السوري برصوم برصوما والدهشة المغيبة
الاختلاف ثراء للفنان وللحركة التشكيلية العربية.
السبت 2022/04/02
[url=https://www.addtoany.com/share#url=https%3A%2F%2Fwww.alarab.co.uk%2F%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%A8%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%85-%D8%A8%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%85%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%87%D8%B4%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D9%8A%D8%A8%D8%A9&title=%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A %D8%A8%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%85 %D8%A8%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%85%D8%A7 %D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%87%D8%B4%D8%A9 %D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D9%8A%D8%A8%D8%A9][/url]
[url=https://www.addtoany.com/share#url=https%3A%2F%2Fwww.alarab.co.uk%2F%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%A8%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%85-%D8%A8%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%85%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%87%D8%B4%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D9%8A%D8%A8%D8%A9&title=%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A %D8%A8%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%85 %D8%A8%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%85%D8%A7 %D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%87%D8%B4%D8%A9 %D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D9%8A%D8%A8%D8%A9]Share[/url]WhatsAppTwitter
Facebook
الإنسان مكون أساسي في لوحات برصوما
تختلف تجربة الفنان التشكيلي السوري برصوم برصوما عن السائد في الوسط الفني السوري والعربي، إذ يلتزم كزملائه من جيل السبعينات من القرن الماضي بجعل منجزاته الفنية تعبيرا عن الإنسان وهواجسه ومشاعره، وهو ما جعل طرحه الفني يغوص في ثنايا المتلقي وأعماقه فيشاركه في رسم اللوحة وتحليلها.
حين يكون الفنان قادما من ملخصات سومر لا بد أن يحيلك إلى تراكيب لا فكاك منها ومن البحث في إشاراتها الدقيقة وإن كانت بلغة فنية شأنها شأن لوحة مرسومة بعناية فائقة، ويستطيع أن يخلق لديك فسحة كبيرة من التأمل.
ومنذ تجربته الأولى كانت المنمنمات هاجس الفنان التشكيلي السوري برصوم برصوما الأول، فقد أنجز الكثير منها بلوحاته التي يترك فيها نافذة مفتوحة نطل منها للوصول إلى مسارات كان قد أتقن صنعها محققا مفهوم الرسم من داخل اللوحة.
وتبدأ حكاية الفنان مع اللون من الداخل فهناك يبعث الروح في عمله ليخلق دهشة كانت غائبة على مدار الولادة، فمع هذه الدهشة تولد عواطف وأحاسيس مصنوعة من حبال قوس قزح، حينها فقط ودون شكوك سنصل إلى خواطره الفنية المعتاد على رشها في تفاصيل منمنماته.
المسألة عند برصوما هي عدم التخلي عن قيمه الإنسانية والتي ينبغي التوكيد عليها مرارا وبمكوناتها المختلفة
كان طبيعياً أن يقيم الفنان برصوم برصوما مأدبته بين الأساطير وعلى نحو أخص أساطير ما بين الرافدين التي ترافقه في الكثير من أعماله، فهو أصلا واحد من هذه السلالة، فجذوره تمتد في حضارة الرافدين، حضارة بابل وسومر وآشور، حضارة النبع الرقراق والغزير، تلك الحضارة التي تتدفق منها الأساطير والملاحم التاريخية.
وكان طبيعيا أن يرافق كل ذلك الفنان برصوما، ومن هذا النبع الذي اغتسل فيه تموز وعشتار ليكون مباركا، يرتشف برصوما كنوزه التي كادت تشكل صدمة ثقافية جميلة بكائناته البشرية التي فيها من الدهشة والغرائبية الكثير وبمنمنماته العذبة التي تحملك حين التمعن فيها إلى مشارف عصر بائد لكن ثري تجلى فيه الخلود متراسا للنهضة.
وبالاتكاء عليها أقلع الفنان نحو عوالم قد تفرض عليه شعورا بالحنين نحو ماض هو قنديله في إضاءة التربة العطشى له، هذه التربة التي فيها يزرع مشروعه الإبداعي ويمضي به متسلحا بأساطير الأجداد وبالمعرفة التي يحملها حديثا نحو خلق طموح تحوّل لاحقا إلى قضية تشغله في خطواته كلها.
