٢٠ عاما بعد صدام حسين.. رئيس العراق يتحدث عن حال البلد "الآن"
الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد يقول إن الحكومة تركز حاليا على تحسين المعيشة اليومية للشعب
أسوشيتد برس:بعد ما يقرب من 20 عاما على إطاحة قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، بنظام صدام حسين، يريد الرئيس العراقي، عبد اللطيف رشيد، من العالم أن يعرف أن بلاده تعيش الآن في سلام وديمقراطية، وعازمة على إعادة بناء الحياة الاقتصادية، من خلال حكومة تخدم البلد والمنطقة بأكملها.
ويرى رشيد، في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس"، أنه بعد التغلب على صعوبات العقدين الماضيين، أصبحت البلاد أكثر استعدادا على التركيز على تحسين المعيشة اليومية للشعب.
شملت تلك المصاعب سنوات من مقاومة القوات الأجنبية، والعنف بين السنة والشيعة، وهجمات تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر في السابق على مناطق شاسعة في العراق، كان من بينها مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق.
وقال رشيد: "السلام والأمن منتشران في جميع أنحاء البلاد. سأكون سعيدا للغاية إذا كنت ستتحدث عن ذلك في تقريرك، بدلا من إعطاء صورة بأن العراق لا يزال منطقة حرب، كما تفعل كثير من وسائل الإعلام".
ورغم انتهاء القتال الرئيسي في العراق، فإن بعض أعمال العنف اندلعت مؤخرا، كان من بينها يوم انتخاب رشيد، الذي تولى السلطة بعد جمود استمر لعام كامل بعد انتخابات أكتوبر 2021.
وقبيل التصويت، استهدفت تسعة صواريخ البرلمان العراقي داخل المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد.
وعقب انتخاب رشيد، رشح أن يتولى منصب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي شكل حكومة بدعم من ائتلاف الأحزاب المدعومة من إيران، ووعد بتحسين الأمن والخدمات العامة.
وعلى الرغم من ثروته النفطية، لا تزال البنية التحتية للعراق هشة للغاية. فعلى سبيل المثال، تعمل المولدات الخاصة لساعات أثناء انقطاع التيار الكهربي بشكل يومي، ولم تؤت مشروعات النقل العام التي طال انتظارها، ومن بينها مترو بغداد، ثمارها.
ويعزو رشيد ذلك إلى الضرر الناجم عن الصراعات، والإرهاب، وعدد من السنوات التي عاشها العراق في حالة حرب.
يقول منتقدو الحكومة إن انقطاع التيار الكهربائي نتيجة للفساد المستشري والمتجذر في نظام تقاسم السلطة الطائفي بالبلاد، والذي يسمح للنخب السياسية باستخدام شبكات المحسوبية لتوطيد السلطة.
كما أكد رشيد، الذي تحدث من مقره الرئاسي في قصر صدام السابق، أن معظم العراقيين يعتقدون أن غزو الولايات المتحدة وحلفائها للعراق "كان ضروريا بسبب وحشية الديكتاتور السابق صدام حسين".
وقال رشيد إنه يعتقد أن معظم العراقيين، بمن فيهم جميع شرائح المجتمع الأكراد والسنة والمسيحيين والشيعة، ضد صدام حسين، ويقدرون أن الولايات المتحدة وحلفائها جاءوا "لإنقاذ" العراق.
وأضاف: "من الواضح أن بعض الأشياء لم تسر كما كنا نأمل. لم يكن أحد يتوقع داعش، ولا تفجيرات السيارات الملغومة. كان ينبغي السيطرة على هذا الأمر منذ البداية، وكان يجب دراسته والتخطيط له. أعتقد أن الأسطورة كانت أنه بمجرد إزاحة صدام، يصبح العراق الجنة".
وأقر بأن الواقع أثبت أنه أكثر صعوبة، لكنه لم يضعف التزام العراق بالديمقراطية.
وقال "حتى لو كانت لدينا صراعات، فمن الأفضل أن تتمتع بلادنا بالحرية والديمقراطية، بدلاً من الديكتاتورية".
