من سوالف .. (أبو نؤاس)
عمّــار وهبي
من سوالف .. (أبو نؤاس)
حكاية ننقلها وقعت لـ"أبي نؤاس" مع الخليفة الأمين ولكن ما أكثر حكايات "أبي نؤاس" والتي ربّما تكون ملفقة ومنسوبة إليه كحكايات جحّا الرومي .. فقد أراد "الخليفة الأمين" أن يذهب إلى الصيد يوماً بصحبة أبي نؤاس فأرسل حاجبه ليلا ليبلغ أبو نؤاس بالامر ..
- يا أبا هاني الخليفة يأمرك أن تحضر صباحا مبكرا لكي تذهب معه إلى الصيد
- قل لمولاي سمعاً وطاعةً
قال ذلك أبي نواس ذلك وكانت قد أخذته سكرة الخمر منه مأخذاً .. فلما إنفرج الفجر نهض أبي نواس يجرّ نفسه جرّاً فغيّر ملابسه متكاسلاً وصفّف شعره بعناية تليق بمقام الخليفة قبل أن يضع عمامته البيضاء وجبّته البيضاء وربّما سروالاً أبيضاً عليه نطاق أبيض .. ومن ثم إنتعل سبّاطاً أنيق أبيض أيضاً .. في الوقت الذي ملّ الخليفة من الأنتظار وموكبه على باب القصر على أهبّة الأستعداد .. لذا أمر موكبه بالأنطلاق ولمّا مرّ بدار أبي نؤاس عثر عليه في الطريق ماشياً .. فصرخ به :
أين كنت يا أبا نؤاس؟؟.
ونادى على أحد حرسه وأمرة بزجّ أبا نؤاس في السجن مع الدبّ ..
فأخذ الحارس أبا نؤاس وذهب به إلى السجن ليودعه مع الدب المفترس .. هنا أبي نؤاس توسّل بالحارس مستنجداً شهامته :
أنت خوش زلمه وتعرف الخليفة يحبني وآني نديمه هسه من يرجع يرفع غضبه ويعفو عني وتبقى انت في حيرة من أمرك معي .. كل ماعليك أرجوك أن تأخذ لي ثلاث زجاجات من الخمر وثلاث دجاجات مشويّة ودنبگ (طبله يعني للغير فاهمين اللهجة العراقية) ..
إستجاب الحارس لطلبه ومن ثمّ زجّ أبو نؤاس في السجن محتضناً بيده اليمنى زجاجات الخمر والدجاجات واليسرى تحمل (الدمبگ) .. فلما رأى الدب المفترس أبا نؤاس وتنبعث منه رائحة الدجاج المشوي تهيّأ للأنقضاض عليه فاغراً فاه بعد أن حصره في زاوية الغرفة .. فألقمه أبو نؤاس بدجاجة ثم صبّ في فمه زجاجة من الخمر .. وبعد برهة ايضا حاول الدب أن ينقضّ عليه فألقمه بالدجاجة الثانية وصبّ بعدها الزجاجة الثانية في فمه .. ومن ثمّ حاول للمرّة الثالثة أن يهجم عليه مترنحاً بعض الشئ فالقمه بالدجاجة الثالثة وسقاه الزجاجة الاخيرة …
وبعد مضي ساعة أصبح الدبّ سكراناً تماماً منتشياً .. فأخذ أبو نؤاس الدمبگ وصار يضرب عليه ويغني والدب يرقص ثملاً نشواناً .. وفيما هو كذلك عاد الخليفة من الصيد متوجهاً فوراً الى السجن ليرى مصير صديقه السجين وهو يظن أن الدب قد افترسه … فوجده يضرب علي الدنبگ ويغني والدب يرقص فاندهش من الأمر وصرخ بأبي نؤاس .. ماذا يجري؟!! ..
فقام أبو نؤاس وقال له … يا مولاي صار لي ثلاث ساعات مع هذا الحيوان المفترس فتمكنت من الائتلاف معه ولكن صار لي ثلاث سنوات في خدمة مولاي فلم أتمكن من الألفه معه كل يوم يزجّ بي في سجن ويحقرني ..
فضحك الخليفة وأطلق سراحة
المسكين ابو نؤاس كان مستغرباً عدم ألفة الخليفة له بعد ٣ سنوات .. وداعتك ابا هاني هناك شعب بأكمله صارله ١٩ سنة لا تآلف مع حكومته ولا حكومته تآلفت معه !! .. واذا انت الدب أكل منّك ٣ دجاجات و٣ زجاجات خمر وشبع وترنّح وسِكَر .. وداعتك نفس هذه الحكومة إكلت الأخضر واليابس ونشّفت الخمر والدجاج …. وماشبعت ولا راح تشبع!! … دخيل الله ترحّم ونترحم على الخليفة الأمين