في العراق المحتل دولة ونظام (....)!!!
الاستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي
في العراق المحتل دولة ونظام (....)!!!
تداولت وسائل الاتصال المختلفة في العراق المحتل ،معلومات مفادها ان السفيرة الامريكية ،حذرت المرشح لرئاسة الحكومة محمد شياع السوداني،بمصير اسوء من مصير عادل عبدالمهدي ان لم يقم بما هو مطلوب منه؟؟!!حقيقة ذكرتني على المعلومات بحديث السياسيين عملاء الاحتلال الدائم عن السيادة والدولة والنظام وووو....وكل مرة يحاولون ان يضحكون بها على انفسهم (ليس على الشعب لانه كشفهم منذ عشرين سنة ) بالادعاء انهم يقودون نظام حكم ذو سيادة وهنا اود ان اوضح شيئ بسيط عن مفهوم السيادة حيث أن نميز بين السيادة بمعاناها القانوني وبين السيادة بمعناها السياسي،فالسيادة بالمعنى القانوني، تعني ذلك الشخص الذي يخوله القانون، أو الهيئة التي يخولها القانون سلطة ممارسة السيادة أي سلطة إصدار الأوامر النهائية التي لا معقب عليها ولا راد لها. أما المعنى السياسي للسيادة فهي شرعية السلطة التي تمارس السيادة باسم الدولة ولحسابها. أي ان السيادة بالمعنى السياسي، هي ملك للشعب الذي يختار بإرادته الحرة، من خلال صناديق الاقتراع النزيه حكامه الذين يمارسون السلطة، أي مظاهر السيادة، نيابة عنه،وبهذا المعنى فلا سيادة في العراق لاقانونيا ولا سياسيا ،ولذل فأن كل ما يحدث يزيد من الهوة العميقة الكبيرة التي تزداد كل لحظة بين القائمين على النظام وبين الشعب وبما ان اغلب القائمين على النظام هم من مدعي الاسلام كذبا وزورا وبهانا اعتبر البعض ان النظام في العراق المحتل عبارة عن دولة دينية وهذا منافي للدستور للعراقي الذي يعتبر مدني اذن المطالبة بدولة مدنية مغالطة بل يجب تغير هذه الطبقة الفاسدة والتي افسدت كل شي من حولها .
نظام هجين فاشل
من يعتقد من النظام وكياناته السياسية ، إنه يمثل الشعب فهذا ابتعاد عن الحقيقة ، ومن يتصور من هؤلاء إنهم في خدمة العراق وشعبه ، فأنهم يسبحون في بركة مياه ، بعيدا عن نهري دجلة والفرات ، ثبت باليقين ، بأن هؤلاء ليسوا سوى مجموعات جاءت بهم الصدف وصناديق التزييف والرشاوي والتخويف الى سدة الحكم . فمن يريد الحكم المؤيد من الشعب ، فهذا الشعب في ساحة التحرير وفي كل الشوارع والساحات العراقية ،لايوجد بينهم من الحكام ومسؤولي الكيانات والاحزاب الحاكمة ، وهذا مايثبت بأن النظام وجماعاته في وادي ، والشعب كل الشعب في الجبهة الاخرى ، لذلك عندما نقول بأن النظام بلا شعب لانجافي الحقيقة ، حيث ظل هذا النظام ، طيلة ( 20) سنة ، بعيدا عن الناس عن مشاكلهم عن هواجسهم عن احاسيسهم عن رغباتهم عن حياتهم اليومية ، فكانت ثورة الشعب في تشرين 2019، وكان الصوت الجمعي لكل الناس يطالب بتغيير النظام والخلاص من الكيانات السياسية الحاكمة ، وباجراءات جذرية في الدستور، وبتغيير نظام الانتخابات ، واعطاء حق الشباب في المشاركة الفعلية بادارة وقيادة الدولة . لقد اثبتت الوقائع بان السلطة ومجلس نوابها ، تراهن على سياسة إتعاب الناس وتراجعهم عن مشروعهم التغييري ، وإلا كيف يمكن تفسير هذا التلاعب بالفاظ الخطابات التي تبتعد عن مطالب الجماهير ، مجرد وعود تخديرية سبقها الكثير من تلك الوعود ، وكذلك غياب مجلس النواب عن الدفاع عن الشعب وحقوقه الدستورية.إن سلوك السلطة باستخدام القوة المفرطة ضد الجماهير المسالمة ، هو تعبير اكيد عن فشلها وعدم رغبتها بتحقيق المطالب، إن اجتماع فرض ( الأمن والامان ) يعني المزيد من الضحايا لما سبقها من الشهداء والجرحى ، حيث وصلت ارقام الشهداء الىاكثر من الف شهيدا وعشرات الالاف الجرحى والمعتقلين والمغيبين ، وهذا العدد الكبير من الضحايا يوحي بشكل واضح بان السلطة تخوض حربا حقيقية ضد الشعب المسالم المطالب بحقوقه التي كفلها له دستوره المعوق . من الواضح بدأت اطراف تحالفات السلطة ، تخشى من مطالبة الجماهير بتغيير الكثير من بنود الدستور ، من دستور الكيانات والحصص الطائفية والعرقية، الى دستور وطني شامل ، والى عراق لكل العراقيين ، ومدناً لكل الشعب لاتمييز بينهم في اللون والجنس والانتماء، فالاجتماعات التي بدأت تُعقد منذ انتهاء مسخرة الانتخابات الاخيرة ليس لمعالجة الازمة والاستجابة لمطالب الشعب ، وإنما في الدفاع عن الحصص والمكاسب والعرقيات، وهذا مايؤكد بأن هذه الاطراف مايهمها هو مااكتسبته في ظروف استثنائية وجيرته لمصالح الطوائف والعرقيات، واعتبرته اموراً مسلم بها لاتنازل عنها حتى لو ادى ذلك الى القضاء على كل الشعب .
