مهزلة اخرى في العراق المحتل
الاستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي
مهزلة اخرى في العراق المحتل
كانت شبكة الحرة الامريكية تحرص على استضافتي بشكل دوري،ولما كنت (احرص) على وضع النقاط فوق حروفها فيما يخص ماحدث ويحدث في العراق من كوارث منذ جريمة احتلاله ،التي ارتكبها النظامين الامريكي والبريطاني ومن تحالف معهما ودعمهما ،من الدول الاستعمارية،وكنت اشدد على ان امريكا وبريطانيا ومعهما نظام الملالي في طهران،هم السبب الاول والرئيسي في كل ما يعانيه الشعب العراقي والمنطقة من اوضاع مزرية ،من قتل وفساد وسرقات وجهل وفقر وغياب للامن والاستقرار ووووالخ....وتأسيسا على طروحاتي التي وجهت اصابع الاتهام في كل مرة الى الادارلات الامريكية والبريطانية ونظام الملالي، كانوا المقدمين في شبكة الحرة ينهون الحوار،لانهم لايريدون ان يعترفوا بحجم جرائمهم التي ارتكبوها ضد العراق وشعبه منذ نيسان 2003 .
يتساءل كثيرون ألا يُحرّك مقتل الاعداد المتزايدة من العراقيين يوميا في مدن العراق ضمير الإنسانية، الذي ذهب في إجازة مدفوعة الأجر منذ دنست اقدام الاحتلال القذرة ارض العراق باسم الحرية ونشر الديمقراطية فيه ،ومتى يتوقف نزيف الدماء، في بلاد الرافدين ، بدلا من الرخاء والرفاهية التي بشر بها المحتل الأمريكي شعب العراق؟
اصبح الموت يلاحق العراقيين رغم ان دعاة الدين ومزيفيه ومشوهيه يضحكون على عقول البسطاء بأنهم سيتوسطون لهم كي يتناولوا وجبة طعام شهي مع الرسول الأكرم محمد "ص" او آل بيته كما يكذبون في أدبياتهم، لقد تفنن الاحتلال وعملائه بأساليب قتل العراقيين ، لأن هدفهم كان وسيبقى اغراق العراق في بحر الحروب الأهلية والطائفية، ثم تأتي المليشيات المنفلتة التي شكلها نظام الملالي بالتنسيق والتوافق والتخادم مع المحتلين الامريكيين والبريطانيين المتصهينين، لتزيد الطين بله ،التي عادة ما تستهدف المواطنين العراقيين المستضعفين لتكريس حقيقة تقسيم العراق إلى كانتونات، والذي دمّـرت أحداثه القاسية الإنسان العراقي من الداخل، وحوّلته إلى كومة لحم سريع الاشتعال والانفجار، حتى على أهله.
اذن الموت والخطف ثم القتل الجماعي مازال سيد الموقف، ينتشر هذه الأيام برُعب يملأ ضجيجه كل أركان العراق، هل هذا قدَر العراق أن يصبح دّم ابنائه رخيصا جدا، بعد كل عملية قتل للعراقيين، يخرج الساسة ببيانات استنكار وإدانة ودعوات لضبط النفس، وكأنهم يضغطون على "أزرار" تفجير أخرى أو أنهم يقرأون بيانات مشفّـرة تحمل تعليمات جديدة للانتقام والانتقام المتبادل، مع استمرار الخطابات المتشنّـجة والمتوترة، واحتقان يغلّـف حقيقة الأطماع السياسية لرجالات العملية السياسية، وأهداف إقليمية ودولية ينفذها عراقيون بكفائة ، بعضهم يضحك على نفسه وعلى الناس بأنه يعمل لوجه الله، وآخرون للوطن، والأكثرية يتحركون بأجندة غيرهم... ويحسبون أنهم مهتدون.
