الاتجاهات المعاصرة في التعليم العالي الدولي
سرور ميرزا محمود
الاتجاهات المعاصرة في التعليم العالي الدولي
صدر عن المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم كتاب جديد بعنوان (الاتجاهات المعاصرة في التعليم العالي الدولي) للدكتور همام عبد الخالق عبد الغفور و الدكتور محمد عبد الوهاب العزاوي و في ادناه اضاءة للكتاب المذكور و صورة غلافه لاطلاعكم مع التقدير
إضاءة على كتاب التعليم العالي الدولي
يواجه التعليم العالي العالمي (الدولي) عددًا كبيراًمن التحديات التي تؤثر على أداء وتطبيق التعليم في جميع أنحاء العالم. وكان للجامعات منذ القرن التاسع عشر تأثير مجتمعي من خلال تعليم عالي المستوى وبحوث تضمن ثنائية التعليم والبحث للجامعات في بيئة خصبة لخلق معرفة جديدة وخلق جيل جديد لحل مشاكل المستقبل. واصبح تأثير الجامعات الإجتماعي في مقدمة سياسات التعليم العالي لتمثل المهمة الثالثة للجامعة. وبسبب التغييرات الكبيرة التي سببتها العولمة وضخامة المنافسة العالمية والتطورات الإقتصادية والإجتماعية. اصبح العالم معتمداً على المعرفة الجديدة والعمالة عالية الثقافة والتعليم، التي عكستها الحكومات على الجامعات وبرامج البحوث. لقد وجدت مؤسسات التعليم العالي نفسها امام تحديات جديدة، وبدأ العديد من الاكاديميين والتربويين يناقشون موضوعات تتعلق بالاهتمامات المعاصرة للمجتمعات. وقد وجدنا من خلال مسؤوليتنا الاكاديمية والاخلاقية التصدي لهذه المواضيع، بعد أن أجرينا حوارات مع نخبة من المختصين في مواضيع التربية والتعليم العالي، وانتهت مناقشاتنا الى أهمية توفير مرجع علمي باللغة العربية يتناول الموضوعات المعاصرة، تتناول كل منها موضوعا محدداً، سعياً لتقديم ما يفيد القيادات الجامعية والطلبة وأعضاء هيئة التدريس، وتمكينهم من النهوض بواقع مؤسساتنا الجامعية العربية.
تناولت البحوث والدراسات والتي نشرت بدءً من عام 2010 قضايا التعليم العالي الدولي، وقد تناولت تلك الدراسات والبحوث مواضيع عديدة منها أخطاء عدم المساواة في التعليم العالي العالمي، ومبادرات العمل الإيجابي حول العالم، ونماذج العلاقة بين التعليم العالي والدخل. كما تناول البعض الاخر موضوعات جودة أنظمة التعليم العالي الوطنية، والوسائل التي يمكن من خلالها حث قادة الجامعات للحصول على التصنيف الصحيح لجامعاتهم. وركز باحثون آخرون على موضوع إستقلالية الجامعة والحرية الأكاديمية، ولماذا يُطارد الأكاديميون بصفتهم "أعداء" الدولة، وكيف يمكن زيادة عودة العقول لاوطانهم. وقدر تعلق الامر بموضوع نظم المعلومات والاتصالات تناولت المقالات دور MOOC في منافسة مؤسسات التعليم العالي، وما هو العمل المطلوب لمزج التعلم عبر الإنترنت والتعلم في الموقع، وكيف يمكن سد الفجوة الرقمية في التعليم العالي،وتعزيز جهود الجامعات في بناء المكتبات الرقمية. وقدر تعلق الامر بالطلبة فقد زاد الاهتمام بتقليل الإجهاد الطلابي نتيجة ارتفاع المعايير.
وتناول بعض الاكاديميون موضوع فساد الأخلاق في التعليم العالي، وكيفية مكافحة السلوك غير الأخلاقي في التعليم، وما الذي يمكن عمله للتصدي للفساد، وكيف يتم تحرير التعليم العالي. كما تناولت بعض البحوث أزمة اللاجئين وزجهم في مؤسسات التعليم العالي بدول المهجر، فضلاً عن اتاحة التعليم العالي للفئات المهمشة مثل الغجر والسجناء وغيرهم.
والكتاب لا يهتم باستعراض الارث العلمي للباحثين الذين سبقونا في دراسة التعليم العالي الدولي ومناقشة الافكار التي وردت في تلك البحوث فحسب، بل يستهدف تتبع الاتجاهات المعاصرة في التعليم العالي الدولي (العالمي) والخروج برؤى ترتكز على ما توفر من تجارب عالمية وعلى ما توفر لدينا على مدار أكثر من ثلاث عقود من العمل في مؤسسات التعليم العالي بالعراق والجامعات العربية، مستهدفين تهيئة الفرصة للمختصين للاطلاع على ابرز اتجاهات التعليم العالي الدولي ونحن نعيش ونتعامل مع معطيات الثورة الصناعية الرابعة. ولتحقيق ذلك يتم تبويب الموضوعات التي تم مناقشتها في ستة محاور :
• تكافؤ الفرص
• رقمنة التعليم
• السلوك والحرية
• الطلبة الدوليون
• الابتكار والعصرنة
• زراعة المواطنة
اننا امام كتاب مهم نتطلع أن يقرأ نظرًا لمكانة المؤلفان من خلال موقعهما الوظيفي وخبرتهما العلمية والادارية، ومن الله التوفيق.