كلمات على ضفاف الحدث - من الصغير صعودا الى الكبير وبالعكس
عبدالله عباس
كلمات على ضفاف الحدث - من الصغير صعودا الى الكبير وبالعكس
تحدثت في احد مقالاتي الاسبوعيه ( نظرة الامس و قراءة اليوم ) في صحيفة (كوردستانى نوى ) عن ظاهرة بدء تكرارالرقم من عند الوصول الى الرقم 11 الحسابي صعودا ‘ وكلما ضفنا رقم ‘ يكثر تكرر الرقم .
هناك مثل (سلافي ) سمعته في حديث منشور عن الاقتصاد يقول ( الاقتصاد عباره عن 3 ليرات ذهبيه ‘ عندما نكشف سرالحصول عليه ‘ ياتينا ليره رابعة دون تعب ...).
يروي لنا مؤرخ تأريخ الادب الكردي والتراث المجتمعي في حياة اهل كردستان الاستاذ الراحل علاءالدين سجادي ‘ مهمشا في رواياته بعض الطرائف الاجتماعية ‘ يروي لنا في احدى هذه الحكايات :
( ... أصبحت الام يومها باعداد الفطور للعائله وبعد اكمال المتطلبات توجهت الى والدتها التي كانت تعيش معهم قالت لها :حضرت لي ولاولادي اربعه بيضات مسلوقه لكل واحد منا بيضه ‘ وانت ياأمي تكفيك بيضة .؟ اجابت الام كانها تمن على العائلة وتريد ان تقتصد قائلة : لاياأبنتي ولماذا الصرف الزائد بالبيض ‘ لماذا بيضة لي بوحدي ‘ أني اخذ من كل واحد منكم نص بيضة نعمة الله وانتم اكلوا بيضاتكم بالعافية....!!!!)...هذه حكاية من التراث الشعبي ‘ مضمونها تعبر وبلغة بسيطة عن لجوء عجوزه الى حيلة عبرت عنها و بتكتيك يمنع تفسيره عند بنتها واحفادها ان الجده نفسها دنيئة النفس بالاضافة الى انها طماعة ايضا .... حيث ظهرت نفسها امامهم بانها مقتصدة و لاتعجبها المبالغة في الصرف ‘علما ان حصتها في الفطوربيضتين وللعائله وعددهم اربعه بيضتين ايضا .
هل يستغرب أحد أذا قلت : أن هذا الحدث يعتبر درس في الاقتصاد العصري ومنسجم مع سياسة العرض والطلب ضمن الاسرة الى المجتمع والى السلطة التي بيدها قرار الصرف ومؤمن فقط بالطمع عند القرار ‘ واذا اردنا ان نتعمق في النظرة السوداوية لظاهرة خطر الخلط ( السياسة والاقتصاد وبعقل تجاري ) ذي نظرة انانية للانسان في ضوء ما تصرفت بها الجدة العجوز ‘ سترى ان هذا الخلط لن يكون لصالح ضمان رفاهية الاكثرية والاستقرار المعيشي رغم ذلك نرى أن الذين بيدهم تشجيع التحالف بين السياسين و خبراء الاقتصاد وتحت عنوان الشرعية الدولية مسيطرين على السوق والاقتصاد ودعم ظاهرة الربح السريع للاقلية من خلال مايسمى ( منظمة التجاره الحرة ) احد بدعات او افرازات العولمة وبدعة اكثر خطورة على عالم الفقراء بعنوان صندوق النقد الدولي السيف المسلط على المال العالم باسماء براقة : تنمية و حفاظ على الثروة المالية...والتدخل في ادق التفاصيل عالم المساكين الذي يحكمه حكام على ميقاس ( صرف الدولار ) ‘ضامنين المنظمين بشكل تعسفي على ضمان تخمة الاقلية مقابل تجويع الاكثرية ...وهذا التوجه هي سياسة ثابته بروحية شريرة وانانية لانظمة الرأسمالية الغربية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ‘ حيث أن سياستهم مبني على اساس فرض هيمنتهم على مستقبل البشرية من خلال السيطرة على التجارة وبالتالي على الخطط الاقتصادية بين الدول في ضوء مواقفهم السياسية ‘ فهم ‘ في حين يقودون حملة الدعوه لفصل الدين عن السياسة في الدول وضعهم الغرب العدواني ضمن طموحاتهم لفرض سيطرتهم الاقتصادية عليهم في ضوء طموحاتهم السياسية المنسجمة مع فكر التجارة الحرة ‘ فاقد برنامجه لكل قيم العدالة في توزيع الثروة على الاكثرية منعا لمجاعة والفقر .
شيء جيد ان يتم توزيع الثروة من السلطة على الشعب على اساس ضمان العداله الاجتماعية في امور متعلقة بالشؤون الاقتصادية من قبل السياسيين ‘ كما انه شيء جيد ان يكون التوجهات الدينية ضمانا في التوزيع العادل بطريقة تعتبر حلال واستحقاق في التقسيم مضمون ..! المشكلة الاساسية التي تؤدي الى غياب العداله عند وضع خطة او اساس قانوني في ضمان (المال و الخبز الحلال ) ان يكون صاحب السلطة يفكر ويمارس الصلاحية حسب رؤية (الجدة التي لم تطلب حصة لنفسها ولكن اخذت من كل فرد في المجتمع نصف استحقاقها بطريقة غير شرعية ...!! مما يؤدي (كما وثقت في تقرير رسمي للامم المتحدة ) الى وجود 821 مليون انسان يعاني من الجوع و 150 مليون طفل في خطر لعدم ضمان مستلزمات نمووهم الطبيعي بسبب الفقر
حقائق مؤلمة تؤكد بدلائل وارقام أن سبب زيادة : الجوع والمرض والبطالة ظواهر خطيره تهدد مستقبل الانسانية سببه دخول التجار الجشعين الى مواقع السلطة السياسية ومتمسكين بالتصرف ضمن خطط اقتصاديه متعلقة بالحياة العامة للانسان والمجتمع تحت عنوان (أسواق حرة ) ودعم هؤلاء الجشعين المتنفذين في الغرب برعاية واضحة ومعلنة من مصدر القرار الامريكي لتوسيع هذه الاسواق في المناطق نجحوا في خطط محاربة الارادات الوطنية ( العراق مثلا ) وجعل تلك المناطق قاعدة لاستهلاك دون مساهمة في البناء .
• مختصر مفيد :
نحن نعلم أن الاستبعاد الاجتماعي مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالنظام الاقتصادي العالمي الجديد ، المعولم ، والأسواق الحرة والمفتوحة ، والتي لا تجلب الرخاء أو العدالة الاجتماعية للجميع./ كلاوديو هومز
( مقال مترجم من اللغة الكردية )