مجلس أعيان الصابئة : ١١٠٠عائلة عراقية تهاجر الى الخارج
رووداو ديجيتال:كشف رئيس مجلس أعيان الصابئة المندائيين، غانم هاشم، عن أن نحو 1100 عائلة عراقية من الصائبة المندائية تتواجد الان في الاردن وتركيا، تنتظر حصولها على موافقات الهجرة الى الخارج.
وقال هاشم لشبكة رووداو الاعلامية ان "مضايقات عديدة يعاني منها الصائبة المندائيون، ليس من جهة معينة بل من الدولة كلها"، مبينا انه "في عيد الخليقة لدينا اعتقاد في هذه الايام المباركة سبحانه عزوجل خلق الارض والسماوات وأنزل ادم على الارض لتصبح الحياة، وهو ما نسميه عيد البروناي او عيد الخليقة".
تعد الديانة المندائية أحد الأديان الإبراهيمية وهي أصل جميع تلك الأديان التوحيدية السابقة، وهي حسب رأيهم من أول الأديان القديمة.
كانوا منتشرين في منطقة بلاد الرافدين وفلسطين، ولا يزال بعض الصابئة المندائيين موجودين في العراق خصوصا في بغداد وأربيل ومدن الجنوب مثل الناصرية والعمارة وقلعة صالح والبصرة، كما أن هناك تواجد للصابئة في المدن الحدودية في إيران في الأحواز والمحمرة امتدادا لتواجدهم في العراق، إلى الآن ويطلق عليهم في اللهجة العراقية "الصبّة".
"مضايقات مستمرة لمصادرة معبدنا"
وبيّن هاشم ان "الصابئة المندائيين ورغم تواجد لهم في عدة محافظات، الا اننا لا نملك معبداً في محافظات الأنبار أو في واسط أو في بابل"، مردفا: "لدينا في بغداد معبد محصور في منطقة القادسية فقط، وهي أرض التعميد التي هي قرب جسر الجادرية، وأخذناها من الدولة مساطحة ايجار، رغم اننا من سكان اصل العراق"، مبينا ان "الايجار منذ زمن النظام السابق".
هاشم، تابع: "تحصل لنا مضايقات حيث يأتي مستثمرون يومياً بهدف الاستثمار في هذه الارض"، متسائلاً: "هل توجد ديانة او طائفة تستأجر أرضا لعبادة الله؟".
"الارض التي نمارس بها الطقوس هي بمساحة 4 دوانم تقريباً، ومنذ نحو 20 سنة نقيم عليها الطقوس الدينية، وطالبنا الدولة بتمليكنا اياها لكن لم نجد اذاناً صاغية"، وفقاً لهاشم، الذي اشار الى "هجرة 800 عائلة عراقية من الصابئة المندائية الى الاردن بانتظار الحصول على موافقات الهجرة، وكذلك اكثر من 300 عائلة في تركيا تتنظر الهجرة"، عازيا ذلك الى "غياب الامان وعدم توفر فرص عمل للشباب من الصابئة المندائيين".
رئيس مجلس أعيان الصابئة المندائيين، أوضح انه "من ناحية السياسة، دخلنا في العملية السياسية عام 2010 الى هذا اليوم، ولم يعترف بنا رسمياً من قبل أي رئيس وزراء منذ 2003 ولحد الآن، رغم كسبنا جولة في الانتخابات، لكن حصل تزوير، ولدينا اثباتات ودلائل حول التزوير قدمناها الى المحكمة الاتحادية"، مضيفا ان "مفوضية الانتخابات خاطبت المحكمة الاتحادية حول ذلك، فيأتي الرد بأنه كيان سياسي فرد".
وتابع هاشم: "دفعنا تأمينات، حالنا حال باقي الاحزاب، والتي بلغت 25 مليون دينار وقدمنا أسماء 500 مؤيد، مثلما تم الطلب منا".
"لا يوجد ضابط صابئي بالعراق"
بخصوص تعيين الشباب من الصابئة المندائيين، ذكر هاشم ان "عدد المنتسبين في الاجهزة الامنية من الصابئة المندائيين لا يتجاوز الـ50 شرطياً، بمقابل عدم وجود أي ضابط من الصابئة المندائيين، ورغم مطالباتنا المتكررة لوزراء الداخلية في الحكومات المتعاقبة حول ذلك، لكن بدون استجابة"، مشيراً الى ان "أكثر من 250 الف شاب وشابة هاجروا خلال السنوات الماضية، لغياب الوظائف".
رئيس مجلس أعيان الصابئة المندائيين، نوه الى ان "المسلّم به في الدوائر الحكومية، عدم تعيين رئيس ملاحظين من الصابئة المندائية، بل فقط معاون، حتى لو كانت شهادة الدكتوراه"، متسائلاً: "اين حق المواطنة وأنا ابن البلد؟".
بشأن تواجد الصابئة المندائيين في العراق، قال هاشم: "لدينا عوائل في البصرة وميسان وبابل وديالى وواسط والانبار وذي قار والديوانية وبغداد وأربيل وكركوك، وفي أربيل تسكن نحو ألف عائلة من الصابئة المندائية، ولا توجد لدينا في كوردستان اي مشاكل وعلاقتنا وطيدة لأن هنالك ترابط سياسي، لاسيما وأن أغلب ابنائنا من الحزب الشيوعي ويلتقون في كوردستان".
واشار رئيس مجلس أعيان الصابئة المندائيين الى انه "خلال فترة هجوم داعش عام 2014 سقط ضحايا من الصابئة المندائية في المناطق الغربية، والمتبقي منهم هناك نجحوا بالتعاون مع الاهالي في تلك المناطق في الفرار صوب بغداد وباقي المدن".
كان المندائيون في العراق المجموعة الأكبر والأهم في العالم، فمن بين 75000 مندائي حول العالم، كان هنالك ما بين 30000 إلى 50000 منهم في العراق، وينتشرون غالباً على ضفاف نهري دجلة والفرات.
كما كان المندائيون يعدون من الناجحين من الناحية الاقتصادية بسبب عملهم بالفضة والذهب، ومنحتهم رئاسة جمهورية العراق في عام 2001 تسمية طائفة العراق الذهبية وذلك لدورهم العلمي والمعرفي والفني الفاعل في بناء الدولة العراقية الحديثة.
بدأت هجرة المندائيين من العراق خلال فترة حكم صدام حسين، لكن الهجرة تسارعت بعد الغزو الأميركي عام 2003، وتعرض المندائيون إلى تهديدات واعتداءات وحالات خطف وقتل من قبل فصائل مسلحة، مما أجبرهم على الهجرة، كما تعرض المندائيون مثل بقية العراقيين للخطف بسبب عمل كثير منهم في صياغة الذهب.