التشاؤم يسود الشارع العراقي بشأن تشكيل الحكومة وإمكانية استمرارها
ت
رووداو ديجيتال:يسود التشاؤم الشارع العراقي بشأن تشكيل الحكومة الجديدة وإمكانية استمرارها في حال تشكلت، بسبب الخلافات المستمرة بين الأطراف السياسية، وعدم قدرتها على تقديم شيء ملموس في ضوء تجربة السنوات الماضية.
أحمد حسن، مهندس، يصف الوضع بـ "فوضى في فوضى" ويقول إن "الانتخابات انتهت قبل قرابة 10 اشهر، ويومياً نشهد اجتماعات ولا نعرف ماذا سيحدث وماهي النتيجة؟". بالمقابل، هناك من يرى بأن الحكومة حتى لو تشكلت فانها ستفشل.
في هذا السياق، يقول مهند علي، كاسب، إن "الاجتماعات كلام فقط لأن الحكومة لن تتشكل ومقتدى الصدر خارج الحكومة"، مضيفا: "حتى لو تشكلت فانها ستفشل، وسبب ذلك عدم وجود توافق بينهم، فكل حزب يريد مصلحته فقط، وبما ان مقتدى الصدر انسحب فلن تكون هنالك حكومة". فشل الحكومة أمر يتفق معه مواطنون آخرون، يؤكدون بأنها حتى لو تشكلت فانها لن تقدم شيئاً.
ويقول كريم محمد علي، إن "الاجتماعات من دون معنى للشعب العراقي، الامر الثاني هؤلاء ليسوا سياسيين بل لصوص"، لافتاً إلى أن هذه "الأحزاب منذ 19 عاماً لم تستطع توفير الكهرباء على الأقل، هل هذه حكومة؟ تشكلت حكومة أم لم تتشكل، لن تقدم للشعب شيء، لانهم جاءوا من أجل مصالحهم الخاصة فقط". وهذا الرأي يتفق معه آخرون.
وصفي المندلاوي، متقاعد، يشير إلى أن "الخريج يبيع قناني المياه في التقاطعات، هل الحكومة تقبل بذلك؟. لا تعيينات وابنتي خريجة ولم أجد لها تعييناً"، لافتاً إلى أنهم طلبوا منه "20 الف دولار مقابل الحصول على التعيين. هل هذا يجوز؟". ومع استمرار الأوضاع الخدمية المتأزمة والأمنية المتخللة، يشكك بعض المواطنين في إمكانية أن تستمر الحكومة حتى لو تشكلت.
علي حسن صاحب، صاحب محل لبيع العصائر، لا يتوقع أن تتشكل الحكومة، لأن "كل جهة تريد الأمور لصالحها. كان أمر تشكيلها في بادىء الامر بيد الصدر، لكنهم لم يتفقوا معه، فالإطار التنسيقي يريد حكومة توافقية، لكن انسحاب الصدر أثر على الوضع بشكل كبير"، مضيفاً: "لا اتوقع أن يكون هنالك اتفاق فيما بينهم، فالخلافات بينهم منذ البداية، وهذه الخلافات لن تبني حكومة وحتى إن تشكلت لن تطول شهراً، لأن الاوضاع متأزمة، فلا كهرباء ولا ماء، والوضع الامني متخلخل، والجوع فتك بالشعب"، مختتماً حديثه بالقول: "استبشرنا بهذه الاحزاب خيراً لكنهم لم يقدموا لنا شيء". وفي مقابل الآراء المتشائمة، هناك متفائلون يتوقعون خيراً من الحكومة الجديدة.
ومن بين المتفائلين وليد رشيد، مدرس اللغة الانكليزية، الذي يقول: "هذه المرة نتوقع خيراً من هذه الحكومة الجديدة، لأن العراق عانى كثيراً وأن الشعب العراقي لا يستحق هذا الظلم والجفاء. فبكل صراحة نحن متفائلون، ومثل ما يقول الشاعر، إذا لم تكن إلا الأسنة مركباً فما حيلة المضطر إلا ركوبها. لذلك نحن لابد ان نتفائل، وباذن الله سنحيا بعد كربتنا ربيعاً كأننا لم نذق في الأمس مراً، فالشعب العراقي عانى كثيراً، وللأسف اننا نرى هذا الخير في بلد الخير، لكن حالنا كما يقول الشاعر كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول".
وجرت في العراق انتخابات نيابية مبكرة في (10 تشرين الأول 2021)، لكن رغم مرور أكثر من ثمانية أشهر على ذلك، لم تتفق الأطراف السياسية العراقية على تشكيل الحكومة، وأدت الخلافات بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري بشأن الكتلة النيابية الأكبر والمرشح لرئاسة الوزراء وشكل الحكومة الجديدة إلى انسحاب الكتلة الصدرية من البرلمان.
وبعد استقالة 73 نائباً من الكتلة الصدرية، زادت مقاعد الإطار التنسيقي الذي يضم معظم الأطراف الشيعية، من 64 إلى 101 مقعد، ويتطلع إلى أن يكون الكتلة الأكبر التي يحق لها تشكيل الحكومة.
وكان 64 من بدلاء النواب الصدريين المستقيلين، قد أدوا اليمين الدستورية في الجلسة التي عقدها مجلس النواب بتاريخ (23 حزيران 2022)، فيما لم يحضر 9 منهم.
الإطار التنسيقي وحلفاؤه (تحالف العزم، الاتحاد الوطني الكوردستاني) أكدوا في اجتماعهم الأخير بتاريخ (27 حزيران 2022)، على تكثيف الجهود للاسراع بتشكيل حكومة "قوية".
الاطراف المجتمعة ناقشت "آخر مستجدات الساحة السياسية والعمل على تكثيف الجهود من اجل الاسراع في تشكيل حكومة قوية قادرة على تجاوز كل التحديات التي تمر بها البلاد".
يشار الى ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني لازال متمسكاً بمرشحه لرئاسة الجمهورية ريبر أحمد.