أغرب حكايات أحداث كأس العالم ١٩٣٠ - ٢٠٢٢
د. أكرم عبدالرزاق المشهداني
أغرب حكايات أحداث كأس العالم 1930 - 2022
تعد كأس العالم لكرة القدم قصة شغف دون نهاية، بدأت فصولها عام 1930 وتتجدد حكاياتها كل أربع سنوات، وتتشابك جذورها مع قضايا مجتمعية ونزاعات سياسية. ولم تبح الكأس بكل أسرارها بعد، فبعض القصص باتت معروفة للكثيرين مثل تعرض الكأس للسرقة قبل نسخة 1966 قبل أن يعثر عليها الكلب "بيكلز"، كما رفضت الهند المشاركة في بطولة 1950 لعدم السماح للاعبيها باللعب "حفاة الأقدام" كما اعتادوا، فيما خرج باولو روسي من السجن ليقود إيطاليا لتحقيق اللقب عام 1982.
هذه نبذة مختصرة من نوادر اجتهد الكاتب والصحفي الأرجنتيني لوثيانو برنيكي تجميعها في كتاب يحمل اسم "أغرب الحكايات في تاريخ المونديال"، تصدَّر المبيعات في عدة دول بأميركا الجنوبية، لتسليط الضوء على نحو أربعمائة قصة مثيرة وطريفة وقعت خلال البطولة الممتدة 92 عاماً ولم تكن معروفة للجميع. وقد استغرق تجميع المعلومات عاما ونصفا، وأضاف "كان هدفي صياغة القصة الرياضية بشكل أدبي جذاب وربما يرسم الابتسامة على وجه القارئ. هو كتاب رياضي في الأساس لكنه يمزج الثقافة بالسياسة، وتعكس القصص واقع كرة القدم وهي لعبة يمر فيها اللاعب بمواقف غريبة مثل أي شخص عادي".
وبعض القصص حملت طابعا إنسانيا مثل رفض يوهان كرويف -أسطورة هولندة المشاركة في بطولة 1978، بعد تهديد حياته وحياة أسرته في برشلونة.
السياسة وتاثيرها في كاس العالم- أزمة الفوكلاند مثالاً::
كما ألقت السياسة بظلالها على مواجهة الإرجنتين وإنكلترة الشهيرة عام 1986، عندما أبدع مارادونا في خضم النزاع السياسي على جزر فوكلاند، وتكرر الحال في مواجهة أميركا وإيران في نسختي 1998 و 2022.
لكن الكثير من حكايات كأس العالم لم يخرج للنور بعد. فهل تعلم أن أحد اللاعبين شارك في كأس العالم ويده "مبتورة"؟ أو السبب وراء ارتداء إيطاليا القميص الأزرق وهولندا القميص البرتقالي رغم عدم وجود هذين اللونين في علمي البلدين.
الميت الذي سجل هدفا في كأس العالم
عن أبرز القصص التي حصلت في المونديال تحكي عن لاعب أرجنتيني لكنه مَثّل أوروغواي في كأس العالم 1954 يدعى خوان أوبرج، ففي مباراة قبل النهائي كانت أورغواي متأخرة 2-0 أمام المجر، ونجح أوبرج في تسجيل هدفين ليدرك التعادل.. وبحسب الرواية أصيب أوبرج بتوبة قلبية بسبب الإفراط في الحماس والاحتفال، وقيل إنه مات إكلينيكيا في الملعب ولم يكن مسموحا آنذاك بتبديل اللاعبين.. وبعد إفاقته عبر التنفس الصناعي وتدليك القلب، عاد ليستأنف اللعب ووصف بأنه: الميت الذي سجل هدفا في كأس العالم".
مدرب البرازيل يتنكر بزي امراة هربا من الجمهور الغاضب:
ومن القصص النادرة قصة مشوقة وغير معروفة للجميع. وهي الاكثر طرافة تلك التي تتحدث عن مدرب للبرازيل في إحدى نسخ كأس العالم، اضطر للتنكر في زي امرأة هربا من الجمهور الغاضب".
