العراق.. الطائرات المسيرة بين أيدي "لصوص المواشي"
سرقة المواشي.. أحدث استخدام للدرونز في العراق
بغداد - سكاي نيوز عربية:في مأزق أمني جديد، تواجهه القوات العراقية لصوصا يستخدمون الطائرات المسيرة الصغيرة (درونز) في استطلاع حظائر المواشي قبل سرقتها، وسط دعوات لتدخل سريع من السلطات.
وبدأت هذه الظاهرة بالتفشي في محافظة بابل، حيث يعمد لصوص الأبقار إلى تصوير أماكن تربيتها للتعرف على أعدادها، وكيفية الدخول والخروج منها، فضلا عن استكشاف إن كانت هناك حراسة من قبل أصحابها.
ويؤكد أهالي بابل، وتحديدا المناطق المحاذية للطريق السريع، أن اللصوص يستغلون الفراغ الأمني وعدم وجود دوريات أمنية في بعض المناطق، ويمارسون عمليات السطو الليلي لسرقة المواشي.
وقالت الحكومة المحلية في بابل، إن السلطات المختصة بدأت بالتحقيق في الأمر.
وفي منطقة كيش بالمحافظة، يستنفر الأهالي من سكان الأرياف كل يوم مع غروب الشمس، عبر تكوين مجموعات مراقبة صغيرة تبقى حتى الصباح في ظل أجواء باردة، فالطائرات المسيرة لا تهدأ وفق المزارع صباح الشوملي.
ويقول الشوملي في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "الحقول كبيرة وتضم عشرات المواشي خاصة الأبقار. يعمد اللصوص إلى استطلاع الوضع قبل دخول الحقل وسرقة المواشي ونقلها إلى مناطق مجهولة عبر سيارات صغيرة".
وأشار إلى أن "أهالي المنطقة يبدأون المراقبة عبر المجموعات وهم يحملون أسلحة خفيفة وكشافات يدوية لمنع أي عملية سرقة محتملة، خاصة بعد تسجيل عشرات الحالات خلال الأيام الماضية، وهو ما دعاهم إلى التفكير في تلك الخطة".
وطالب الشوملي قيادة شرطة المحافظة بتوفير الأمن و"متابعة نشاط هذه الطائرات التي لا يعرف مكان قدومها ولا عودتها، فضلا عن إرسال دوريات إلى تلك المناطق للمشاركة في تأمين الوضع".
وتتراوح قيمة البقرة الواحد في العراق بين مليون و4 ملايين دينار (700 و2800 دولار)، وتشهد محال الجزارة انتعاشا ملحوظا رغم الصعوبات التي تواجه إنتاج اللحوم الحمراء، فيما منعت الحكومة تصديرها في ظل سعيها نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي.
ورغم أن ظاهرة سرقة المواشي موجودة منذ عقود، فإنها كانت تتم بطرق بدائية، بالتلصص على أصحاب الحقول واقتياد الحيوانات بمخاطرة كبيرة، لكن دخول التكنولوجيا على الظاهرة فاقم من معاناة المزارعين.
"فقدنا السيطرة لكننا نحقق"
وقال محافظ بابل حسن منديل، إن اللصوص في المناطق الريفية يستخدمون الأدوات الحديثة لتنفيذ مخططاتهم، لكن "للأسف فقدت الحكومة السيطرة عليهم"، مشيرا في تصريح تلفزيوني إلى أن "ذلك دعانا إلى توجيه الشرطة المحلية وأجهزة الأمن الأخرى من أجل التدقيق والتحقيق في هذه الظاهرة".
ودخلت الطائرات المسيرة في العراق بشكل مكثف خلال السنوات الماضية، إبان معارك قوات الأمن مع تنظيم "داعش"، حيث استخدمها الطرفان لاستطلاع مناطق الخصم، كما تستخدمها الجماعات المسلحة الحالية في استهداف المناطق الحيوية.
ولم تتمكن السلطات العراقية من وضع آلية واضحة للتعاطي مع هذه الأجهزة أو تقنين استخدامها، خاصة في أغراض غير آمنة من قبل الفصائل المسلحة.
وقال ضابط في وزارة الداخلية العراقية، إن "السلطات المختصة رصدت الظاهرة بشكل واضح، وبدأت العمل على تتبع الطائرات ومواقع انطلاقها في محافظة بابل، خاصة بعد رصد محاولات لتكرار ذلك في بعض المحافظات الأخرى، مما يحتم علينا تفعيل الجهد الاستخباري والتعاون مع المواطنين وتسيير دوريات جوالة وراجلة لتبع هذا النشاط الجديد".
وأضاف الضابط الذي طلب حجب اسمه، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "استخدام الطائرات المسيرة المزودة بكاميرات، وبعضها محور لأغراض الأعمال الإرهابية، منتشر بشكل واسع، لكننا أعددنا خطة لتقنين هذا الاستخدام بما يضمن عدم استيراد أي نوع من هذه الأجهزة للمدنيين، تحسبا للاستخدامات غير القانونية".
ولفت إلى أن "تحوير تلك الطائرات يتم في ورش صغيرة بعيدا عن أعين السلطات وبأدوات محلية الصنع. ليست هناك صعوبة في ذلك".