٩ نيسان اليوم الاسود
الاستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي
٩ نيسان اليوم الاسود
مرت علينا قبل يومين الذكرى العشرين على إحتلال العراق من قبل التحالف الغربي الذي قادته أمريكا وبريطانيا. الاحتلال بدأ بكذبة امتلاك العراق أسلحة دمار شامل ليتضح لاحقا الكذب بهذا الشأن من خلال اعتراف وزير الخارجية الأمريكي وقتها كولن بأول. المشهد الاكثر وضوح الان في العراق بعد عقدين من الزمن يشير الى دمار غربي ممنهج وتحطيم الدولة . ان الاحتلال الأمريكي للعراق كان في جانب مهم منه من أجل نهب الموارد ومنها النفط العراقي واحدثوا الفوضى بعد تفكيك الجيش العراقي والاجهزة الامنية وهما الافضل والاقوى في المنطقة ، وكذلك تهيئة الاجواء لهيمنة الأحزاب الموالية للاحتلال ولايران وإثارة الفتن انه بعد مضي عقدين من الزمان على إسقاط دولة العراق ، وإحتلاله بحجة امتلاكه اسلحة محرمة دولياً ، ودون تفويض من مجلس الأمن الدولي تم غزو و تدمير العراق و صمت المجتمع الدولي، الذي يمنع إمتلاك الأسلحة و لا يحرم قتل الأبرياء و تدمير ممسكات الدولة و تضييع حقوق الإنسان ، من الأمن ، التعليم ، الصحة ، تدمير البنيات التحتية و إفقار الشعب ، حيث كان العراق من أقوى دول الشرق الأوسط الا أن ذلك لم يرضي العدو فكان الحصار الجائر علي الشعب العراقي و ضربه بالاسلحة المحرمة دولياً،وظهر ذلك من خلال التشوهات و الامراض الفتاكة التي مازال آثارها حتى اليوم علي المواطنيين العراقيين والنتيجة ان الشعب العراقي يعاني الفقر و الجوع و انعدام الخدمات بعد ما تم نهب ثروته من خلال المحتلين وأدواتهم من الفاسدين من الأحزاب السياسية الطائفية التي كانت تقف مع الغزو من أجل السلطة و الحكم .. بعد سقوط الدولة العراقية ، لم يترك المحتل فرصة لإعادة بناء الدولة بعد الحصار الذي أنهكها بل أدخلها في صراعات اثنية وعرقية وطائفية و تصفية منظمة لكل مقومات الدولة ، وأصبح العراق لفترة ليست قصيرة بلا قوات مسلحة و قوات أمنية وظهر انتشار الفوضى و القتل خارج أطر القانون و ظهور المليشيات الطائفية و الحزبية و الولاء و العمالة للخارج . ان الدولة العراقية المنتجة الاكبر للبترول، يفتقر شعبها إلى أبسط الخدمات و إنتشار الفساد في الذكرى العشرين لاحتلال العراق ، عشرون عام لم ولن يتمكن العراقيين من الحصول على الديمقراطية الحقيقية و توزع الشعب ما بين ولاءات هي ابعد ما تكون عن العراق،واستمرار تزوير الانتخابات وعدم الاعتراف بنتائجها في كل مرة.... عشرون عام و الأحزاب المهيمنة على السلطة لاهم لها سوى استهداف كل انسان وطني شريف واصدار القرارات التي تؤكد حقيقة من جاؤا بعد الاحتلال بأنهم يعشقون السلطة ليس لخدمة الشعب بل انها ووسيلة تدر عليهم المكاسب وتكميم افواه كل معارض لهم بشتى السبل واعتماد البرامج القائمة على الولاء الديني و العشائري و المناطقي و تكريس الدكتاتورية بألوان فاقعة جديدة و ظهور المحاصصات و إنتشار الفساد و الإختلاف علي المغانم والمكاسب وتقسيم كعكة السلطة ، فألكل لايريد ان يتخلى عن حصته في السلطة حتى وان فشل بالانتخابات،فالانتخابات هي ممارسة لاغراض الدعاية الخارجية ،لاعلاقة لها بالمحاصصة بينهم....فهل سمع احدكم ان جهات تفشل بالحصول على مقعد واحد بمسرحية انتخابات مجلس النواب ،تشكل حكومة ...الهم يمكن ان يحدث هذا في ديمقراطية المريخ
سيكون مقياسًا مفرطًا في التبسيط ويتجاهل الخسائر الهائلة التي خلفها الاحتلال والصراع - ولا يزال - على العراقيين ، بعد مرور عشرين عامًا ، لا تزال البلاد تعيش حالة الفوضى. وبحسب الاحصائيات ، يشهد العراق منذ احتلاله حتى الان مقتل عديد من العراقيين أكثر من أي دولة أخرى في العالم واغلب هذه الجرائم تتم من قبل الجماعات والمليشيات المسلحة التي يزداد نفوذها بشكل ملفت ، فهي تجدد نشاطها وتشجعها بلا شك ضعف الدولة بل ودعم الحكومة لها.
