لاستخبارات الجيش.
وقال “الأولى، كما أذكر بالفعل، هي عملية قاسم سليماني من النادر العثور على شخص كبير جدا، وهو مهندس القوة المقاتلة والاستراتيجي والمشغل، إنه أمر نادر الحدوث”. ووصف هيمان سليماني بأنه “محرك قطار التحصن الإيراني” في الجارة سوريا.
ونفذت إسرائيل المئات من الضربات الجوية في سوريا في العقد الماضي، لكنها نادرا ما تعلق علنا عليها. ومع ذلك، قالت إسرائيل إنها استهدفت قواعد القوة المدعومة من إيران وشحنات الأسلحة المتجهة إلى وكيل إيران، حزب الله الشيعي اللبناني.
وقال هيمان إن الضربات الإسرائيلية نجحت في “منع محاولة إيران ترسيخ جذورها في سوريا”.
ولم يرد جيش الإحتلال الصهيوني على الفور على طلبات للتعليق على تصريحات هيمان. ونُشرت المقابلة في الوقت الذي تدخل فيه القوى العالمية وإيران في مفاوضات للتوصل إلى اتفاق جديد لكبح برنامج إيران النووي. وانهارت الصفقة السابقة، التي أبرمت في 2015، بعد انسحاب الولايات المتحدة من جانب واحد في 2018 وأعادت فرض عقوبات اقتصادية خانقة على إيران.
وكان من المقرر أن يلتقي مستشار الأمن القومي جيك سوليفان هذا الأسبوع في القدس برئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت لمناقشة “مجموعة من القضايا ذات الأهمية الاستراتيجية للعلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بما في ذلك التهديد الذي تشكله إيران على الأمن القومي”، حسب المتحدثة باسم المجلس إميلي هورن.
وتعتبر إسرائيل إيران عدوها الإقليمي اللدود وتقول إنها ستتخذ أي خطوات لازمة لمنع إيران من حيازة أسلحة نووية بما في ذلك الخيار العسكري. بينما تصر إيران على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية.