علاقة السلطة بالديمقراطية لبناء إجتماعي ونهضة الأمة.
د.عامر الدليمي
قانون دولي عام
علاقة السلطة بالديمقراطية لبناء إجتماعي ونهضة الأمة.
إن إطلاق مشعل العقل وقدراته الخلاقة التي تخدم الإنسانية علىٰ أسس علمية في أهدافها وتطلعاتها دون تحديد أو قيود تحقق نهضة فكرية وتطور حضاري للأمة ، ضد الجمود الفكري الذي أساسه التخلف والتقهقر المعرفي والإنغلاق العلمي المؤدي إلى موتها بصورة بطيئة. والديمقراطية التي يؤمن بها أصحاب القرار في الأمة عملاً وتطبيقاً وتشجيع الكتاب والمفكرين والمبدعين لتقديم إنجازات فكرية تساهم في توعية مجالات متعددة ونمو في الحياة للتقدم، فكان العرب في زمن إزدهارهم الثقافي والحضاري في الفلسفة والفن والآداب والطب وعلوم الحياة، رواداً للنهضة الفكرية التي أزاحت بنورها ظلام أوربا الدامس، وبتخليهم عن العقل والإبداع والتجديد فقد حكموا علىٰ أنفسهم بالتخلف وإيقاف قطار تقدم الحياة في مسيره، لأن الثقافة إغناء للعقل الإنساني تحرره من سجنه لفضاء أوسع عند تبني العمل الديمقراطي الذي يهتم بالتربية السلوكية السليمة علماً وثقافة مع إنفتاح علىٰ ثقافات العالم وما توصل إليه من علوم متطورة، إذ الديمقراطية الحقيقية العمل بها كأساس صحيح البدأ بتطبيقها والتثقيف عليها من الفرد في المجتمع والمؤسسات الثقافية والاجتماعية مع إحترام القيم الإنسانية لتهذيب النفوس وتنمية وتشجيع الإبداع فيها لبناء شخصية تصلح لقيادة المجتمع والأمة وإرساء رسالة تحمل أفكار وعلوم لتطويرها . ومن أهم ركائزها الشباب و مؤهلاتهم وإبتكاراتهم، كونهم أساس النهضة التي تستند للديمقراطية التي تسمح في نشر الثقافة والدفاع عن الحقوق المدنية، وخدمة المجتمع.
واليوم ليس للأمة العربية أي مكانة في العالم المتقدم والمتحضر إذ لم تمارس عملية إنفتاح فكري وثقافي وتَطَلُع نحو تجديد للمفاهيم المتخلفة وتشذيب وشطب ما طرأ وما يطرأ عليها من هرطقات وبدع وتشويهات بقصد أو بغير قصد،. والنظر لواقعها نظرة جدية والعمل لمستقبل أفضل، مع مراجعة شاملة دقيقة تستند لحقائق تاريخية لا غموض ولا إلتباس فيها ، تتبناها عقول عربية فيها وهج فكري لطرد الظُلمة عنها ، مع الاعتزاز بثوابتنا التأريخية وعقائدنا الإنسانية.
فالديمقراطية عملية مجتمعية ميدانية وممارسة إنسانية تؤكد أن الفرد صانع الحياة فيها والمشارك في صنع القرار إلى جانب السلطة التي تحترم الإنسان ، لأنها أصبحت اليوم شعاراً للجميع ومنهم الحكام الذين يؤمنون بها تطبيقاً نظرياً وعملياً بعيداً عن الاستبداد والتسلط، لقدرتها علىٰ تحقيق الحرية وإطلاق الفكر للإرتباط الوثيق بينهما، و التي تشكل الأساس الملائم لتوسيع التوعية الثقافية والنهوض المجتمعي، كهدف نبيل لحفظ كرامة الفرد والعدالة في المجتمع، ودعم حالة الإستقرار لإطلاق مناخ واسع لتساوق ألأفكار والآراء،. فنهضة الأمة تبدأ عند إيمان السلطة بالديمقراطية وتشجيعها للعقول المبدعة ، والعمل علىٰ تطبيقها صعوداً كالسلم من الفرد حتىٰ المؤسسات فالمجتمع، في نسغ صاعد ونسغ سلطة نازل لبناء مجتمع يحقق نهضة لأُمة متطورة متقدمة وحياة مستقرة.