الصداع الايراني المزمن
سعاد عزيز
الصداع الايراني المزمن
على أثر ماقد قاله رئيس الوزراء الألباني إيدي راما، في خطاب مصور نادر يوم الأربعاء الماضي، من إنه أمر الدبلوماسيين والموظفين الإيرانيين بإغلاق السفارة ومغادرة البلاد في غضون 24 ساعة، فقد دخلت العلاقات الالبانية ـ الايرانية مرحلة غير عادية ولاسيما إذا أخذنا بنظر الاعتبار إن ألبانيا سبق لها وأن طردت في العام 2018، السفير الايراني والسکرتير الاول له بتهمة ممارسة نشاطات مشبوهة ضد المعارضين الايرانيين في معسکر أشرف بألبانيا.
النظام الايراني الذي يقوم بمطاردة معارضيه عموما ومنظمة مجاهدي خلق بشکل خاص ويقوم بتنفيذ مخططات إرهابية ضدهم، فإن إعلان رئيس الوزراء الالباني عن قطع العلاقات معه إنما جاء بعد شن النظام الايراني لهجوم ألکتروني وصفه راما بأنه:" هدد بشل الخدمات العامة ومحو الأنظمة الرقمية واختراق سجلات الدولة وسرقة المراسلات الإلكترونية الداخلية الحكومية، وإثارة الفوضى والانفلات الأمني في البلاد"، وهذا الهجوم ليس أبدا بمعزل عن تواجد المعارضين الايرانيين في ألبانيا منذ عام 2013، على أثر الخروج السلمي لما يقارب من 3 آلاف من أعضاء مجاهدي خلق من العراق وإستقرارهم في ألبانيا.
ماقد ذکرته وکالة رويترز للأنباء من إنه قد رأى شاهد رجلا داخل السفارة الايرانية يلقي أوراقا في برميل صدئ، بينما أضاء اللهب جدران السفارة المكونة من ثلاثة طوابق، يٶکد بأن السفارة الايرانية کانت تمارس نشاطات مريبة أزعجت السلطات الالبانية کثيرا خصوصا وإن إلغاء المٶتمر السنوي لمجاهدي خلق الذي کان مقررا عقده في أشرف3 في ألبانيا في23و24 من يوليو 2022، کان بسبب إحتمال شن هجمات إرهابية من جانب النظام الايراني، ولذلك فإن الذي يبدو وضحا بأن رئيس الوزراء الالباني قد قرر أن يحسم الامر بقطع العلاقات مع النظام الايراني.
المعارضة الايرانية النشطة والفعالة في الخارج والتي لها دور وتأثير في الداخل الايراني والتي تعتبر مجاهدي خلق نموذجا لها، تشکل صداعا مزمنا للنظام الايراني خصوصا وإن الاوضاع التي يعاني منها النظام الايراني تعتبر سيئة على أکثر من صعيد وبشکل خاص الاوضاع الاقتصادين والمعيشية، وتزايد التحرکات الاحتجاجية بصورة باتت تثير قلق النظام، وکما يبدو فإن النظام الايراني وبدلا من أن يقوم بإعادة النظر بنهجه وسياساته التي هي سبب البلاء والمشاکل والازمات، فإنه يقوم بتنفيذ مخططات وعمليات إرهابية مختلفة ضد هذه المعارضة والتي يبدو إنها قد وصلت الى حد بأن يتم إستهداف الدولة التي تستقبلهم على أراضيها وهي سابقة إستثنائية وخطيرة غير مسبوقة وتدل على درجة ومقدار الصداع الايراني المزمن على يد هذه المعارضة والرغبة في إنهاء دورها وتأثيرها على الداخل الايراني بأية صورة کانت!