الفشل هو العنوان الاكبر
الموت يستمر ، رغم أن عملاء الاحتلال، اعترفوا أن المشروع الأنكلو – أمريكي- الفارسي للعراق فشل فشلا ذريعا، وهذا ما كانت بعض القوى العراقية المُـخلصَة تحذر منه قبل الاحتلال،بدا واضحا ان عجلة الزمن توقّـفت في العراق المحتل منذ عقدين من زمن الاحتلال، وتحوّلت إلى الشعارات المتصارعة والمتناقضة بين الاطراف المستفيدة من الاحتلال رغم توافقها في خدمة الاحتلال ونظام الملالي، وهذه القوى الطائفية وجدت كي تنفذ الاجندات الامريكية البريطانية الفارسية لتحويل العراق إلى كانتونات انعزالية متصارعة.
ان القوى التي رهنت وجودها بألاحتلال ونظام طهران، ودخلوا في العملية السياسية الفاشلة في العراق، مستمرون في تنفيذهم للاجندة الفارسية التي تركز على عدم استقرار العراق، والسيطرة على الشارع وعلى مؤسسات الدولة المهمشة، وفرض رؤيتهم عليها كأمر واقع .
ليس بخافٍ على أحد أن أحد أهم أهداف المشروع البريطاني الأمريكي في العراق، هو ضمان أمن (إسرائيل)، والذي تحقق منه الكثير بتصريح رئيس الوزراء (الإسرائيلي) الاسبق ايهود أولمرت، أن العالم أفضل بغياب نظام صدام، وهو يقصد طبعا حال العراق الذي لا يسُـر الصديق!فتدمير الجيش العراقي وتفكيك الدولة وتقسيم العراق إلى أقاليم ومناطق غير متوازنة، يساعد في تحقيق (الحُـلم الإسرائيلي) القديم، من النّيل إلى الفُـرات!وفي خط مواز لقتل الأدمغة وسرقة الأثار، والاغتيالات والتفجيرات التي لا تميز بين دم وآخر، انتشرت في العراق عشرات المنظمات المشبوهة تحت غطاء "منظمات المجتمع المدني"، وخصوصا النسوية، التي أخذت تروّج بشكل علني للإلحاد والإباحية والعلاقات بين المثليين والكفر بالأديان والتشكيك بها وبالكتب السماوية، وتدعو إلى كره الحجاب الإسلامي. فما بين قتل التاريخ ومسخ الحاضر، يبدو أنه يُـراد للعراقي أن ينفتح على مستقبل جديد، خال تماما من القيَـم الإنسانية.
وتحاول الولايات المتحدة، ومعها حليفتها بريطانيا، إيجاد مخرج من المأزق العراقي ولكن ليس بالخطوات السليمة بل باستمرار ارتكاب الأخطاء القاتلة، ونشر الفوضى "البنّـاءة"، التي حصدت أرواح أكثر مليوني عراقي، وهجّرت مليونين داخل العراق وحده، وخمسة ملايين خارجه ودمرت البنية التحية للدولة والإنسان، وتحول العراق إلى ساحة لتسوية الحسابات الإقليمية والدولية، وقبل ذلك، إلى غابة تتصارع فيها الوحوش.
حكومة ولدت ميتة... ان واحدة من الجرائم المتواصلة، تكمن في تسليم المسؤوليات لاناس فاشلين ومجرمين ومزورين وسراق وفاسدين ، الذين تتنازعهم أهواء وولاءات لأحزاب لاتنتمي للعراق وشعبه وتاريخه ولاتؤمن بمستقبله المنشود ، وهذا يفتح الباب على مجهول لا يعرف منه إلا الموت، عندما تتصارع الأحزاب والجماعات على مراكز القوة والنفوذ،كما لاحظنا ذلك في تشكيل حكومة محمد شياع السوداني وقبلها جميع الحكومات السابقة الفاشلة سيئة الصيت.
