نظرة على حرب الخامس من حزيران ١٩٦٧
[size=32] نظرة على حرب الخامس من حزيران ١٩٦٧[/size]
السادة كتاب وقراء مجلة الگاردينيا المحترمين
تحية وتقدير
يصادف يوم ٥ حزيران من العام ١٩٦٧ بما يعرف بحرب الأيام السته التي أعتبرت نكسة للدول العربية وجيوشها ………ندعوا الله أن أن لاتتكرر مثل هذه النكسة وأن تعود فلسطين حرة عربية
ملحوظة المقال المدرج مأخوذ من موقع منظمة التحرير الفلسطينية
مع تحيات مجلة الگاردينيا
[size=32] نظرة على حرب حزيران 1967[/size]
حرب 1967 أو حرب الأيام الستة هي الحرب الثالث مما يسمى "حروب فلسطين"، أي سلسلة الحروب بين إسرائيل والدول العربية المجاورة لها. اندلعت الحرب في الـ5 من يونيو (حزيران) 1967 بين إسرائيل من جهة وكل من مصر، الأردن، وسوريا من جهة أخرى بتعاون مع قوات عراقية التي كانت مرابطة في الأردن. كانت الحرب ذروة للأزمة التي بدأت في 15 مايو (أيار) 1967.
انتهت أزمة السويس بانسحاب إسرائيلي من شبه جزيرة السيناء وقطاع غزة في 8 مارس (أذار) 1957 كما اتفقت إسرائيل ومصر على دخول قوات دولية تابعة لـلأمم المتحدة (UNEF) إلى المناطق التي انسحبت منها إسرائيل، لحماية وقف إطلاق النار. بعد الانسحاب أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أن إسرائيل ستعتبر إعادة إغلاق الممر المائي في تيران أمام سفن إسرائيلية سببا لحرب. بين مارس 1957 وأبريل 1967 كانت الحدود بين إسرائيل ومصر هادئة نسبيا، ولكن في 1964 تكثفت الاشتباكات بين إسرائيل وسورية بشأن النزاع على استغلال مياه نهر الأردن.
في نوفمبر (تشرين الثاني) 1966 انتهى التفاهم بين الحكومتين الإسرائيلية الأردنية بشأن تهدئة الحدود الطويلة بين البلدين. في حدث على خط الهدنة قرب قرية السموعي بشمالي الضفة الغربية (الخاضعة في ذلك الحين للسيطرة الأردنية) انقتل 3 جنود إسرائيليون بانفجار لغم. فشن جيش الإحتلال الصهيوني هجوما قاسيا على بلدة الساموعي وهدم بيوت كثيرة فيها. أما بنسبة للخسائر البشرية فأعلنت إسرائيل مقتل 50 أردني وإسرائيلي واحد بينما لم يوفر الأردن معلومات من جانبه. في 20 نوفمبر 1966 أعلن الملك حسين عاهل الأردن التعبئة العامة.
في 7 أبريل (نيسان) 1967 حدثت معركة جوية بين طائرات حربية سورية وإسرائيلية حيث أسقطت إسرائيل 6 طائرات سورية من طراز "ميغ 21". في 13 مايو أبلغت المخابرات السوفياتية نائب الرئيس المصري أنور السادات أن إسرائيل تركز قوات ضخمة في شمالها مستعدة للغزو إلى سوريا. عندما علم رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي إشكول عن هذا الإبلاغ دعا السفير السوفياتي لدى إسرائيل إلى زيارة شمالي البلاد ليقتنع بأنه لم يحدث أي تغيير في انتشار القوات الإسرائيلية. أما السفير السوفياتي فرفض الدعوة. في 15 مايو بدأت مصر بتكثيف قواتها في السيناء وفي اليوم التالي طالبت مصر القوات الدولية بالخروج من أراضيها. في 22 مايو أعلنت مصر إغلاق مضيق تيران أمام السفن إسرائيلية المتجهة إلى مناء إيلات. اعتبرت إسرائيل هذه الخطوة إعلان حرب نسبة إلى تصريح رئيس وزرائها بعد أزمة السويس وتكثيف القوات المصرية في السيناء.
في الخامس من يونيو (حزيران) 1967 شن جيش الإحتلال الصهيوني هجوما على القوات المصرية في السيناء.
العمليـات العسكـرية
عند الشروع بالعمليات العسكرية استثمرت القيادة الإسرائيلية جملة عوامل الهدف منها جني الأرباح من معركتها المزمعة ، أهمها:
بسبب ضعف إسرائيل ومحدودية جيشها استخدمت عددا من الخطط المستندة على عوامل سوقية وتعبوية عسكرية منها تحديد الاهداف من الحرب ، حيث رات إسرائيل ان من اهم الاهداف المتوخاة من الحرب هي تثبيت ركائز الدولة العبرية الفتية من خلال ضرورة استثمار الحقبة التي كانت تشهد نشأة وتأسيس الدول العربية الحديثة العهد بمؤسسات الدولة والمجتمع المدني والعسكرتاريا كونها ناشئة حديثا من انفصال ولايات وامارات عثمانية كدول حديثة الاستقلال تمتلك فلسفةمجتمع وبرامج عمل واسترتيجيات قيد التكوين. كما اعتمدت إسرائيل بسبب هشاشة تكوينها كدولة على دولة عظمى من خلال عقد المعاهدات الاستراتيجية التي من خلالها تقدم الخدمات الجلى لتلك الدول او من خلال تأثيرات الجاليات اليهودية المتنفذة سياسيا واقتصاديا فيها او ما يسمى باللوبي اليهودي او الصهيوني.