ويلخص ذلك الطموح وبيقين شبه تام بأن الاختلاف والمغايرة في الأسلوب الفني المتبع هما ثراء له أولا وللحركة التشكيلية ثانيا، وبأن التراث منهل غزير جدا ولهذا كان يبني جسورا جمالية كثيرة لخلق التفاعل دون مؤاربة، بل بارتياد زمن لا ينفي التأويلات الجمالية، فالمسألة عنده هي عدم التخلي عن قيمه الإنسانية والتي ينبغي التوكيد عليها مرارا وبمكوناتها المختلفة وعلى نحو أكثر الوقائع التراثية والتاريخية منها مع فرز وطرح غرائبية عذبة بين المستويات المختلفة، منتظرا الآخر ليرسم إجاباته حسب الشروط التي تديره داخلا والتي قد تتحكم به.
وتملك إجابات الفنان بطبيعتها كل القدرة على التفاعل مع صياغاته الجديدة التي سترسم بوابات سيدخلها برصوم باندهاش كبير، بل ويدهشنا معه أيضا، فعمليات البحث لديه تطرح حقيقة عذبة من الممكن طرحها بصيغة التساؤل التالي: أإلى هذا الحد برصوما مهووس في الفن وبالفن، وبهذا الشكل اللائق مغلفا بمسؤولية كبيرة ضمن خصوصية تحمل كل معايير الانتشار مع الاحتفاظ بالذائقة الإبداعية؟
هواجس وأحاسيس تشغل بال الفنان والمتلقي هذا ما يجعل أعماله تغوص في ثنايا المتلقي بل في أعماقه وبنشوة غير قابلة للوصف، قبل أن يغوص المتلقي فيها، وهذا يسجل له ولطروحاته الجمالية.
ولست أنا الشاهد على ذلك بل جل أعماله تصرح بذلك والتي تحمل كل الأهمية وعلى نحو أخص حين تحقق حركتها في التداخل الذي يفسر وباختصار شديد أن برصوم برصوما يُنْقل بأعماله من مستوى الحرفة إلى مستواها الإبداعي الغارق بتجليات الروح وبتراتيل تنبعث موسيقى من ثنايا القلب حيث الانفعال الجميل والحس الراقي الذي لا يمكن إغفاله، بل تفتح كنوافذ جديدة لآفاق لونية يخلق فيها برصوم نوعا من التعاون والحوار بين الزركشة الموغلة بالأحمر والأصفر.
ومن هذا المنظور المنطلق في علاقته بآفاق جديدة لا تخلو أعمال الفنان التشكيلي برصوما من اختزال في مدلولاتها الواسعة والتي تكتسي خصائص مغايرة للسائد وتحفل بالسعي لنثر كل تأثير وإقرار كل تفاعل إنساني بمبالاة مبطنة وبحيادية الحوار بين تفصيلاته، فرؤيته للأشياء تدفعه إلى عدم إغفال ما يندد بالقبح.
أعمال برصومة كنوز جميلة بكائناته البشرية
والفنان لم يكتف بالانحياز إلى الإنسان بالمشاعر التي تغرق أعماله، بل يمارس إقرار التباين مع أبناء جيله من فنانين آخرين، وفي حدود رصده المفاجئ لرؤيته التي تشي بمؤثرات تؤكد القيمة الفنية لمهاراته في كشف حكايا سرد التراتيل والتي تتحقق فيها عملية الخلق والتي ستترك أصداءها وبتأثير متزايد لها في تحرير وعي المتلقي بوصفها تحريرا لعلاقة هي لاحقة لمحاولة استعادة بل إحياء لعلاقة معرفية في مداها المجدي.
وبرصوم فنان ينتمي إلى جيل السبعينات من القرن الماضي، وهو الجيل الذي استطاع أن يرسي للحركة التشكيلية الجزراوية جذورها لتورق في ما بعد وتثمر على امتداد سوريا بل حتى خارجها أيضا إلى جانب أسماء آخرين كان وما زال لهم حضورهم رغم رحيل بعضهم نذكر منهم صبري رفائيل وعمر حمدي (مالفا) وزورو متيني وخليل عبدالقادر وبشار العيسى، ويوسف عبدلكي وحسن حمدان وعمر حسيب وفؤاد كمو وعزو الحاج وغيرهم.