كل الطرق تؤدي إلى إيران
لان صور الموت والرائحة المنتشرة في كل مكان، وسياسة الاغتيال وأجواء الرُّعب هذه، ليست إلا جزء من الكل في سياسة عامة، بدأت من عمليات النَّـهب وفتح الحدود على مصراعيها لكلِّ من يبغي سوءا بالعراق من التسلل إليها في وضح النهار للانتقام!في السياسة أيضا، فإن إيران أصبحت قبْـلة مُـهمة للسياسيين العراقيين، لأنها اليوم لاعب مُـهم ومستفيد أكبر مما يجري في العراق، ويجب أن لا تستدعيها الحكومات المتعاقبة!بعض الجهات العراقية لم يُـخف رغبته في القيام بدور الوسيط بين إيران وخصومها وهي محاولة لكي لا يتحوّل العراق إلى ساحة منازلة إيرانية مع الاخرين، ورغبة في تخفيف الاحتقان الدبلوماسي بين طهران وواشنطن، على خلفية البرنامج النووي الإيراني.إيران اليوم، قادرة على قلب الطاولة على الأمريكيين والبريطانيين، وهي تتوسع في دائرة تحالفاتها، للقوى المشاركة في العملية السياسية من السُـنة والشيعة، وتنفتح في وقت واحد على الشيعة والسُـنة والعلمانيين والإسلاميين، وعلى القوميات المختلفة، ويتّـهمها أكثر من طرف بإيواء (أو اعتقال) عناصر بارزة من تنظيم القاعدة، كانوا لجأوا إلى إيران.
في هذا السياق، لابد من التوقّـف عند الأساليب التي اتـبعها نظام طهران في الملف العراقي وآثارها على طبيعة الاصطفافات السياسية، حيث لا تركّـز إيران اهتمامها على الشيعة الإسلاميين، وربما تعتمد عليهم فقط في تمرير برنامجها النووي، وتتخلّـى عنهم، إذا دخلت في صفقة جدّية مع الولايات المتحدة، خصوصا عندما يتعلّـق الأمر بحماية كيانها السياسي من التفكّـك والانهيار، على غرار ما حصل للاتحاد السوفيتي السابق عام 1991،إن السّجال السياسي في إيران، بين الإصلاحيين والمحافظين، وبين أقطاب الحكم وأركان النظام، يترك تداعيات مباشرة على الملف العراقي، بل أن العراق هو واحد من أهم الموضوعات، التي يحتدم حولها النقاش داخل الجمهورية الإسلامية.
ان واقع الحال الذي سينتهي عنده العراق بعد مسرحية الانتخابات الاخيرة ومهازلها،هو ان المستفيدين منها سيفسرون الماء بعد الجهد بالماءوسيبقى الحال على ماهو عليه الى أجل غير مسمى،فكل ماقيل عن الثورة الشعبية والاحتجاجات والمظاهرات والتضحيات والاعتقالات لم تؤدي أوكلها في تغيير الواقع المأساوي الكارثي الذي خلقه الاحتلال البريطاني الامريكي الايراني للعراق، ويبدو ان هذه الاساليب لم ولن تجدي نفعا للعراقيين،وهذا يعني ان عليهم ان يفكروا بأساليب اخرى علها تنفعهم!!
خطوط أمريكا الحمر على حكومة "السوداني"
كتب مايكل نايتس (أحد أخبث وأخطر الكُتَّاب الأمريكيين )مقال له نشر في موقع "معهد واشنطن"
١- جهاز المخابرات ملف أمريكي وخط أحمر وممنوع إجراء أي تغييرات فيه
٢- البنك المركزي خط أحمر وممنوع إجراء تغييرات
٣- ممنوع تهميش الضباط الموالين للولايات المتحدة في الجيش العراقي
٤- لابد من تحجيم دور القضاء لأنّه يعمل على عرقلة المشروع الأمريكي في العراق
٥- الحرص على إجراء انتخابات مبكرة لإعادة ترتيب المشهد.
٦- ممنوع فتح ملفات الفساد وتوظيفه لتصفية الخصوم.
٧- ممنوع تسنُّم شخصيات تعادي أمريكا مناصب حكومية في الحكومة الجديدة
٨- ممنوع إبعاد العناصر التي لها توجهات غربية أو بعثية من الحكومة الجديدة
٩- التهديد بأن لا يتجاوز "محمد شياع" الخطوط الحمر الأمريكية والحفاظ على مصالح أمريكا وأن لا يتم تقوية فصائل المقاومة أو الاقتراب أكثر من إيران على حساب واشنطن وإلا سيكون مصير "شياع" كمصير عادل عبد المهدي.
