ألسنة الجديده / ألحلقه الأولى
د. طلعت الخضيري
[size=32]ألسنة الجديدة /ألحلقه الأولى[/size]
[size=32]رواية من الأدب الصيني [/size]
حدث ذلك منذ ستمائه سنه ، ففي ليله شتاء بارده، جلست السيده لو وحيده ، تنتظر رجوع زوجها ألسيد لو ، بعد فراق عده أشهر قضاها في التدريس في مدرسه خاصه ، بعيده عن مسكنهم .
كانت السيده لو في حاجه ماسه الى النقود ألتي سيأتي بها زوجها حصيله عمله كمدرس في تلك المدرسه ، فلقد نفذت نقودها ، وهي على وشك الاحتفال بليله السنه الجديده.
بالرغم أن الأحتفال بليلة قدوم السنه الجديده هي أعياد جميله ، لكنها تتطلب بذخ مبالغ باهضه.
ان عشاء تلك الليله يكلف أكثر من غداء اليوم التالي. يجب أن توضع على مائدة الطعام شتى أنواع صحون الغذاء اللذيذ ، لتبدأ السنه بدايه جيده ، وتكون السنه القادمه ، سنة سعاده وثراء.
يجب أن توضع على المائده أطباق الدجاج والبط والسمك ، وأربعه أنواع من اللحوم البارده ، ثم هناك أطباق حلاوه الرز بأنواعها الثمانيه ، وثمانيه أنواع الخضار ، وستستمر الأعياد لمده خمسه عشر يوما ، ويجب تقديم كل ذلك للزائرين ليعلموا ثراء العائله ، وبما يكفي لمده خمسه عشر يوما يطبخ لمره واحده ، ليتاح للعائله الأستراحه خلال مده العيد، وتستطيع مشاركتها في الحفل ضيوفها من الأهل والأصدقاء ، دون أن يفكروا بالطبخ يوميا . وستكون المائده وما عليها من أطباق هو معلم كبرياء العائله.
أخيرا سمعت السيده لو صوت أقدام تتجه نحو المنزل . أسرعت وفتحت باب المنزل ، وجدت السيد لو قادما فأدخلته وأجلسته خلف المائده ، قدمت له صحن الحساء الحار ثم انتظرت الى أن أكمل عشائه فسألته :
- هل كانت سنه جيده؟
- نعم ، هكذا حصلت على قطعه نقود ( ين )ألفظيه.
- شكرا لبوذا ، نستطيع الآن أن نتمتع بعيد السنه الجديده.
تردد السيد لو بالأجابه ، ثم أجاب:
- كانت هناك مشكله صغيره.
- أي مشكله؟
- أنا أعطيت القطعه الفضيه لأحد كان في حاجه أليها.
- ماذا؟ أرجوك لا تداعب امرأتك العجوز ، أعطني القطعه الفضيه.
- أنا لا أداعبك ، أرجوك هاتي لي كوب الشاي وسأقص عليك ما حدث.
جلس الرجل يحتسي كوب الشاي بهدوىء ثم بدأ حديثه:
- عندما كنت قادما الى هنا ، وكنت سعيدا حقا لرجوعي اليك ، كان الجو قارسا من البرد والطريق متجمد ، وقد غطيت وجهي بمعطفي لأتجنب الريح البارده ، كنت سعيدا أيضا وأنا أشعر أن لدي المال الكافي ، أي أن( قطعه نقود الين الفظيه )هي الآن في جيبي ، وبها سنتمتع بوجبات العيد الشهيه . فوجئت وأنا في طريقي برؤيه امرأه تجري نحو النهر ، وتأكدت أنها تحاول أن ترمي بنفسها في ماء النهر البارد لتموت ، فجريت نحوها ووجدت أنها ألسيده(كن سو)زوجه النجار كن .استطعت أن أمسكها في اللحظه التي كانت على حافه النهر ، بدأت تصرخ (دعني أذهب ..دعني أموت ) فسألتها ( لمذا تريدين أن تموتي ) فأجابت( لم أسمع أي خبر عن زوجي ( كان )ألذي ذهب ليعمل منذ سنه ، ولا أدري هل مات أم تركني ، يجب علي دفع أجار البيت، وليس لدي المال ، هددني ألمالك أنه سيبيع أبنتي اذا لم أدفع أجار البيت. ليس لدي المال أذا يجب أن أموت).
أجبتها كاذبا(كلا انك مخطئه. ان زوجك قد أرسل لك رساله معي ، وهو يفكر دوما بك) فأجابتني (هل حقا لديك رساله منه ؟) بدأ ت أتضاهر بتفتيش جيوبي ثم همست (أعتقد انني فقدتها) فحاولت السيده ألجري نحو النهر مره أخرى . لكنني مسكتها وهتفت أنا ( كم أنا غبي ، أنه لم يعطني رساله لك وانما أعطاني قطعه نقود ثمينه ، وهي قطعه نقود ألين الفضي ، وطلب مني أن أسلمها لك) ظهرت الفرحه على وجه المرأه وهتفت (يجب الآن أن أذهب الى ابنتي وأبشرها بما حصل ، أشكرك .. أشكرك جدا )وأخذت تبكي من جديد ، كانت دموع السعاده والفرح تنهمر من عينيها ثم هرولت تجري نحو بيتها ، وهكذا يا زوجتي العزيزه ناولتها قطعه النقود الثمينه وأنقذتها من الموت .
أخذت زوجته الأن تولول وتبكي ثم خا طبته( وماذا سنعمل الآن يا زوجي العزيز؟ ليس لدينا نقود لنعيش ، ما ذا سنفعل غدا ليله العيد؟ عليك أن تعمل شيئا ما ، هل يجب علينا أن نموت من الجوع؟ أريدك أن تسأل الأصدقاء والجيران المساعده ، أذهب واطلب منهم يقرضوك دينا، لألا نموت من الجوع ، ويمكننا هكذا أن نحتفل بالعيد ، ونقدم على المائده أشهى أنواع الطعام ) أجابها( انني متعب جدا الآن ، لنذهب الآن الى الفراش ونفكر ماذا سنعمل غدا ، ليس لدينا الآن شيئا نأكله وقد أجد حلا صباح الغد).
لقائنا معكم يوم الأثنين القادم لنرى ما سيفعله ألزوج العزيز والمعلم الفاظل في اليوم التالي..