وهؤلاء الفنانون كان همهم الأول هو الإنسان والعناصر الباقية هي متممة حسب تعبير برصوم، ولهذا كانت أعماله وأعمال أبناء جيله من الفنانين تتزاحم بالمشاعر الإنسانية وبالقيم التي تمجد الإنسان.
ويذكر أن الفنان برصوم برصوما من مواليد مدينة الحسكة سنة 1947، وهو خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق سنة 1977 قسم التصوير. عمل خبيرا في الزخرفة لدى المديرية العامة للآثار والمتاحف، وهو عضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين والعرب، وشارك في أغلب معارض وزارة الثقافة ونقابة الفنون في سوريا، وأقام العديد من المعارض الفردية وشارك في عدة معارض جماعية داخل سوريا وخارجها. وأعماله مقتناة في بلدان عديدة ولدى مؤسسات حكومية وفي مجموعات خاصة.
وتحمل لوحات الفنان في طياتها عبق التراث والتاريخ، وهو يشتغل في أعماله على الأسطورة ويتناولها من زوايا متعددة لها دلالاتها الفكرية والفلسفية ومن خلالها يحاول تفسير ظواهر كونية مختلفة ومتشابكة إلى حد الغموض.
أعمال الفنان تغوص في ثنايا المتلقي بل في أعماقه وبنشوة غير قابلة للوصف قبل أن يغوص المتلقي فيها [url=https://www.addtoany.com/share#url=https%3A%2F%2Fwww.alarab.co.uk%2F%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%A8%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%85-%D8%A8%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%85%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%87%D8%B4%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D9%8A%D8%A8%D8%A9&title=%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A %D8%A8%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%85 %D8%A8%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%85%D8%A7 %D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%87%D8%B4%D8%A9 %D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D9%8A%D8%A8%D8%A9][/url]
[url=https://www.addtoany.com/share#url=https%3A%2F%2Fwww.alarab.co.uk%2F%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%A8%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%85-%D8%A8%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%85%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%87%D8%B4%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D9%8A%D8%A8%D8%A9&title=%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A %D8%A8%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%85 %D8%A8%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%85%D8%A7 %D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%87%D8%B4%D8%A9 %D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D9%8A%D8%A8%D8%A9]Share[/url]
السوري برصوم برصوما والدهشة المغيبة
الاختلاف ثراء للفنان وللحركة التشكيلية العربية.
السبت 2022/04/02
[url=https://www.addtoany.com/share#url=https%3A%2F%2Fwww.alarab.co.uk%2F%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%A8%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%85-%D8%A8%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%85%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%87%D8%B4%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D9%8A%D8%A8%D8%A9&title=%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A %D8%A8%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%85 %D8%A8%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%85%D8%A7 %D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%87%D8%B4%D8%A9 %D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D9%8A%D8%A8%D8%A9][/url]
[url=https://www.addtoany.com/share#url=https%3A%2F%2Fwww.alarab.co.uk%2F%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%A8%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%85-%D8%A8%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%85%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%87%D8%B4%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D9%8A%D8%A8%D8%A9&title=%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A %D8%A8%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%85 %D8%A8%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%85%D8%A7 %D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%87%D8%B4%D8%A9 %D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D9%8A%D8%A8%D8%A9]Share[/url]WhatsAppTwitter
Facebook
الإنسان مكون أساسي في لوحات برصوما
تختلف تجربة الفنان التشكيلي السوري برصوم برصوما عن السائد في الوسط الفني السوري والعربي، إذ يلتزم كزملائه من جيل السبعينات من القرن الماضي بجعل منجزاته الفنية تعبيرا عن الإنسان وهواجسه ومشاعره، وهو ما جعل طرحه الفني يغوص في ثنايا المتلقي وأعماقه فيشاركه في رسم اللوحة وتحليلها.
حين يكون الفنان قادما من ملخصات سومر لا بد أن يحيلك إلى تراكيب لا فكاك منها ومن البحث في إشاراتها الدقيقة وإن كانت بلغة فنية شأنها شأن لوحة مرسومة بعناية فائقة، ويستطيع أن يخلق لديك فسحة كبيرة من التأمل.
ومنذ تجربته الأولى كانت المنمنمات هاجس الفنان التشكيلي السوري برصوم برصوما الأول، فقد أنجز الكثير منها بلوحاته التي يترك فيها نافذة مفتوحة نطل منها للوصول إلى مسارات كان قد أتقن صنعها محققا مفهوم الرسم من داخل اللوحة.
