أحزان ُ السيدة ِ السومرية ْ
عيسى حسن الياسري
أحزان ُ السيدة ِ السومرية ْ
[size=32] إلى .. حسب الشيخ جعفر[/size]
1
مسرعة ً تمر ُ هذه ِ الأعوام ْ
مسرعة ً تمر ُ مثلما سرب ٍ من َ اليمام ْ
ومثل َ ريح ٍ نشبت ْ أظفارها
في الشجر ِ العاري
وفي عباءة ِ الغمام ْ
لتسرق َ الأوراق َ والازهار َ والمطر ْ
وحتى - طائر َ الخشب ْ -
تسرق ُ – يا حسب ْ –
اكواخ َ تلك َ القرية ِ البعيدة ْ
تسرق ُ منك َ تلك َ الليلة َ الفريدة ْ
تلك َ التي تزور ُ فيها بيتك َ القديم ْ
سيدة ٌ تحمل ُ وشم َ سومر ِ السعيدة ْ .
2
مسرعة ً تمر ُ يا صديقي َ الأعوام ْ
تسرق ُ من ْ أهوارك َ البردي َّ والقصب ْ
وثمر َ اليقطين ْ ..
يا لك َ من ْ قاس ٍ وموجع ٍ يا مخلب َ السنين ْ
فما الذي يملكه - حسب ْ –
سوى طفولة ٍ ..
أدام خبزها قبضة ُ حندقوق ْ
وبضع ُ حبات ٍ من َ الرطب ْ
تحوشها من – نخلة الله ِ– التي نأت ْ عن ْ الطريق ْ
كناسك ٍ يصلي ..
بين َ يد ِ الغروب ِ والشروق ْ .
3
أواه ُ – يا حسب ْ –
يا راحلا ً اهدى لقلبي َّ الغريب ِ زخات ٍ من َ الدمع ِ
والقى في مواقد ِ الروح ِ التي تبكيه ِ
وقدة ً من َ الحطب ْ
4
هنا ..
لا أحد ً يأتيك َ إذ ْ تبكي
فهذه ِ الدروب ْ ..
السيد ُ الذي يحكمها هو الثلج ُ
وهذه ِ الريح ُ التي تخض ُ غدران َ هدوئنا
بالعصف ِ والنحيب ْ
وليس َ دفء ُ بيتنا
حيث ُ مواقد ُ النار ِ التي تغطي في دخانها
منازل َ الجنوب ْ .
5
هل تدري – يا حسب –
كم ْ يوجع ُ الغريب ْ
بكاؤه ُ ..
حين َ يحل ُ ضيفا ً عنده ُ الغروب ْ
وهو َ بلا أهل ٍ يشاركونه ُ البكاء ْ
ولا تأخذه ُ لحضنها الديار ْ ؟
كم ْ يوجع ُ الغريب َ - يا حسب ْ -
إذا بكاك َ وحده ُ
فلا تحضر ُ كي تواسيه ِ سوى الريح ِ
ودفعات ٍ من َ الظلام ِ
والقصائد ِ التي تركتها يتيمة ً
ورشقات ٍ سخية ٍ من َ الغبار ْ
تجعل ُ من ْ شبّاكه ِ مرتجفا ً
تجعله يتوق ً لاستضافة ِ السحر ْ
أو لمسة ٍ حنونة ٍ تتركها على زجاجه ِ أنامل ُ القمر ْ .
6
من يستريح ُ لا مباليا ً
في ليلتي هذي
وغارقا ً بالنوم ْ ..
باب ٌ على مقبضه ِ
يجلس ُ مطمئنا ً زائر ُ الصدأ ْ
ومن ْ أعتابه ُ التي ما وطأتها قدم ٌ صديقة ْ
وسادة ً تتخذ ُ الهموم ْ .