الصيحة باتت عالمية: رافاييل نادال ينافس على "لقب" لاعب التنس الأفضل على مر العصور. لكن المصنف الأول عالميا والبطل المتوج أمس على عرش بطولة أمريكا المفتوحة وملك الملاعب الأربعة الكبرى في عالم اللعبة البيضاء ، يعتقد بأن الجدل لا طائل من ورائه ، رغم اعترافه بأنه قد تروقه تجربة اللعب بمضرب من الخشب.
وقال نادال خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) بعد ساعات من حصد لقبه الأول في بطولة أمريكا "الشخص لا يكون جيدا لأنه يضرب الكرة. (بل) يكون جيدا لأنه جيد".
وقال الأسباني "أمر معقد الحديث عمن هو الأفضل في التاريخ ، لأن (رود) لافر بالتأكيد فاز خلال عامين بالبطولات الأربعة رغم أنه ظل لأعوام غير قادرا على المشاركة فيها"، بيد أنه لا يزال يجل السويسري روجيه فيدرر منافسه الأكبر موضحا "في النهاية ، تحمل تقديرا خاصا للمنافسين".
ورفع نادال /24 عاما/ رصيده في عالم بطولات الجراند سلام إلى تسعة ألقاب ، متأخرا بفارق لقبين فقط عن الأسترالي لافر وسبعة خلف فيدرر ، الذي يكبر المصنف الأول عالميا بخمسة أعوام حيث أضيف اللقب الذي تحقق أمس على ملاعب فلاشينج ميدوز إلى خمسة أخرى في رولان جاروس واثنين في ويمبلدون ولقب في بطولة أستراليا.
وأعرب الأسباني عن استعداده لتجربة اللعب بمضرب من الخشب ، كما كان يفعل لافر ولاعبو جيله.
ويقول نادال "حسنا ، أود ذلك ، قد يكون شيئا مختلفا وقد يصل إلى أن يكون ممتعا".
واعترف نادال خلال المقابلة بأن هذا العام "كان أكثر الأعوام التي لعبت في بطولاتها جيدا على مدار مشواري. في كل البطولات عدا سينسيناتي شعرت بأنني في حالة جيدة ، وهو أمر صعب جدا".
واعتبر اللاعب الأسباني أن مفتاح عامه الرائع كان الفوز ببطولة مونت كارلو.
وقال "عندما فزت في مونت كارلو عرفت أنني حققت الشيء الأصعب. رحلة الأراضي الرملية كانت موفقة جدا ، والفوز في رولان جاروس كان أهم ما في العام ، فقد منحني هدوءا وثقة للتركيز في ويمبلدون وقلب مباريات كنت متأخرا فيها بمجموعتين ، واللعب كما فعلت أمام (آندي) موراي ثم الفوز في النهائي كانت جميعا لحظات مهمة".
ويضيف "وصلت باستعداداتي لبطولة أمريكا بالكاد في الوقت المناسب حيث تدربت قبلها قليلا بسبب البرنامج العلاجي الذي كنت أخضع له مع إصابة الركبة. كل ذلك كان سلبيا من بعض النواحي ، لكنه كان إيجابيا من نواح أخرى. فقد استفدت من كل ما كان لدي من صفاء ذهني كي أتحسن في البطولة".
واعتبر اللاعب أن بدايته في البطولة لم تكن سيئة ، بل كافية لقطع خطوات ضرورية "لكنني لم ألعب كيوم النهائي. لقد لعبت أفضل بكثير من أفضل أيامي في بطولة أمريكا. كنت أضع الكرة حيث أريد".
وأعرب نادال عن تقديره للمديح الذي حصل عليه من الأمريكي المعتزل جيمي كونورز ، لكنه رفض حديث الأخير عن أن المنافسة الحالية في اللعبة "خفيفة" على عكس ما كان عليه الحال عندما كان يلعب هو في سنوات الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
وقال "أنا ممتن له كثيرا على كلماته. لكن المنافسة لا تكون خفيفة أو غير خفيفة ، لكنها تعتمد على المدى الذي يتعامل به المرء معها. أعتقد أنه ربما خرجت المنافسة في عصور أخرى عن حدود اللعب الخالص. أعتقد أنني و(روجيه) فيدرر نفهم في عصرنا الحالي جيدا أن هذه لعبة ولابد من تقدير المنافسين".
وتابع "أنا أحمل تقديرا خاصا لفيدرر لأنني عشت لحظات مهمة كثيرة في مشواري وأنا أواجهه ، وأعتقد بأنه يشعر بالأمر نفسه تجاهي. أعتقد أنني وفيدرر و(نوفاك) ديوكوفيتش وموراي نفهم أن هذه رياضة. نقدم كل ما لدينا على أرض الملعب ، لكن عندما تنتهي المباراة ، ينتهي كل شيء. تربطنا جميعا علاقة رائعة ، ومن وجهة نظري هو عصر إيجابي لهذه الرياضة".
وردا على سؤال حول مقولة للروسي المعتزل مارات سافين قال فيها إنه كان كلما حقق إنجازات ، شعر بأنه أكثر وحدة قال "أنا لا أشعر بأنني وحيد على الإطلاق. إحساسي كما هو لم يتغير. المهم أنني لا أزال محاطا بمن كانوا حولي دائما ، إنهم ليسوا حولي لأنني حققت ما حققته".
وعاد نادال إلى التطرق لمسألة اللاعب الأفضل على مر العصور "من الصعب تحديد معيار يتسم بالموضوعية لأنها جميعا عصور مختلفة للغاية. أنا رأيي ثابت دائما: بالنسبة لي فيدرر هو أفضل لاعب رأيته في التاريخ. بالأرقام القياسية وبالمستوى الفني".