كانت دولة الصومال جدا غنية.. بها مزارع ونعم وغنم وبقر كثير حتى إن الرجل إذا استيقظ من النوم يريد الأكل، كان يذبح كبشا فيأخذ منه الكبد فيفطر عليه ثم يرمي باقي الكبش في الزبالة. فزالت النعمة عنهم وتوات النقمة حتى أصبحوا لايجدون شيئا ياكلوه.
كاتب سوري يقول
لما بلغ الترف بأهل العراق أنه كل ما ينزل على المائدة ... يرفع ما بقي منه إلى الزبالّة
حتى اندثر عندهم مصطلح ( اﻷكل البايت ) فابتلاهم الله بالحصار عشر سنين حتى صاروا يأكلون الخبز أسود يابس!!ومات لهم مليونا طفل من الفقر والمرض... ولما صرت أرى في بلدتي دمشق وضواحيها الخبز في الحاويات بكثرة ورأيت امرأة فقيرة سقط منها رغيف خبز فتركته على اﻷرض ومضت..ورأيت آخر يبعد ما سقط منه على الأرض بطرف قدمه ..بل إنني رأيت بعيني رجلا يمسح حذائه بقطع من الخبز الابيض ويلمعها به مع شديد الأسف
ووصل الهدر إلى مستويات مخيفة جدا في بلدي
أيقنت بعدها أننا مقبلون على أيام سوداء سنشتهي بها هذه الخبزات التي كنت أراها في الحاويات..
يقول الكاتب :
رحم الله والدي العالم الجليل :
كان يأكل طعام اﻷمس البائت قبل طعام اليوم (الطازج)
وكان يبلل الخبز اليابس بالماء ويأكل به وﻻ يرميه وكان أول من يشبع .وآخر من يقوم عن المائدة : فقد كان يلملم الفتات من أرز وفتات الخبز وغيرها ، ويغضب أشد الغضب إن رُمِيَ شيء من الطعام كان يحافظ على النعمة بقليلها وكثيرها ويحرص عليها فحفظته في حياته :توفي رحمه الله وهو لا يشكو من أي مرض ﻻ ضغط ، وﻻ سكري ، ولا شرايين ، وﻻ روماتيزم ، وﻻ قلب ، وﻻ أي مرض مما يشكو منه أي إنسان جاوز الخمسين أو الستين ، فضلاً عن السبعين..وكان يكثر من ترداد حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
أحسنوا جوار نعم الله ، لا تنفروها ،فإذا ذهبت عن قوم لا تعود إليهم ""فأحسنوا جوار نعم الله :
" لئن شكرتم لأزيدنكم ”
إنتبهوا لأنفسكم ؛ وكرّموا نِعَمَ ربي ولاتهينوها ، يهينكم ويحل غضبه عليكم«..وأحسنوا إن الله يحب المحسنين» ادام الله عليكم الصحة والعافية والعمر المديد ، أصدقاء عائلة تكية ام عبد الله الكرام ،وجزاه الله عنا كل خير من يساهم ويدعم التكية لتواصل رسالتها الإنسانية النبيلة،وآخره دعوانا ان الحمدلله رب العالمين.