اعتمدت اسرائيل على الحرب الاعلامية.
اطلقت حملة من الحرب النفسية.
استغلت القضية اليهودية القديمة في أوروبا المستندة على الظلم الواقع على اليهود ومعاناتهم من اضطهاد الاعراق غير السامية اي ما يسمى "بالعداء للسامية" كقضية ديريفوس وغيرها ، واخرها اضطهاد نظام هتلر لهم بما يسمى محارق الهولوكوست.
اطلقت حملة دعم في اميركا وإنجلتراتحديداً من خلال الكنائس البروتستانتية ذات العقيدة القريبة من الفكر اللاهوتي التوراتي معتمدةً على التلمود المشترك بين اليهودية وتلك الطائفة التي يدين بها اغلب الانجليز والاكثرية الساحقة من الاميركان. استغلت إسرائيل عوامل عربية داخلية أخرى مثل انشغال الدول العربية بانقلابات فاشلة او بلبلة داخلية كتكفير الاخوان المسلمين للحكومة المصرية ومحاولاتهم قلب نظام الحكم والتحريض على حرق معامل حلوان الأمر الذي أشغل الدولة كثيراً مما ترتب عليه إصدار أحكام إعدام بحق المحرض على العملية سيد قطب .وكذلك استثمرت الأدوار التي لعبها الجواسيس من اليهود العرب وغيرهم مثل منير روفا الذي اختطف طائرة ميغ 21 وعزرا ناجي زلخا وايلي كوهين وغيرهم، في جمع المعلومات عن السلاح العربي للتعرف على أسراره ومواجهته والعمل كطابور خامس لتحطيم الجبهات الداخلية العربية.
اعتمدت على مبدأ التفوق في السلاح فبعد أن كانت القوات العربية متفوقة تسليحيا لغاية عام 1965 عقدت إسرائيل عدد مهم من الاتفاقات لإعادة تسليحها بأحدث الأسلحة الغربية.
اعتمدت كذلك على مبدأ التفوق الجوي في ساحة المعركة ذلك لوهن الجندي الإسرائيلي وومحدودية حيلته وعدده. و بنت قيادة الجيش والأركان الإسرائيلية خططها على الانفراد بكل جبهة عربية على حدة لعدم امكانيتها من فتح أكثر من جبهة في آن واحد.
اعتمدت على الدول الكبرى من خلال عدم فسح المجال للقوات العربية بالمبادئة واختيار الزمانوالمكان المناسبين لأي تخطيط عسكري تعبوي وعدم فسح المجال أو إعطاء فرصة للقوات العربية بتنظيم قطاعاتها لصد الهجوم أو القيام بهجوم مقابل من خلال إلتزام الدول الكبرى الأعضاء بمجلس الأمن باصدار قرار وقف إطلاق النار بعد إتمام العدوان مباشرة لإظهار العرب وكأنهم اخترقوا القرارات والمواثيق الدولية وبهذا يستحقون الردع والعقاب ، وقد كان من أهم أسباب هزيمة الجبهة المصرية الهجمات اللتى قامت بها القوات الجويةالأمريكية المتمركزة بقاعدة هويلز وكذلك القوات البريطانية المتمركزة بقاعدة العدم في ليبيا وذلك قبل الإنقلاب على الحكم الملكى في ليبيا.
