هذا على لسان الحيوانات!
منقول.
جاءت بقرة الي باب السلطان ، وقالت لرئيس الحرس : أخبروا السلطان بأن احدى رعاياه تريد مقابلته .
حاولوا صرفها ، فبدأت تخور ، وقالت : لا أخطو خطوة واحدة من أمام الباب قبل أن أواجه السلطان .
أرسل رئيس البوابين للسلطان يقول : مولانا ، بقرة من رعيتكم تسأل المثول أمامكم .
أجاب السلطان : لتأتِ لنرى ماذا تريد هذه البقرة .
قالت البقرة : مولاي، سمعت بأنك توزع أوسمة، أريد وساماً.
فصرخ السلطان : بأي حق؟ و ماذا قدمت ؟ وما نفعك للوطن حتى نعطيك وساماً ؟ ...
قالت البقرة : رقبتي تحرث ارضكم ، وروثي يحيي زرعكم ، وتشربون حليبي ، ثم تأكلون لحمي ، وتلبسون جلدي ، فمن أجل وسام من التنك ماذا عليّ أن أعمل أيضا لاناله ؟!
وجد السلطان الحق في طلب البقرة ، وأعطاها وساماً من المرتبة الثالثة ، فعلقت البقرة الوسام في رقبتها ، وخرجت مزهوة من القصر ، ترقص فرحاً ، فالتقاها البغل مبادرا :
مرحباً يا أختي البقرة .
مرحبا يا أخي البغل .
ما كل هذا الإنشراح ؟ من أين أنت قادمة ؟
شرحت البقرة كل شيء بالتفصيل ، فهاج البغل ، وبنعاله الأربعة ، ذهب إلى قصر السلطان ، وأخذ يصرُخ بباب القصر : سأواجه مولانا السلطان ، حاولوا منعه ، ولكن بعناده الموروث عن أبيه الحمار ، حرن و تعاطى على قائميه الخلفيين ، وأبى التراجع عن باب القصر ، فنقلوا الامر إلى السلطان .
فقال : البغل أيضاً من رعيتي، فليأتِ و نرى ؟
مَثُل البغل بين يدي السلطان ، ألقى سلاماً بغلياً، وقبّل اليد و الثوب ، ثم قال بأنه يريد وساماً ،
فسأله السلطان : ما الذي قدمته حتى تحصل على وسام ؟
فقال البغل : يا مولاي ، و من قدم أكثر مما قدمت ؟!!!
ألست من يحمل مدافعكم و بنادقكم على ظهره أيام الحرب ؟
ألست من يركب أطفالكم و عيالكم ظهره أيام السلم ؟
حتى لو مرضت البقرة فانا من يجر محراثكم ، لولاي ما استطعتم فعل شيء يامولاي .
راى السلطان ان للبغل حق ، فأصدر قراراً : أعطوا مواطني البغل وساماً من المرتبة الثانية ، وخرج مزهوا اكثر من البقرة ، وبينما كان عائداً من القصر بنعاله الأربعة و هو في حالة فرح قصوى ، التقى بالحمار .
قال الحمار : مرحباً يا ابن الأخ .
قال البغل : مرحباً أيها العم ، من أين أنت قادم و إلى أين أنت ذاهب ؟ فحكى له البغل حكايته ،
حينها قال الحمار : ما دام الأمر هكذا سأذهب أنا أيضاً إلى سلطاننا وآخذ وساماً، و ركض بحوافره الأربعة إلى القصر ،
صاح حراس القصر فيه ، لكنهم لم يستطيعوا صده بشكل من الأشكال ، فذهبوا إلى السلطان و قالوا له : مواطنكم الحمار يريد المثول بين أيديكم ، هلا تفضلتم بقبوله أيها السلطان ؟
قال السلطان : ماذا تريد يا مواطننا الحمار ؟
فأخبر الحمار السلطان برغبته ، فقال السلطان و قد وصلت روحه إلى أنفه : البقرة تنفع الوطن والرعية بلحمها و حليبها و جلدها و روثها ، والبغل ، فإنه يحمل الأحمال على ظهره في الحرب و السلم ، وبالتالي فإنه ينفع وطنه ،
فماذا قدمت أنت حتى تأتي بحمرنتك و تمثل أمامي دون حياء و تطلب وساماً ؟ ، ما هذا الخلط الذي تخلطه ؟
فقال الحمار و هو يتصدر مسرورا :
رحماك يا مولاي السلطان، إن أعظم الخدمات هي تلك التي تُقدم إليكم من ذريتي وهم مستشاريكم ، فلو لم يكن الألوف من اولادي في مكاتبكم ، أفكنتم تستطيعون الجلوس على العرش ؟!
هل كانت سلطتكم تستمر لولا الحمير ؟!
و كذلك يامولاي لو لم تكن اغلب رعيتكم من الحمير ، لما بقيتم في الحكم يوم واحد .
عندها أيقن السلطان أن الحمار الذي أمامه على حق ، ولا يستحق وسام من التنك كغيره ، وإنما وسام الاستحقاق الاول من الذهب ، وان نفتح له خزائن الاسطبل ، ليغرف منها مايشاء ، كما يغرف غيره من الحمير ………./