ولاية الفقيه ونسختها في العراق
تم
بيلسان قيصر
ولاية الفقيه ونسختها في العراق
ان إشاعة الفوضى في العراق تعتبر من اهم اهداف الولايات المتحدة واسرائيل، ويبدو انهم اوكلوا المهمة الى المراجع الدينية الشيعية، والميليشيا الولائية وداعش الايراني عبر انفلات السلاح، تجارة المخدرات، سرقة ثروات البلاد، زرع الفتنة والانشقاق وتعزيز النزعة الطائفية والعنصرية. غالبا ما يزعم رجال الدين والسياسة في احاديثهم بأن المرجع الشيعي علي السيستاني لا يؤمن بولاية الفقيه، بمعنى انه لا يريد دولة دينية يتحكم فيها المرشد الأعلى بكل الصلاحيات، مما يجرد رئيس الدولة ورئيس الحكومة ومجلس النواب من كل صلاحياتهم كما هو الفعل في ايران، وهذه محاولات تشبه دسٌ السم في العسل، فالأمر واضح ولا يحتاج الى دليل.
فقد كشف بول بريمر دور السيستاني في عملية الغزو الامريكي للعراق قبل وبعد الغزو، وهذا مافعله رامسفيلد وكوندوليزا رايس وغيرهم. كان للسيستاني الدور الرئيس في صياغة الدستور المسخ عبر وكلائه والتصويت عليه وحث الشيعة على الإنتخابات تحت ظلال الإحتلال، وكل الحكومات الفاسدة جاءت بتزكية من علي السيستاني، وكل الحكومات القادمة ستجري على نفس المنوال في وجود التأثير الفارسي المرجعي ووصياته على الشيعة العراقيين وذيول الخامنئي من أهل السنة كالحلبوسي والخنجر وابو مازن وبقية العملاء.
لنأخذ آخر تصريح جاء من قبل واحدة من جوقة الفساد والعمالة.
صرحت (عالية نصيف)عضو ائتلاف دولة القانون في 4/1/2022 بإن مرجعية السيستاني هي من شكلت الحكومات السابقة ولن تسمح بتفكك الاحزاب الشيعية وتسعى الأن إلى توحيد التيار الصدري والاطار التنسيقي من اجل مشروع المقاومة الإسلامية وتحرير القدس من إسرائيل ومقاتلة الأمريكان في حال عدم انسحابهم من العراق، مضيفة في حوار متلفز" ان مرجعية السيستاني بصفتها الراعي في تشكيل الحكومات ما بعد 2003 وراسمة لسياسة الدولة طالبت بدخول القوى السياسية الشيعية بأن تكون موحدة". وكشف القيادي في ائتلاف دولة القانون جاسم البياتي في11/1/2022 في تصريح صحفي " ان شخصيات شيعية مؤثرة في مقدمتها نجل السيستاني محمد رضا تقوم بتحرك جدي لرأب الصدع بين الاطار التنسيقي والتيار الصدري قبل تشكيل الحكومة".
لانظن ان هناك حاجة للتعليق.
طلقة طائشة
في جلسة مسامرة مع بعض الصديقات من جنسيات مختلقة، سألتني صديقة فرنسية: ما هي حقيقة مشكلتكم في العراق، فالأعلام الامريكي يتحدث عن شيء رائع كالتحول الديمقراطي في العراق، وانتهاء الدكتاتورية، وتمتع العراقيين بالحرية وحقوق الإنسان والعيش الكريم، والواقع شيء آخر فالبلد من البلدان الفاشلة، وصاحب المرتبة الأعلى في الفساد الحكومي، والحكومة تحت ظلال الميليشيات الموالية لإيران، ونسبة الفقر والجوع والبطالة والرشاوي والتزوير والخدمات مفزعة ونسبة الاميين هائلة، والخدمات الصحية في الحضيض، والحريات مخنوقة، والاعلام تشرف عليه ايران، والقوات الامنية والجيش في اضعف حالة، وهناك الملايين من الأرامل والإيتام.
فالذي حققه الشعب العراقي بعد الغزو هو السير الى الخلف وليس الأمام؟
قلت: ملخص المشكلة ان الحكومة العراقية لا تحترم الشعب، والشعب لا يحترم الحكومة، وكل طرف لا يثق بالطرف الآخر، ولا الحكومة مستعدة للتنازل عن المليارات التي يكسبها المسؤولون فيها، ولا الشعب قادر على مواجهة الحكومة والمطالة بحقوقه المسروقة. كما ان عقدة الخوف واللامبلاة ما تزال تلازم غالبية الشعب العراقي، فهم في وادِ وحقوقهم في وادِ آخر.
بيلسان قيصر
البرازيل
12/ كانون أول 2021