بغداد : محتجون ضد قاآني ومرشح رئاسة الحكومة يقتحمون الخضراء
إيلاف من لندن: عادت الاحتجاجات الى ساحة التحرير وسط بغداد الاربعاء وهذه المرة ضد ترشيح الاطار الشيعي الموالي لايران للوزير السابق السوداني لرئاسة الحكوة الجديدة بالتزامن مع وصول قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني أسماعيل قا آني اليها.
فقد شهدت ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية وهي مركز الاحتجاجات الشعبية التي عرفت بها ضد الحكومات السابقة وممارساتها الطائفية وفسادها وتخلفها في تأمين الخدمات الضرورية للمواطنين حيث هتف المتظاهرون ضد ترشيح الاطار التنسيقي للقوى الشيعية للوزير السابق محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة الجديدة معتبرين ان فرض رئيس حزب الدعوة زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي له على الاطار بمثابة عودة له لرئاسة الحكومة المقبلة خاصة وان السوداني كان احد اعضاء حزب الدعوة وأحد وزراء حكومة المالكي السابقة.
وهدد المتظاهرون بتوسيع احتجاجاتهم على غرار انتفاضتهم اواخر عام 2019 هاتفين "جاهزون فأنتظرونا" وهي الاحتجاجات التي عمت العاصمة ومحافظات الوسط والجنوب آنذاك واسقطت حكومة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي وتولي مصطفى الكاظمي تشكيل حكومة جديدة كُلفت بتنظيم انتخابات مبكرة جرت في تشرين الاول اكتوبر عام 2021 وشكلت نتائجها هزيمة كبرى للقوى الموالية لايران.
انتشار لقوات حفظ النظام
وقد انتشرت قوات حفظ النظام اليوم حول ساحة التحرير والشوارع المؤدية لها واغلقت جسر الجمهورية الرئيسي الى المنطقة الخضراء مقر الرئاسات الثلاث وقادة الاحزاب والقوى السياسية وخاصة الموالية لايران لكن عددا من المحتجين قد اقتحموا الخضراء واشتبكوا مع القوات ألامنية.
وكان المئات من المحتجين قد خرجو الليلة الماضية متظاهرين أمام مكتب السوداني الواقع في منطقة الشعب بضواحي بغداد الشمالية الشرقية احتجاجاً على ترشيحه لتشكيل الحكومة.
وتابعت "ايلاف" مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي وهي تُظهر المحتجين وهم يهتفون "نعم.. نعم للاصلاح" ويصفون رئيس المالكي بأكبر الفاسدين في أول تحرك جماهيري من نوعه ضد الترشيح.
وأثر ذلك انتشرت قوات الامن حول مكتب السوداني ومنزله شرق بغداد تحسبا لاي اعمال عنف قد ترافق الاحتجاجات.
قاآني في بغداد
وتزامن انطلاق الاحتجاجات ضد ترشيح السوداني اليوم مع وصول قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني إلى العاصمة العراقية بغداد في زيارة غير معلنة.
وقالت وسائل اعلام عراقية إن "قاآني وصل إلى بغداد فجر اليوم للقاء قادة القوى الشيعية ضمن الاطار التنسيقي مساء اليوم حول تشكيل الحكومة العراقية المقبلة".
ومن المنتظر ان يمارس قاآني ضغوطا على الحزبين الكرديين الرئيسيين للاتفاق على مرشح واحد لمنصب رئيس الجمهورية بدلا من تقديم كل منهما مرشحه للمنصب من أجل المضي قدما في ضمان وصول موالين لطهران الى اعلى منصبين سياديين في العراق.
السوداني ظل للمالكي
ويؤكد متابعون للشأن العراقي ان ترتيبات يتم اتخاذها حاليا من قبل مكتب المالكي لترتيب سيطرة الاخير على حكومة السوداني مرشحه للمنصب وذلك من خلال العمل على اختيار عناصر تحيط به ابتداء من تعيين مدير مكتبه الى وزير الداخلية ورؤساء الاجهزة الامنية والاستخبارية.. ويشيرون الى ان هذا يعني ان الحكومة المقبلة ستكون الثالثة للمالكي بعد حكومتيه السابقتين بين عامي 2006 و2014 على اعتبار ان السوداني هو مرشح المالكي للمنصب.
يشار الى انه اثر الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في العراق في تشرين الاول أكتوبر عام 2019 كان قد تم تداول اسم السوداني مرشحا لتشكيل الحكومة اثر ارغام المتظاهرين رئيسها انذاك عادل عبد المهدي على الاستقالة لكن المحتجين اكدوا رفضهم لهذا الترشيح.
وجاء ترشيح السوداني محاولة لانهاء حالة الانسداد السياسي التي يعاني منها العراق منذ تسعة اشهر منذ اجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة في تشرين الاول أكتوبر عام 2021 وتفاقمت بعد انسحاب التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر الفائز في الانتخابات من العملية السياسية واستقالة نوابه من البرلمان.