مع ذلك، غالبا ما قمعت الحكومة المظاهرات الجماهيرية المناهضة لها التي انطلقت أواخر عام 2019.
ولقي مئات المتظاهرين حتفهم على أيدي قوات الأمن والجماعات المسلحة المدعومة من الدولة.
واعترف رشيد بأنه لا تزال هناك صراعات، لكنه حث العراقيين، خاصة جيل الشباب، على التحلي بالصبر والإيمان بالمستقبل.
وقال رشيد، السياسي الكردي المخضرم ووزير الموارد المائية السابق: "لا نملك الكثير من الخيارات سوى العيش معا.. دعوا انتخاباتنا الديمقراطية تجرى لتعبر عن قيمنا".
وتولى رشيد الرئاسة في أكتوبر. وبموجب الترتيبات غير الرسمية لتقاسم السلطة في العراق، يكون رئيس البلاد كرديا على الدوام، ورئيس الوزراء شيعي، ورئيس مجلس النواب سني.
يتطلب منصب رشيد المساعدة في الحفاظ على توازن دقيق بين مراكز القوى السياسية المختلفة في العراق، وكذلك الحفاظ على العلاقات المتوازنة مع كل من الولايات المتحدة وإيران، الداعمين الدوليين الرئيسيين للحكومة، والمتعارضين مع بعضهما البعض في كثير من الأحيان.
وينعكس التوازن في نصب تذكاري قرب مطار بغداد يمجد قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي تم استهدافه وقتله في غارة جوية أمريكية عام 2020.
قال رشيد إن تحسين العلاقات مع الجيران إيران وسوريا والكويت والسعودية وتركيا والأردن مصدر قوة للعراق.
ظلت الدول العربية بقيادة السعودية بعيدة عن العراق لسنوات، ويرجع ذلك جزئيا إلى علاقاتها بإيران.
أشار رشيد بفخر إلى أن العراق استضاف اجتماعا شرق أوسطيا لكبار المشرعين العرب مؤخرا، وأعرب عن استعداد البلاد لمواصلة العمل كوسيط في المحادثات المتوقفة الآن بين الخصمين الإقليميين إيران والسعودية.
كما تعهد باتخاذ موقف متشدد حيال الفساد.
في أكتوبر، ظهرت تقارير تفيد قيام شبكة من الشركات والمسؤولين من مصلحة الضرائب في البلاد باختلاس أكثر من 2.5 مليار دولار من عائدات الحكومة العراقية.
وفي الأشهر الأخيرة، وسط مزاعم عن انتشار غسيل الأموال لتهريب الدولارات إلى إيران وسوريا اللتين تفرض عليهما الولايات المتحدة عقوبات، اتخذت الحكومة الأميركية إجراءات لتقييد مد العراق بالدولارات، مما زاد من الضغط على العملة.
وقال رشيد: "أعترف أننا لدينا وما زلنا نواجه بعض المشاكل مع الفساد، لكن الحكومة جادة للغاية في محاربته".
وأضاف أن الحكومة والبنك المركزي يتخذان إجراءات لتنظيم التحويلات إلى خارج البلاد، لردع غسيل الأموال.
اقتصاديا، قال إن العراق يركز على إعادة بناء الصناعة والزراعة التي تضررت من سنوات الصراع، وتطوير احتياطياته من الغاز الطبيعي، حتى لا يعتمد على شراء الغاز من الدول المجاورة، لا سيما إيران.
ورغم انخفاض قيمة العملة والتضخم في الأشهر الأخيرة، قال رشيد إن النظرة المستقبلية للعراق جيدة، مدعومة بإنتاج النفط القوي وارتفاع أسعاره عالميا.
وأضاف أن "العراق اقتصاديا في وضع سليم وربما يكون أحد دول العالم التي ليس لديها عجز في الموازنة".
أكيد الأخ لطيف رشيد نايم ورجليه بالشمس.. ولك سويتوا العراق خرابة ودمرتم الشعب..يا حرية وياديمقراطية من طاح حظكم وطاح حظ امريكا اللي جابتكم.