کابوس ملالي إيران في ألبانيا
نزار جاف
کابوس ملالي إيران في ألبانيا
مع إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يشکل البٶرة والمرکز الاساسي لتصدير التطرف والارهاب في العالم، وإنه يواظب على عمله هذا قدر ماإستطاع إليه سبيلا وبمختلف الاتجاهات، إلا إنه يرکز کثيرا على الدول التي تحتضن المعارضة الفعالة والمتواجدة في الساحة والمتمثلة في منظمة مجاهدي خلق على وجه التحديد.
المخططات التي قام النظام الايراني بتنفيذها ضد سکان أشرف من أعضاء منظمة مجاهدي خلق أيام کانوا في العراق وتلك الهجمات الدموية التي تم شنها ضدهم وبشکل خاص هجمتي 11 أبريل2011 والاول من سبتمبر 2013، واللتين کانتا بمثابة مجزرتين دمويتين، الى جانب فرض الحصار بمختلف أنواعه ضدهم وکل ذلك جرى بالتنسيق مع الفاشل نوري المالکي الذي کان رئيسا للوزراء في ذلك الوقت، وکذلك مخطط إستهداف التجمع السنوي للمقاومة الايرانية في باريس عام 2018، والذي کان يقوده الدبلوماسي الارهابي أسدالله أسدي، الى جانب هجمات ونشاطات تجسسية جرت في ألبانيا، کل ذلك کان بسبب إن هذه الدول تتواجد فيها منظمة مجاهدي خلق حيث يمارسون نشاطاتهم السياسية والثقافية ضد النظام الايراني.
قيام ألبانيا بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع النظام الايراني والأمر بمغادرة الدبلوماسيين وموظفي السفارة الإيرانيين في غضون 24 ساعة، يأتي على خلفية هجوم سيبراني واسع ضدها على يد النظام الايراني وقطع العلاقات هذا يأتي بعد أن قامت ألبانيا خلال العام 2018 بطرد السفير الايراني وسکرتيره الاول من البلاد بسبب نشاطاتهما المشبوهة ضد المنظمة، وهذا الهجوم السيبراني إنما هو بسبب وجود معسکر أشرف3 حيث يتواجد قرابة 3 آلاف من أعضاء مجاهدي خلق فيه، وکما کان معسکر أشرف في العراق يشکل کابوسا للنظام الايراني فإن نفس الامر ينسحب على أشرف3 ولکن مع ملاحظة إن دور ونشاط المنظمة في داخل إيران قد إزداد وتوسع کثيرا وخصوصا من خلال نشاط الخلايا السرية التابعة لها في سائر أرجاء إيران والتي إنتقلت من نشاطها التوعوي الى مهاجمة مقرات الحرس الثوري والباسيج والمراکز الامنية والدينية وقيادة الانتفاضات والنشاطات المضادة للنظام.
المخططات والهجمات المختلفة التي يقوم النظام الايراني بتنفيذها وشنها ضد البلدان التي يتواجه فيها أعضاء منظمة مجاهدي خلق، إنما تأتي في سبيل السيطرة على الاوضاع في داخل إيران وإنهاء حالة الغليان الشعبي في سائر أرجاء إيران، والنظام الايراني دأب دائما على الربط بين دور ونشاطات مجاهدي خلق وبين مايحدث في داخل إيران، ولعل قيام المرشد الاعلى للنظام شخصيا بتوجيه التهمة للمنظمة بتنظيم وقيادة الانتفاضات والنشاطات المضادة للنظام أکبر دليل يجسد ذلك بکل وضوح.
حاليا فإنه وبالنسبة لملالي إيران فإن الکابوس الذي يقض مضجعهم ويشکل تهديدا وتحديا لهم يتواجد في ألبانيا ولذلك فإنه وکما يبدو ومن خلال هجمتهم السيبرانية هذه يريدون توجيه رسالة خاصة لألبانيا من أجل إجبارها على تحجيم نشاطات المتواجدين في معسکر أشرف 3 أو حتى إخراجهم من البلاد ولکن يبدو إن الرد الالباني قد جاء أسرع مما يتوقعه الملالي بکثير!