العلاقات الستراتيجية الامريكية البريطانية الفارسية
يخطأ كثيرا الى حد الجريمة من يعتقد ان هناك خلافات بين نظام الملالي وحكومات واشنطن ولندن والصهاينة،فالمسؤولين في هذه البلدان(امريكا ،بريطانيا،الكيان الصهيوني)،يقرون ويعترفون بدور الملالي في تنفيذ ستراتيجياتهم في المنطقة والعالم،ولولا ملالي طهران لما تمكنوا من احتلال العراق وتنفيذ كل اجنداتهم الشريرة فيه...فنظام طهران هو صنيعة واشنطن ولندن،وهما من جلبوا خميني من فرنسا ونصبوه ليؤسس نظاما كارثيا على ليس على شعوب مايسمى بايران بل ويزرع كل هذه الفتن والمشكل داخل الشعوب الايرانية وفي العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها....
وبهذا الاتجاه والمعنى نشر عمود للدكتور ناصر الناصري جاء فيه ...من خلال المفاوضات الامريكيه الايرانيه عن طريق الوسيط الخليجي وافقت أمريكا على تشكيل الحكومه الاطاريه التابعه إلى إيران وتسليم الحكم في لبنان إلى إيران مقابل حل مشكلة أوربا في الغاز والنفط من إيران على أن يصدر بأسم العراق....ولكن هذا الإجراء يتعارض مع المطالب السعوديه التي تملك سلة العالم في الغاز والنفط ورفظت زيادة إنتاجها ولوحت في بناء علاقاتها مع الصين ودعوة الرئيس الصيني لزيارتها خلال الشهرين القادمين مما دعا الرئيس الأمريكي لزيارتها خلال الأيام القادمه للوصل إلى الاتفاق الأمريكي السعودي حول تغيير نظام الحكم في إيران والدول التي تحكمها إيران وهي العراق وسوريا واليمن ولبنان لكي يعيش العالم والعرب في استقرار مقابل تجهيز أوربا بالغاز والوقود وزيادة الإنتاج وبخلاف ذلك سوف تكون صادرات غاز ونفط السعوديه إلى الصين....وهنا تكون أمريكا مجبره إلى التنازل عن اوكرانيا إلى روسيا ورفع الحصار عنها بسبب ارتفاع أسعار النفط والبرد القاتل في أوربا....
فأقول لكم حكومة العراق الحاليه لم تقاوم ثلاثة أشهر لان مظاهرات إيران وصلت إلى حرق بيت المرجع الاعلى ولي الفيه والذي له قدسيه كبيره لدى اتباع الولي الفيه وهذا يعني إيران تحتظر على سرير الموت ومخطط الحرب على الإسلام الذي تقوده أمريكا واوربا وإسرائيل وايران افشله محمد بن سلمان من خلال تقليل ظخ النفط مع أوبك ورفض الطلب الأمريكي في زيادة صادرات النفط والغاز....مما دعا أمريكا بطرح مخزونها النفطي للبيع إلى أوربا في في اربع اظعاف سعره مما دعا الشعب الأوربي للتظاهر ضد حكوماته وفي برطانيا فقط سقطت الحكومه مرتين ....الاعب الرئيس الان في الساحه العالميه هي السعوديه وسوف ترظخ أمريكا لمطالبها هي مجبره على ذلك قبل أن تقوم السعوديه في ابرام العقود مع الشركات الصينيه وتحويل تعاملها الاقتصادي مع الصين...انتظرو قبل نهاية هذا العام أو في مطلعه هناك متغيرات كبيره على الساحه العربيه والعالميه بسبب الحرب الروسيه الاوكرانيه ومن يهيمن على العالم وينتهي نظام القطب الواحد
رابط مقال مايكل نايتس المنشور في موقع "معهد واشنطن" (مترجم إلى العربية):
[url=https://algardenia.com/ https:/www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/tqyym-alhkwmt-alraqyt-aljdydt-mqayys-llhfaz-ly-almsalh-alamrykyt]https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/tqyym-alhkwmt-alraqyt-aljdydt-mqayys-llhfaz-ly-almsalh-alamrykyt[/url]