وتبدأ حكاية الفنان مع اللون من الداخل فهناك يبعث الروح في عمله ليخلق دهشة كانت غائبة على مدار الولادة، فمع هذه الدهشة تولد عواطف وأحاسيس مصنوعة من حبال قوس قزح، حينها فقط ودون شكوك سنصل إلى خواطره الفنية المعتاد على رشها في تفاصيل منمنماته.
المسألة عند برصوما هي عدم التخلي عن قيمه الإنسانية والتي ينبغي التوكيد عليها مرارا وبمكوناتها المختلفة
كان طبيعياً أن يقيم الفنان برصوم برصوما مأدبته بين الأساطير وعلى نحو أخص أساطير ما بين الرافدين التي ترافقه في الكثير من أعماله، فهو أصلا واحد من هذه السلالة، فجذوره تمتد في حضارة الرافدين، حضارة بابل وسومر وآشور، حضارة النبع الرقراق والغزير، تلك الحضارة التي تتدفق منها الأساطير والملاحم التاريخية.
وكان طبيعيا أن يرافق كل ذلك الفنان برصوما، ومن هذا النبع الذي اغتسل فيه تموز وعشتار ليكون مباركا، يرتشف برصوما كنوزه التي كادت تشكل صدمة ثقافية جميلة بكائناته البشرية التي فيها من الدهشة والغرائبية الكثير وبمنمنماته العذبة التي تحملك حين التمعن فيها إلى مشارف عصر بائد لكن ثري تجلى فيه الخلود متراسا للنهضة.
وبالاتكاء عليها أقلع الفنان نحو عوالم قد تفرض عليه شعورا بالحنين نحو ماض هو قنديله في إضاءة التربة العطشى له، هذه التربة التي فيها يزرع مشروعه الإبداعي ويمضي به متسلحا بأساطير الأجداد وبالمعرفة التي يحملها حديثا نحو خلق طموح تحوّل لاحقا إلى قضية تشغله في خطواته كلها.
ويلخص ذلك الطموح وبيقين شبه تام بأن الاختلاف والمغايرة في الأسلوب الفني المتبع هما ثراء له أولا وللحركة التشكيلية ثانيا، وبأن التراث منهل غزير جدا ولهذا كان يبني جسورا جمالية كثيرة لخلق التفاعل دون مؤاربة، بل بارتياد زمن لا ينفي التأويلات الجمالية، فالمسألة عنده هي عدم التخلي عن قيمه الإنسانية والتي ينبغي التوكيد عليها مرارا وبمكوناتها المختلفة وعلى نحو أكثر الوقائع التراثية والتاريخية منها مع فرز وطرح غرائبية عذبة بين المستويات المختلفة، منتظرا الآخر ليرسم إجاباته حسب الشروط التي تديره داخلا والتي قد تتحكم به.
وتملك إجابات الفنان بطبيعتها كل القدرة على التفاعل مع صياغاته الجديدة التي سترسم بوابات سيدخلها برصوم باندهاش كبير، بل ويدهشنا معه أيضا، فعمليات البحث لديه تطرح حقيقة عذبة من الممكن طرحها بصيغة التساؤل التالي: أإلى هذا الحد برصوما مهووس في الفن وبالفن، وبهذا الشكل اللائق مغلفا بمسؤولية كبيرة ضمن خصوصية تحمل كل معايير الانتشار مع الاحتفاظ بالذائقة الإبداعية؟
هواجس وأحاسيس تشغل بال الفنان والمتلقي هذا ما يجعل أعماله تغوص في ثنايا المتلقي بل في أعماقه وبنشوة غير قابلة للوصف، قبل أن يغوص المتلقي فيها، وهذا يسجل له ولطروحاته الجمالية.
ولست أنا الشاهد على ذلك بل جل أعماله تصرح بذلك والتي تحمل كل الأهمية وعلى نحو أخص حين تحقق حركتها في التداخل الذي يفسر وباختصار شديد أن برصوم برصوما يُنْقل بأعماله من مستوى الحرفة إلى مستواها الإبداعي الغارق بتجليات الروح وبتراتيل تنبعث موسيقى من ثنايا القلب حيث الانفعال الجميل والحس الراقي الذي لا يمكن إغفاله، بل تفتح كنوافذ جديدة لآفاق لونية يخلق فيها برصوم نوعا من التعاون والحوار بين الزركشة الموغلة بالأحمر والأصفر.
