جروليـَّةٌ لروح الحطيئةِ بمرور ألف عامٍ على وفاته
أُلقيت في ندوة شعرية بحضور جرابيع العرب من الحكّام ( 1999 )
د. نديم حسين
_____
هاتفني أحد الإخوة العرب قائلاً : إلحق يا دكتور ، لقد سرق أحد الصحفيين العرب في أمريكا جروليـَّتك الشهيرة وقرأها بصوته دون الإشارة إليك !! )
______
نصلٌ وأبنيةٌ وحقلُ نساءِ = ومَزارعٌ أضحتْ مروجَ بَغاءِ
نفطٌ يُضاعفُ من كروش شيوخهم = وإلى الجحيمِ معاشِرَ الفقراءِ
نفطٌ وأرصدةٌ تحـِلُّ لفاسدٍ = وعزيزةٌ دومًا على الدَّهماءِ
عارٌ إذا سألَ المواطنُ : أينَها ؟ = كعطيـَّةِ المَولى إلى الأمراءِ
أوّاهُ كم ليلُ العروبةِ قاتمٌ = في عُهدةِ الجبناءِ والعملاءِ
فالشعبُ أوهَنُ من جناحِ ذُبابةٍ = والحاكمُ العربيُّ كيـسُ فِساءِ !
ما زالَ قابيلٌ يُعسكـِرُ بيننـا = ويـوزِّعُ الـقتـلى بـكـلِّ فِـنـاءِ
وكلابُ أمنٍ تستبيحُ لحومَنا = فالويلُ ، كلُّ الويلِ للشرفاءِ !
نفطٌ يُحاصرنا ويـُغرِقُ خبزَنا = ويسوقُنا أسرى إلى الغُرباءِ
وإمامُ مولانـا يـُحلـِّلُ ذبْـحـَنا = مـتـدَثـِّرًا بـعـبـاءةِ الإِفـتـاءِ
والـلصُ يُسلـِمـُنا لطاغيـةٍ ونـَحْ = نُ كهاربٍ لـلـنـَّارِ من رمـْضـاءِ
وفقيرُنا يطهو حُشاشَةَ قلبـهِ = ويـغـُطُّ فوقَ مجامـِرِ الـعـَسـْراءِ
حتى إذا ظـَفـِرَ الفقيرُ بلُقمـَةٍ = مُنحـَت لـهُ مغموسـةً بـخـَراءِ
وخُمورُ شيخٍ واحدٍ تكفي لتـُشْ = بـِعَ كلَّ من في الأرضِ من فقراءِ
ما يُطلـِقونَ من الرصاصِ بحفلـةٍ = يسترجعُ الأقصى من الأعداءِ
صارت كلاسينُ الزعيمِ بيارقًا = وضـُراطـُهُ أُنـشـودَةَ الشـعـراءِ
ووراءَ بغـلِ النفطِ ألـفُ عمامـَةٍ = تُفتي بحقِّ الطاعةِ العميـاءِ
داسوا على الإنسانِ واعتمَروا قُلُن = سُوَةِ الجحودِ وجـُبـَّةَ العلمـاءِ
يتـبـرأُ الشيطانُ من أفعالهم = ويُصادقونَ مناهـِجَ الحـِربـاءِ
ما زال فـيـنـا من يُنـافـِقُ نـفسـَهُ = إنْ لـم يـجـِدْ وصـْلاً لدى الـزعـماءِ
ماذا أقـولُ لـحـالـِمٍ وفـَجيعـتي = بـالـعـُربِ فوقَ فـجيعـةِ الخـنـسـاءِ ؟
سيحـررونَ القـدسَ في غرناطـةٍ = بنـُهـودِ لـيـلـى وانـفـِلاشِ صـَفاءِ !
وسيـُغرِقـونَ الفُرسَ جَوفَ مياهِنا = بقصيدةٍ من "فـَحلـِهـِم" عصـماءِ !
يا قُدسُ في زمن العمالةِ والخنا = لا تأملـي نصـرًا من اللقطاءِ
لا تطلبي نصرًا فإنَّ سيوفهم = للرقصِ والعَرَضاتِ والإهداءِ
يا أمـةً لن تنتهي خيباتـُها = إلاّ إذا بـالـَت علـى الـزعـمـاءِ
وعلى لـِحـًى مأجورةٍ تُفـتي لتم = لأَ صحنها من سُفرةِ الخلفاءِ
في عصر خصيان العروبةِ حـرَّةٌ = تعتاشُ رُغـمَ النـفـطِ بـالأثـداءِ
في آخـِرِ الأزمـانِ يـعـلو تـافـِهٌ = ويـبـولُ مـجـنـونٌ عـلـى الـحـُكـمـاءِ
والحـاكـم الـعـربـيُّ في زمن الـرجـا = لِ أحطُّ من خنزيرةٍ جـَربـاءِ
أمجادهم عُهرٌ وإفسادٌ وذَب = حُ ضمائرٍ ، وعبادةُ الأهواءِ
وتفرَّقوا : كلٌّ يغنـِّي فرجـَهُ = والأرضُ بين مخالب الدُخلاءِ
لا مـِلـَّةُ الإسلامِ تجمعهم ولا = اتـَّحـدوا علـى رمـزيَّةِ الإسراءِ !!
حتى كلابُ العـُربِ نـامـتْ في مخا = بـئـِها ولم تنبح على الغرباءِ !
لو أفلحوا في حربهم كنـّا غفر = نا كلَّ ما اقترفوا من الأرزاءِ
لو أنهم زجروا عدوًّا واحدًا = كنـّا رششنا دربَهم بالوَردِ والحـِنـّاءِ
لو أشبعوا الفقراءَ لانْتفضوا ليف = دوا العرشَ بالأرواحِ والأبناءِ
لو أنهم عـَدَلوا وناموا بيننا = لأظلـَّهم وطنٌ من الأنواءِ
لكنَّ أشـجـَعـَهم جـبانٌ يـحتـمي = بعـبـاءةِ الأغـرابِ والـدُّخلاءِ
وشريفهم لصٌّ يتاجرُ بالبلا = دِ وبالـعـِبـادِ ولـُقـمـةِ الـبـُسـَطاءِ
حين اعتدالُ القومِ صار ذريعةً = لخيانة الأوطانِ والشـهـداءِ
فعروشهم وجحوشهم وجيوشهم = وشيوخهم والنـفـطُ تحتَ حـذائـيْ !!!
جُزّوا الـشـواربَ فَهـْيَ لـم تُخـلـَق لـكـم = والـسـيـفُ لا يـزهو مـع الـجـبـنـاءِ !!.