أثناء بدء العمليات قامت القوة الجوية الإسرائيلية بضرب المطارات والقواعد الجوية العربية وتحطيم طائراتها ، وكذلك إستفادت من الضربة الجوية اللتى قامت بها القوات الجوية الأمريكية والبريطانية اللتان كانتا متمركزتان بقاعدتى هويلز والعدم بليبيا واللتى كان من أهم نتائجها تحييد سلاح الجو المصرى واللذى كان بإمكانه تقديم الدعم والغطاء الجوى للقوات المصرية أثناء العمليات العسكرية أو حتى أثناء الإنسحاب ، ثم استثمرت تحرك الوحدات العربية في عملية إعادة التنظيم الخاصة بالقيادة العربية المشتركة وشنت هجوماً بالدروع باستخدام اسلوب الحرب الخاطفة على الضفة الغربية التي كانت تابعة للاردن والجولان السورية وقطاع غزة الذي كان تابعاً لمصر ولسيناء كل على انفراد حيث استعملت الأسلحة المحرمة دولياً كالنابالم وقذائف البازوكا. حدث ارتباك لدى القوات المصرية بسبب قرار الانسحاب العشوائي الخاطيء الذي اصدره القائد العام للقوات المسلحة المصرية المشير عبد الحكيم عامر ، في الوقت الذي قررت فيه الوحدات السورية والاردنية والعراقية إعادة تنظيمها للرد على المعركة أو الضربة الأولى.إلا أن مجلس الأمن سارع بإصدار قرار وقف إطلاق النار ففسح ذلك المجال أمام القوات الإسرائيلية بتنظيم وحداتها فيما يسمى عسكرياً استثمار الفوز. شارك الرئيس العراقي عبد الرحمن عارف بقوات عسكرية لدعم الجبهة على الرغم من القوات الكبيرة الرابضة في المفرق في الأردن الا ان الدعم الأمريكي والبريطاني والفرنسي المعلن بالتدخل في حالة رد الدول العربية على العدوان مالم تستجيب لقرار مجلس الامن الدولي 242 ، الامر الذي افشل خطط الهجوم المقابل العربية وجعل إسرائيل بواقع المنتصر.
الأسباب المباشرة لاخفاق الجيوش العربية في تحقيق النصر
كان انتصار إسرائيل في معاركها في عام 1967م راجعاً إلى عدة أسباب منها:-
استخدام إسرائيل لعنصر المفاجأة في ضرب القوات العربية، حيث لم يتوقع العرب هجوماُ عند الفجر لكن إسرائيل نفذت الهجوم في هذا الوقت; مما أفقد العرب توازنهم وسبب خسائر فادحة في صفوف القوات العربية.
تفوق القوات الإسرائيلية المسلحة بأفضل الأسلحة الغربية الحديثة و خاصة سلاح الطيران الإسرائيلي الذي سيطرت به إسرائيل على ميادين القتال في جبهات مختلفة.
مساندة الولايات المتحدة الأمريكية و الدول الأوروبية لإسرائيل عسكرياً و اقتصادياً.
نقص التدريب الجيد و الأسلحة المتطورة في صفوف الجيوش العربية.
تداعيات الحرب
ولعل من أسوإ نتائج الحرب من وجهة نظر الأطراف العربية هي خسارة الضفة الغربية و قطاع غزة و شبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان..وتحطم معنويات الجيوش العربية وأسلحتها وبعد اجراء المحاكمات لمتسببي الفشل العسكري وبعد مضي فترة من الزمن اخذت تتكشف الحقائق عن اخفاق القائد العام للقوات المسلحة المشير عبد الحكيم عامر بوضع الخطط وتنفيذها بالشكل الصحيح بضمنها خطط الانسحاب العشوائي. وصدر عن مجلس الأمن القرار 242 في تشرين ثاني 1967 الذي يدعوا إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في حزيران 1967 وبعودة اللاجئيين إلى ديارهم.
و بعد قرابة السنة، قامت معركة الكرامة،التي خاضها الجيش العربي (الاردني) ضد العدوان الإسرائيلي،و قد سجل بذلك أول نصر عربي على جيش الإحتلال الصهيوني،و تعتبر معركة الكرامة من المعارك الحاسمة في تاريخ المنطقة جمعاء،لأنه من خلالها اعطت العرب الدافعية و الحافزية بأن الارادة و التصميم تمثلان جزءا لا يتجزأ من النصر على شتى الاعداء،و على المستوى الاردني، فقد استطاعت الأردن زرع الثقة في نفوس الجيوش العربية بشكل عام،و في نفوس جنود الجيش العربي(الاردني) بشكل خاص. و ترتبت على هذه الحرب استرجاع الأردن لألاف الاراضي التي احتلت في حرب 1967.
أدت حرب 1967 إلى إعادة تنظيم الخطط العسكرية العربية واعدة تنظيم قطعها.و قد شنت القوات العربية حرب الاستنزاف بقيادة الشخصية العسكرية المميزة الفريق عبد المنعم رياض. ومن أهم منجزاتها عملية ايلات التي تم الهجوم على ميناء ام الرشاش الذي اسمته إسرائيل ايلات حيت تم تلغيم الميناء وقتل عدد من العسكريين و إغراق بارجة إسرائيلية وذلك من قبل رجال الضفادع البشرية المصريين بالتعاون مع القوات الأردنية والعراقية و منظمة التحرير الفلسطينية. من جهتها استخدمت إسرائيل الحرب النفسية والإعلامية لتصوير هذه الحرب على انها نكسة وهزيمة لشل القدرة العربية على القتال لكن مماطلة الإسرائيليين في تنفيذ قرار الأمم المتحدة أدت إلى تفكير العرب بالحرب مرة أخرى وكان ذلك في 6 أكتوبر/ تشرين1 1973م. وقد حققت الجيوش العربية فيها إنتصاراً عظيماً على جبهات سيناء والجولان لإعادة الحق العربي ورفع المعنويات العربية التي تدهورت بعد الحرب .