إبنة صدام تستذكر ظروف المعركة التي أنهت الحرب العراقية الإيرانية
إيلاف من لندن: في سلسلة تغريدات الاحد على حسابها في تويتر استذكرت رغد الابنة الكبرى للرئيس العراقي السابق صدام حسين ظروف تحرير القوات العراقية لمدينة الفاو الجنوبية من سيطرة القوات الايرانية عام 1988.
ففي 17 نيسان ابريل عام 1988 شنت القوات العراقية هجوما كبيرا لطرد القوات الايرانية من المثلث الجنوبي لشبه جزيرة الفاو العراقية الجنوبية بعد احتلال ايران للمنطقة لمدة عامين حيث اطلق العراق على العملية اسم "رمضان مبارك" لتوافق اليوم الاول من شهر رمضان في ذلك العام .
وبدأت رغد المقيمة في عمان باستضافة الحكومة الاردنية سلسلة تغريداتها التي تابعتها "ايلاف" بالآية الكريمة "بسم الله الرحمن الرحيم .. (إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) صدق الله العظيم قائلة "في مثل هذا اليوم في 1988 تحررت الفاو الحبيبة في بلدي الحبيب".
واضافت "لان ايران بدات تذوق طعم الهزيمة المرة راحت تقصف منطقة القصر الجمهوري (في بغداد) اي مكان سكننا وكذلك شمل القصف عدة مناطق في بغداد بشكل خاص وهنا انتقلنا الى الموقع البديل في منطقة الرضوانية (ضواحي بغداد الغربية التي كانت تضم قصر الراية لصدام وعائلته) ثم حضرت والدتي (ساجدة خير الله) ظهرا وعلامات الفرح بادية على وجهها ودخلت علينا وهي تهلهل (تزغرد) فرحا لانتصارنا وتحريرنا الفاو".
ونوهت رغد الى انه "في اليوم التالي سمعت اصوات الطائرات المروحية وهي تحط على الارض المحيطة بمنزلي البديل الصغير حضر والدي (صدام حسين) ومعه الخال عدنان (خير الله) وزير الدفاع وحسين كامل زوجي (قائد الحرس الجمهوري الذي انشق عن والدها".
وزادت رغد قائلة "كنا جميعا نعيش حالة النصر الذي حققه العراقيون وكنا فرحين بهذا النصر الكبير خصوصا والدتي التي كان يؤلمها كثيرا احتلال الفاو".
وقالت "تناولنا الطعام جميعا في ذلك اليوم المميز. ويصادف اليوم ايضا ميلاد اخي الشهيد قصي ابو مصطفى البطل (الذي قتلته القوات الاميركية مع شقيقه عدي الابن الاكبر لصدام في 22 تموز يوليو عام 2003 شمال شرق مدينة الموصل الشمالية).
وختمت رغد صدام حسين سلسلة تغريداتها قائلة "سنحيي معا اياما جميلة مليئة بالانتصارات الكبيرة في ارضنا باذن الله، ونتذكر دوما المقاتلين الابطال الذين قدموا ارواحهم دفاعا عن بلدهم. ويامحلى النصر بعون الله..".
هجوم القوات العراقية في 17 نيسان ابريل 1988 لتحرير الفاو من سيطرة القوات الايرانية (ارشيف)
تفاصيل معركة الفاو
يشار الى ان عملية تحرير الفاو من سيطرة القوات الايرانية نفذت قبل شروق شمس يوم 17 نيسان وشملت بحسب الموسوعة الحرة "ويكيبيديا" ثلاث مراحل استطاعت القوات العراقية من خلالها تحرير كامل شبه جزيرة الفاو في حوالي 35 ساعة وتكبيد الجيش الإيراني خسائر كبيرة ما بين قتيل وأسير بالإضافة إلى الاستيلاء على معداتهِ.
وقد كانت إيران قد حصنت الفاو بخنادق وحقول ألغام كما شقت القوات الإيرانية مجاري مائية لمنع الدبابات والمركبات المجنزرة من الحركة بينها.
وقد وضعت الاستخبارات العراقية خطة مخادعة طويلة ودقيقة في الجوانب التكتيكية والاستراتيجية وكان الجهاز اللاسلكي أهم وسائل تمرير مواد المخادعة إلى القيادة الإيرانية مباشرة وبسرعة .
وكان الهجوم مقررا ليتم من خلال قوات الحرس الجمهوري العراقية (القوة الضاربة في الجيش العراقي) والتي كان يشرف عليها آنذاك حسين كامل بقيادة الفريق الركن اياد فتيح الراوي ورئاسة أركان اللواء الركن إبراهيم الآغا، بالتعاون مع الفيلق السابع من الجيش العراقي بقيادة الفريق الركن ماهر عبد الرشيد وقيادة القوة الجوية، والقوة البحرية وطيران الجيش.
وكانت مسؤولية تحرير الجزء الغربي من شبه جزيرة الفاو من مهمة فرقة المدينة المنورة في الحرس الجمهوري، أما مسؤولية فرقة بغداد من الحرس الجمهوري فكانت من الطريق الإستراتيجي الذي يحد قاطع الفيلق السابع إلى الحدود الفاصلة مع فرقة المدينة المنورة في الحرس الجمهوري وبالدخول إلى العمق إلى نهاية منطقة المملحة، بحيث تكون الصفحة الأولى لقوات الحرس الجمهوري هي احتلال قاطع المملحة المعقد (أرض ملحية) أما مهمة فرقة حمورابي في الحرس الجمهوري فكانت الصفحة الثانية وهي تحرير مدينة الفاو بالتعاون مع جهد قوات الفيلق السابع وصولاً إلى منطقة رأس البيشة المثلث البري العراقي المطل على الخليج العربي وتكون فرقة نبوخذنصر في الحرس الجمهوري فرقة الاحتياط.
معركة أنهت حرب الثمان سنوات
وفي ليلة الهجوم الذي اشرف عليه صدام حسين ووزير دفاعه عدنان خير الله اطلقت القوات العراقية أكثر من ألف فوهة نيران القصف التمهيدي المركز وفي الساعة السادسة صباحا شاركت الدبابات في تدمير النقاط الحصينة الأمامية وقد شاركت الزوارق الحربية والقوة الجوية في مرحلة القصف .. وبعد نصف ساعة انطلقت قوات الهجوم لكسر الحاجز النفسي وحاجز منظومة الموانع وفي الساعة 12 من ظهر يوم 18 نيسان 1988 دخلت كتيبة دبابات الفارس بأمرة المقدم الركن سالم حافظ التكريتي التابعة للحرس الجمهوري مدينة الفاو ورفعت العلم العراقي فيها .
وقد مهدت هذه المعركة التي فرضت فيها القوات العراقية تفوقا ساحقا أدى إلى استعادة الفاو والإخلال بالتوازن الاستراتيجي للقوات الإيرانية على طول الجبهة الى ارغام القيادة الإيرانية فيما بعد إلى القبول بوقف اطلاق النار في الحرب العراقية الايرانية في 8 آب اغسطس عام 1988 بعد ان استمرت ثمان سنوات فقد فيها البلدان حوالي مليون قتيل.