ومن هذا المنظور المنطلق في علاقته بآفاق جديدة لا تخلو أعمال الفنان التشكيلي برصوما من اختزال في مدلولاتها الواسعة والتي تكتسي خصائص مغايرة للسائد وتحفل بالسعي لنثر كل تأثير وإقرار كل تفاعل إنساني بمبالاة مبطنة وبحيادية الحوار بين تفصيلاته، فرؤيته للأشياء تدفعه إلى عدم إغفال ما يندد بالقبح.
أعمال برصومة كنوز جميلة بكائناته البشرية
والفنان لم يكتف بالانحياز إلى الإنسان بالمشاعر التي تغرق أعماله، بل يمارس إقرار التباين مع أبناء جيله من فنانين آخرين، وفي حدود رصده المفاجئ لرؤيته التي تشي بمؤثرات تؤكد القيمة الفنية لمهاراته في كشف حكايا سرد التراتيل والتي تتحقق فيها عملية الخلق والتي ستترك أصداءها وبتأثير متزايد لها في تحرير وعي المتلقي بوصفها تحريرا لعلاقة هي لاحقة لمحاولة استعادة بل إحياء لعلاقة معرفية في مداها المجدي.
وبرصوم فنان ينتمي إلى جيل السبعينات من القرن الماضي، وهو الجيل الذي استطاع أن يرسي للحركة التشكيلية الجزراوية جذورها لتورق في ما بعد وتثمر على امتداد سوريا بل حتى خارجها أيضا إلى جانب أسماء آخرين كان وما زال لهم حضورهم رغم رحيل بعضهم نذكر منهم صبري رفائيل وعمر حمدي (مالفا) وزورو متيني وخليل عبدالقادر وبشار العيسى، ويوسف عبدلكي وحسن حمدان وعمر حسيب وفؤاد كمو وعزو الحاج وغيرهم.
وهؤلاء الفنانون كان همهم الأول هو الإنسان والعناصر الباقية هي متممة حسب تعبير برصوم، ولهذا كانت أعماله وأعمال أبناء جيله من الفنانين تتزاحم بالمشاعر الإنسانية وبالقيم التي تمجد الإنسان.
ويذكر أن الفنان برصوم برصوما من مواليد مدينة الحسكة سنة 1947، وهو خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق سنة 1977 قسم التصوير. عمل خبيرا في الزخرفة لدى المديرية العامة للآثار والمتاحف، وهو عضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين والعرب، وشارك في أغلب معارض وزارة الثقافة ونقابة الفنون في سوريا، وأقام العديد من المعارض الفردية وشارك في عدة معارض جماعية داخل سوريا وخارجها. وأعماله مقتناة في بلدان عديدة ولدى مؤسسات حكومية وفي مجموعات خاصة.
وتحمل لوحات الفنان في طياتها عبق التراث والتاريخ، وهو يشتغل في أعماله على الأسطورة ويتناولها من زوايا متعددة لها دلالاتها الفكرية والفلسفية ومن خلالها يحاول تفسير ظواهر كونية مختلفة ومتشابكة إلى حد الغموض.
أعمال الفنان تغوص في ثنايا المتلقي بل في أعماقه وبنشوة غير قابلة للوصف قبل أن يغوص المتلقي فيها [url=https://www.addtoany.com/share#url=https%3A%2F%2Fwww.alarab.co.uk%2F%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%A8%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%85-%D8%A8%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%85%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%87%D8%B4%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D9%8A%D8%A8%D8%A9&title=%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A %D8%A8%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%85 %D8%A8%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%85%D8%A7 %D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%87%D8%B4%D8%A9 %D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D9%8A%D8%A8%D8%A9][/url]
[url=https://www.addtoany.com/share#url=https%3A%2F%2Fwww.alarab.co.uk%2F%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%A8%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%85-%D8%A8%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%85%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%87%D8%B4%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D9%8A%D8%A8%D8%A9&title=%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A %D8%A8%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%85 %D8%A8%D8%B1%D8%B5%D9%88%D9%85%D8%A7 %D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%87%D8%B4%D8%A9 %D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D9%8A%D8%A8%D8%A9]Share[/url]WhatsAppTwitterWhatsAppTwitter