القيم والأخوة ونوعية الحياة
د. يسر الغريسي حجازي
[size=32]القيم والأخوة ونوعية الحياة[/size]
إذا تم حشد التفكير البشري حول المواطنة، فستكون الأخوة تمثيلًا مفاهيمي للتضامن والوئام بين الشعوب. لكن لا يمكننا أن نوحد أممًا، بدون تفكير وبدون عتبة من اللياقة. علي سبيل المثال، يعزز الأداء الجيد في التعليم الإدراك والمهارات ويحدد قيم الانسجام والضمير المهني، واحترام الذات. هذا يجعل من الممكن الاقتراب من النهج التربوي والتخصصات، لتطوير المعرفة وتقوية المرافق العامة والاجتماعية للجميع. يتعلق الأمر ببناء رؤية ملهمة معًا، فيما يتعلق بالحوار النسبي ونوعية العلاقات بين المجتمعات. من الضروري مثلا ان يكون نهج التدريس، خصب من اجل اكتساب الطلاب بالمهارات وتطويرهم والسماح لهم بالتأمل الذاتي، ومعرفة الذات، وتطوير رأي الفرد، وفهم الآراء الأخرى وقبولها. كما ان مشاركة الجميع، هي الوسيلة المثلي لتطوير الأسئلة التربوية، والسماح بنشر المعرفة. عندما يستخدم التعليم طرق منهجية لتعزيز الرؤية المشتركة، فإنه يخلق بناء الرؤية القيادية والقيم التي من شأنها أن تؤثر على الأفراد طوال حياتهم. يتعلق الأمر ببناء هوية اجتماعية جماعية، فضلاً عن ثقافة الدافع لتحسين التماسك الاجتماعي والسياسي والمجتمعي.
الشيء الأكثر أهمية، هو إنشاء جدول مراجع بمعايير وقيم الاختيار التي ستساعد كل فرد على إدراك مساهمته الخاصة. وذلك من اجل التمييز، والحجج، والعوامل المتعلقة بالواقع.
يتم تعزيز تعاون الجميع من خلال تقاسم القيم والرموز المشتركة، التي تمنح سهولة تبادل الآراء وفهم أفضل للآخرين. ان دور السياسة على سبيل المثال، هو ضمان التماسك الاجتماعي في سياق تسليط الضوء على الصعوبات. وذلك من اجل تحسين النظام الاجتماعي والاقتصادي وضمان الاستقرار، وتدهور النظام الاجتماعي (ديليفوي،1997).
يتعلق الأمر بحث الأفراد على التفكير، فيما يشكل الهوية البشرية. ويحدث التأمل عندما يُسمح للشباب بالتفكير والتشكيك، ومحاولة الاستفسار فيما يجري من حولهم من تناقضات ومعتقدات موروثة اجتماعيا. حتى يتسنى للشباب الفرص لبناء مواقف خاصة بهم، لا بد من منحهم حرية التعبير والانتماء في مجتمعاتهم. هي مسالة اعدادهم ليصبحوا مستقلين في حياتهم وجعلهم واقعيين ومسؤولين عن تصرفاتهم. في هذا الوقت، ستضح افكارهم وسيتعلمون كيفية بناء المواقف والأحداث دون أن يصطدمون بالعالم الخارجي. إنه مفهوم الثقافة الجماهيرية والممارسات المشتركة لتحسين التكامل الاجتماعي، والتضامن العالمي بغض النظر عن الخلفيات والاختلافات الاجتماعية والثقافية. علي سبيل المثال، هل مفهوم مستوى المعيشة صحيح بين طبقات المجتمع وكيف يتم مكافحة الفقر؟ ومع ذلك و في هذه الحالة، سيكون الاستهلاك القانوني وسيلة للإشارة إلى الآخرين وإلى عضويتهم في الكتلة الاجتماعية؟ أي كم عددهم وكيف تمثل هذه الكتلة جميع السكان؟ كم عدد السكان الذين يمكنهم الوصول إلى المرافق الاجتماعية وكم عدد السكان الذين يستمتعون باستهلاك الرفاهية؟ بالنسبة للفيلسوف جون لوك (1967) في كتاباته حول الفهم البشري، فإن التفكير يقود الإنسان إلى التساؤل عن طبيعة وهوية الانا..
وفقًا لجون لوك (1690)، فإن مشكلة الهوية الشخصية تتعلق بالفهم البشري من خلال العقل على وعملية إدراك الذات. وبالتالي، فإن الوعي هو الذي يجعل الفرد: "ما يجعل الفرد يظل نفس الشخص يكمن في وعيه الذاتي. بالنسبة له، العمل لا ينفصل عن الفكر".
لذلك، أنشأ لوك ثلاثة مبادئ يمكن أن تقود الإنسان إلى التفكير والعقل:
-ما الذي يجعل الإنسان شخصًا؟ يأتي ذلك من خلال وعيه وفهمه للذاته:
ما هو الشخص؟ هو كل اعتقاد له ولها، ذلك ما يسميه لوك الذات أو "أنا"
ما يجعل الفرد نفس الشخص، هو الوعي الذي يمتلكه هذا الفرد لنفسه على أنه نفس الشخص.
إن زيادة وعي الشباب بالتفكير والحق في ممارسة مواطنتهم، هو جزء من نظام الوصول إلى العمل الاجتماعي والمجتمعي وحقوق الجميع. كما ان طرق التعليم تلعب دورا رئيسيًا في ثقافة الاستماع، والتقدير وفي تجانس طرق التعبير عن آراء الفرد، وقبول الاختلافات. تساهم هذه التجارب في المشاركة، والملاحظات، والتحليل الجيد والمتسلسل للتوقعات الصحيحة والنتائج المرجوة. هذه التمثيلات الديناميكية هي الواقع، والقوة، والحقيقة النفسية. وهذه هي القوى التي تحرك دافع الجميع والاهتمام بما يجري من حولنا.