بلاغة التميز
د يسر الغريسي حجازي
11.08.2022
بلاغة التميز
"لا يمكن الاستمتاع بالحياة بدون تفكير إيجابي! لأن تغيير تصوراتنا يساهم في تحسين الصحة الجسدية والعقلية. ويظهر النصر دائمًا مع التفكير الإيجابي، كما ان الاستعارات المجازية هي جزءا من أدوات السعادة."
ما هو التفكير الايجابي وكيف نحصل عليه؟ هل يمثل صفة من صفات الإيمان، ولماذا يحدث عندما يجتاز الانسان العمر الثالث؟ دعنا نعرف أولاً كيفية تحديد العمر الثالث. في جميع دول العالم، تغير معدل العمر المتوقع ويقدر الآن بنحو 80 عامًا في الغرب. على سبيل المثال في أوروبا، تم اعتماد مصطلح العمر الثالث لتعيين الفترة الأولى من الحياة بعد التقاعد. وتم تحديد التقاعد رسميًا عند سن 68 للرجال و67 للنساء. وذلك ما يؤكد مجري الطبيعة التي تفرض الادراك بطبيعية الإحصائية وبقوة الوقت والمنطق، مما جعل العمر تقدميًا. لقد فرض الواقع عقلًا تحليليًا يسمح بالتوحيد القياسي. إنها قبل كل شيء قوة الروح الديكارتية، التي تدخلت لتوحيد الخدمات الاجتماعية والمالية. وبهذه الطريقة، يسمح لكل مواطن التمتع بحقوقه الاجتماعية.
عند الوصول إلى الفئة العمرية الثالثة، من المفترض أن يكون الانسان قد ابتكر فلسفته الخاصة في الحياة، وذلك بسبب اكتساب الخبرات الأساسية والمتعددة في الحياة. مما سمح بالوصول، إلى عتبة النضج والحكمة، والتسامح. ظهر مفهوم التفكير الإيجابي في القرن العشرين، مع نشر كتاب "قوة التفكير الإيجابي" للقس والمؤلف الأمريكي فنسنت نورمال بيل في عام 1952. يرتبط التفكير الإيجابي بمفهوم التفاؤل وطريقة رؤية الجانب الجيد من الأشياء، بدلاً من رؤية الجانب السيئ لما تحدث لنا إشكاليات.
إنها مسألة ممارسة ضبط النفس كاقتراح، أو بالأحرى "الإيحاء الذاتي" الذي هو أداة فطرية في الإنسان. في كتابه "ضبط النفس من خلال الإيحاء الذاتي الواعي" (2017)، قام إميل كويه الطبيب النفسي والصيدلي الفرنسي بابتكار طريقة علاج تقوم على تطوير الشخصية من خلال الإيحاء الذاتي. تتمثل ممارسة هذه الطريقة في إثارة اقتراحات ذاتية جيدة بكامل الوعي، من أجل الحصول على نتائج مرضية. تساعد هذه الطريقة في تعلم مهارات حياتية جديدة للتخلص من القلق، وأن يصبحوا الأشخاص القلقون متفائلون. كما انهم يكتسبون طاقة إيجابية، ويستطيعون تجنب الإجهاد غير الضروري. الهدف من التفكير الإيجابي، هو تعلم كيفية إدارة عواطف المرء والتقليل من الأحداث الصعبة التي يمر بها. تحافظ هذه الطريقة العلاجية على صحوة ضمير الإنسان، وتدفعه إلى التفكير المنطقي ومحاربة الأفكار السلبية، وتجنب الاجترار. انها طريقة مثلي لتغذية الإحسان، والتسامح، وحب الحياة. وتسمح كذلك باكتساب الصفاء، والحفاظ على التوازن العقلي والجسدي من اجل حياة هادئة. من خلال تجنب الإجهاد، يرتاح العقل والجسم ويصبح النوم هادئًا والأفكار واضحة، ويزهر القلب.
لماذا لا نرى الجانب الجيد للأشياء التي تحدث لنا؟ يجب أن نفهم أحيانًا أن الإخفاقات والمشكلات التي تحدث لنا، هي في الواقع رسالة إلهية تضعنا على مسار الصحيح. انه ببساطة الطريق الأنسب لنا، بسبب انه سيسمح لنا بالنجاح والازدهار. على سبيل المثال، لا يمكننا أحيانًا ممارسة المهنة التي تعلمناها، والأسباب متعددة: مثل عدم العثور على عرض العمل المناسب، أو عدم النجاح في تولي الوظيفة. فجأة، نجد أنفسنا في مسار جديد مع عرض أكثر جاذبية وأفق وظيفية جيدة. يمكن لقطار أن يخفي قطار آخر، وهو ما يفسر لماذا لا يكون ما نريده بالضرورة هو الأفضل بالنسبة لنا.
وطور كوي عالم النفس الفرنسي مفهوم التفكير الإيجابي، بمساعدة الحريف على وضع الأمور في نصابها، وتوجيه نفسه بشكل منهجي نحو الحلول الإيجابية.
يكفي أن نكرر حوالي عشرين مرة في اليوم، رسائل إيجابية من نوع: "أنا سعيد" أو "أنا أتحسن بشكل أفضل". وبهذه الطريقة، يمكن للمرء الوصول إلى الرفاهية وتحقيق الصحة المثلى. كما يحافظ التفكير الإيجابي على الصحة البدنية والعقلية بشكل جيد، ويزيد من طول العمر، ويعزز المناعة، والنجاح في الحياة الشخصية، والأسرية، والمهنية.
من المفترض أن يحصل الانسان على الرفاهية والصحة المثلى.
التفكير الإيجابي له تأثير صاعق على معنويات الفرد، ويمكن أن يحسن الأداء، ويمنع الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق والصدمات.