كل الشعب يعاني من هذا النظام
رغم ان لبريطانيا تاريخ اسود في العراق الا اننا نشير هنا الى تقييم البريطانيين للعملاء ومن ذلك ما قالته المس بيل السكرتيرة الشرقية للمندوب السامي البريطاني في العراق لعدد من (الشيعة) عام ١٩٢٠، أي قبل قرن كامل بالضبط، عندما أرادوا مناصب في الدولة العراقية، فقالت: هل أنتم عراقيين أم إيرانيين؟ فأجابوها: نحن من رعايا إيران. وفي رسالتها بتاريخ 2 تشرين الثاني 1920 تقول بيل “فالشيعة يشكون من إنهم غير ممثلين تمثيلاً كافياً في المجلس (التأسيسي) وهم بهذا يتغاضون بالكليّة عن إن قادتهم كلهم تقريباً رعايا إيرانيون، وعليهم أن يغيروا جنسيتهم قبل أن يتبؤوا المناصب في الدولة العراقية. إنهم أصعب العناصر إنقياداً في البلاد، وهم كلهم متذمرون مستاؤون تقريباً، ولا يبالون بالمصلحة العامة بالمرة.”وفي رسالة ثالثة بتاريخ 7 تشرين الثاني 1920، كتبت تقول: “والشيعة، كما بيّنت في مناسبات عديدة من قبل، يكوّنون مشكلة من أعظم المشاكل … إن رجالهم المتقدمين في المجتمع من العلماء وأسرهم كلهم من رعايا إيران. وقد وجدت إن أحسن حجّة أتذرع بها، عندما يأتي إليّ بعض الناس شاكين من إن فلاناً أو فلاناً لم يدخل أسمه في قائمة الوزراء، هي أن أسألهم قائلة “أفندم. هل يمكنني أن أسأل عما إذا كان المؤما إليه من رعايا الدولة العراقية أم لا”، فيكون الجواب “أفندم، كلا إنه من رعايا إيران” وعند ذاك أذكر لهم إنه في هذه الحالة لا يمكنه أن يشغل منصباً في الحكومة العراقية”،وقد إختصرت المس بيل رأيها في في من ولائه لغير العراق قائلة: “ويجب أن أعتبر سيطرة الشيعة كارثة لا يمكن تصورها”. فهل صدقت نبوءتها بعد أكثر من 80 عاماً؟ إن نظرة واحدة إلى عراق اليوم تبين ذلك بجلاء.
ان الحفاظ على العراق ، والتصدي للتدخلات الاجنبية ، ينحصر تحديدا في الاسراع بتلبية مطالب الجماهير ومحاسبة حيتان الفاسدين بكل الوانهم واسمائهم وعودة الاموال الى الدولة ، إن الذين لم يقتنعواحتى الان بحق الشعب في التغيير ، يتحملون حصرياً كل الضحايا والخسائر التي لحقت بالشعب وبالبلاد ، وهنا تبرز تحديدا مسؤولية القضاء في اتخاذ الاجراءات الحسابية الكفيلة ضد هؤلاء المتسببين بتعطيل الاستجابة لمطالب الشعب والذين تسببوا بمئات الشهداء والجرحى المسالمين .
إنه العراق ، وطن الثوار والتغيير ، إنه العراق محور المنطقة برمتها ، لايمكن بأي حال من الاحوال أن يكون تابعا لأحد ، إنه العراق صانع الاحداث ، والاحداث الكبرى التي يشهدها الان، هي تراكمية لتاريخ عريق صنع الحياة للانسانية بالكلمة والقوانين والحضور .
فإذا ارادت الكيانات السياسية المشتركة في السلطة أن تحفظ ماتبقى لها، عليها أن تستجيب لصوت الشعب ، نريد وطن خال من المحاصصة وطن يبني دولة المواطنة ويحقق مطالب الناس ، التي تصدح في الساحات والشوارع نريد وطن ، يكنس منه كل العملاء، فمنذ الغزو الأمريكي البريطاني الفارسي الصهيوني ، أضحى العراق بلد تائه ، لا يحكمه الا حكام وساسة ارتضو ان يكونوا ادوات وعملاء وذيول للاحتلال بكل الوانه واشكاله حيث وقع العراق فريسة بين أنياب ضباع نهمة ــ من مسؤولين و ساسة فاسدين ــ مزقو العراق شر تمزيق بين نهب و خراب وضياع ، وكل واحد حسب جشعه ومزاجه المفتوح بلا ضمير في حين يحتاج العراق الى رجال دولة حريصون على مصلحة الوطن والشعب،لذا فنحن لا ننتظر خيرا من حكومة السوداني او غيرها طالما ان بضاعتهم هي ذاتها البضاعة الفاسدة،ووجوهها ذات الوجوه الكالحة من ثلل الفساد والجريمة والعمالة لغير العراق.