الكويت تهدد بالانسحاب من كأس العالم
مواجهة الكويت وفرنسا في مونديال 1982 بإسبانيا ،شهدت واحدة من أبرز الأحداث في تاريخ البطولة وأغربها ، حين تمكن الشيخ فهد الاحمد رئيس الاتحاد الكويتي انذاك من الغاء أول هدف في النهائيات بعد ان نزل الى أرض الملعب وكان لتدخله التاريخي في قرار الحكم ميروسلاف ستوبا من الاتحاد السوفياتي (سابقا) بالغاء الهدف الذي سجله الان جيريس بعد ان تشاور مع الحكم المساعد الذي اكد عدم صحته وشرح اسباب توقف لاعبي الكويت عن اللعب ، وخلال سير المباراة، انطلقت صافرة من المدرجات ادت الى ارتباك مدافعي المنتخب الكويتي وتوقفهم عن اللعب فيما واصل المنتخب الفرنسي ذلك وسجل هدفا فاحتج عليه لاعبو الكويت وتوقفت المباراة مما ادى الى نزول الشيخ فهد الاحمد الى ارض الملعب فتحدث مع الحكم وتراجع الاخير عن قراره والغى الهدف مسجلا سابقة فريدة في تاريخ كأس العالم ، وهذا الأمر كلف الكويت غرامة قدرها 11.800 دولار ، فيما عوقب الحكم بإيقافه طيلة مباريات البطولة وعدم إسناد أي مباراة له.
اللاعب الذي قتله هدفه: الكولمبي إسكوبـار!
لم يكن اندرياس اسكوبار، مدافع المنتخب الكولومبي لكرة القدم يعلم بأن الهدف الذي سجله في مرمى منتخب بلاده عن طريق الخطأ لمصلحة منتخب الولايات المتحدة في الدور الاول في بطولة كأس العالم التي استضافتها الاخيرة على ارضها في العام 1994 سيكلفه حياته. وبعد خروج منتخب كولومبيا، الذي كان اقوى المرشحين قبل انطلاق المونديال، من المنافسات بخفي حنين من الدور الاول، عادت بعثة الفريق الى البلاد بيد ان اسكوبار تلقى عقابا قاسيا تمثل بتعرضه للاغتيال من قبل احدى العصابات الكولومبية بعد ان اطلق عليه احد المجرمين 12 رصاصة اردته وهو في ريعان الشباب. وتم الحكم على قاتل اسكوبار الذي يعمل معلماً في مدرسة ابتدائية محلية بالسجن لمدة 43 عاما ، و تقلص الحكم لاحقا إلى 26 عاما.
سرقة كأس العالم مرتين
فوجئ الجميع باختفاء كأس العالم الذي كان معروضاً في لندن في معرض للطوابع البريدية، وكان في انتظار انطلاق المنافسة، وبقى الجميع في ذهول بينما تولى البوليس عملية البحث عنه، وبعد عناء تم العثور عليه بفضل كلب دخل التاريخ، وقد وجد الكأس مدفون في حديقة تقع في إحدى ضواحي لندن، وتبين أن الرجل الذي سرق الكأس كان مهووساً بكرة القدم ومشجعاً متعصباً للمنتخب الإنكليزي، وربما كان يخشى أن يذهب الكأس للمنتخب البرازيلي الذي كان يسيطر آنذاك، فأقدم على سرقته، وكلفه ذلك دخوله السجن حيث تابع فوز المنتخب الإنكليزي فيما بعد في الدور النهائي ضد ألمانيا من وراء القضبان، وقد سلم الكأس في المرة الأولى إلا أن الأيام أكدت أن لعنة السرقة تتابعه، فبعد أن فاز به المنتخب البرازيلي للمرة الثالثة عام 70، بانتصاره الكاسح أمام إيطاليا وامتلاكها بشكل نهائي، واضطرار الفيفا إلى صنع كأس جديد صممه الإيطالي (دي سيلفيو كازانيجا) وضع الكأس في خزائن الاتحاد البرازيلي، لكن وبعد 13 عاماً بالضبط وتحديداً في العشرين من ديسمبر من عام 83 عاد ليختفي مجدداً ولكن هنا بشكل نهائي، حيث سرق من خزانة الاتحاد البرازيلي وفشلت الشرطة في العثور على الجناة، وتبين فيما بعد أنه صهر وتم بيعه في السوق السوداء على شكل سبائك، إلا أن الذاكرة بقيت حتى وإن صنع نسخة من نفس الكأس، حيث تم صنع نسخة منه في ألمانيا، وتم تسليمه إلى الاتحاد البرازيلي في منتصف عام 84، لتوضع تحت حراسة مشددة وهو موجود هناك إلى الآن مخلد ذكرى أفضل منتخب في تاريخ الكرة البرازيلية.
وتبقى نسخة دولة قطر من بطولات كأس العالم.. هي الأحلى والأجمل والأكثر تميّزاً