شيزوفرونيا
رغم مرور عشرين عاما عجافا من جريمة احتلال العراق، لايزال جزء مهم من الشعب العراقي يثيرون الحيرة والدهشة لما يصدر عنهم من سلوكيات غريبة متناقضة تثبت حقا انهم يعانون من الشيزوفرينيا المزمنة،ففي الوقت الذي ترتفع الاصوات في اماكن كثيرة من العالم مطالبة بمحاسبة مجرمي الحرب والابادة الجماعية بوش الابن وتوني بلير وديك تشيني ورامسفيلد وغيرهم،مازال البعض من المحسوبين قسرا على شعبنا، يمارس اشكال غبية من السلوكيات منها مثلا انهم لم يستفزوا ضمائرهم الميتة ضد احتلال بلدهم حيث لم يترك الاحتلال وعملائه وذيوله جريمة مشينة الا وارتكبها ضد العراقيين،خلال عقدين من زمن الاحتلال الكارثي،في حين ينتفض (بعض) منهم ضد مسلسل الكاسر لانهم اعتبروه يسيئ لتقاليدهم ؟؟!!! كما انتفض اخرين ضد المسلسل الهجين التافه مثل من كان ورائه لانه اساء لسمعة الفتاة العراقية....نعم جميعنا يرفض بشدة ، ماورد من احداث في المسلسلين المذكورة ،لكن نتساءل لماذا لم يتحرك ضمير هؤلاء خصوصا شيوخ العشائر ضد الاحتلال وعملائه الذين دمروا بلدهم وشرد ملايين من ابناء شعبهم منذ نيسان 2003 والجرائم مستمرة مادام الاحتلال وعملائه يهيمنون على العراق واهله.
الاحصائيات تتكلم
قد لا يكون ممكناً اختزال التعقيدات في العراق في إحصاء وبعض الأرقام. بالنسبة إلى ملايين العراقيين، العقدان الماضيان كانا مليئين بالخسائر والاضطرابات، والحروب وغياب الأمن وصعود الطائفية. مع ذلك، يظهر جيل جديد يرث عبء الماضي بينما يسعى جاهداً إلى شقّ الطريق أمام مستقبل أفضل. بالنسبة إلى الشباب العراقي، الاقتصاد وفرص العمل هما أبرز أولوياتهم، إلى جانب السلم والاستقرار. أجري المسح وجهًا لوجه في جميع محافظات العراق الـ18 على عينة تمثيلية من 2024 بالغًا في العراق بين 9 فبراير و 26 فبراير 2023. هامش الخطأ عند مستوى الثقة 95٪ هو +/- 2.2٪. استخدم الاستطلاع تقنية عشوائية لاختيار الأشخاص الذين تمت مقابلتهم وشمل العمل التحقق من الإجابات خاصة عن الأسئلة الحساسة. تم الاعتماد على تحليل المحتوى لفحص نوعية البيانات التي جُمعت.
اشارت نتائج استطلاع أجرته مؤسسة غالوب الدولية إلى أن الكثير من العراقيين، يرون أن الحياة كانت أفضل في عام 2003، وأن الولايات المتحدة غزت بلادهم للتحكم في مواردها.
٪51 من الأشخاص المستطلعة آراؤهم يعتقدون أن الولايات المتحدة غزت العراق للسيطرة على الموارد
تقول الولايات المتحدة إنها غزت العراق عام 2003 لامتلاك البلاد "أسلحة دمار شامل" ولأن نظام صدام حسين يشكل تهديداً للأمن العالمي، لكن لم يتم العثور على أي دليل على وجود أسلحة الدمار الشامل. أسفرت الحرب عن مقتل الآلاف وسيطر على البلاد عدم الاستقرار. على الرغم من تبريرات الولايات المتحدة، يبدو أن العديد من العراقيين يشككون بالدوافع الحقيقية لخوض الحرب.
يعتقد 51٪ من العراقيين الذين شملهم الاستطلاع أن الولايات المتحدة غزت العراق لسرقة موارده. هذا الشعور يظهر بشكل خاص في المحافظات الجنوبية الشرقية والأنبار، أي المناطق الغنية بالنفط والغاز. 29٪ من المستطلعين يعتقدون أن الغزو كان للإطاحة بألنظام العراقي في حين لم يؤيد سوى القليلين، فكرة أن الحرب استهدفت نشر الديمقراطية ومحاربة ما يوصف بالإرهاب.
٪60 من المستطلعين يرون أن الوضع ازداد سوءاً مقارنة بما كان عليه قبل 2003وفقاً للمسح، يرى العراقيون المستطلعة آراؤهم أن الحياة في ظل نظام ماقبل الاحتلال كانت أفضل ممّا هي عليه الآن عند سؤال المستطلعين عن الوضع الحالي للعراق مقارنة بما كان عليه قبل الغزو الأمريكي عام 2003 ، قال 60٪ منهم إن الوضع ازداد سوءاً، بينما يرى 40٪ أنه تحسن. هذا الشعور يظهر أيضاً لدى شباب لم يعايشوا فعلاً النظام السابق. العراقيون السُنّة بشكل خاص (54٪) يعتقدون أن الحياة كانت أفضل قبل 2003. من الصعب تحديد إذا كان الوضع قد تحسن أو ساء. التغييرات تجلب الأمل ونميل إلى نسيان الماضي. ربما يكون الاقتصاد قد شهد نمواً، لكن في مجال الإنتاج والأمن، الوضع زاد تأزماً.
٪47 ممن شملهم الاستطلاع يرون أن على الولايات المتحدة مغادرة العراق فوراً ،بحسب الاستطلاع، ينقسم العراقيون حول مستقبل الوجود الأمريكي في بلادهم، حيث يؤيد أولئك الذين يعيشون في الجزء الجنوبي من العراق انسحابًا فوريًا للولايات المتحدة، بينما يعتقد البعض في الجزء الشمالي من البلاد، بما في ذلك إقليم كردستان، أن الوجود الأمريكي ضروري.،يرى عدد متزايد من الشباب العراقي أن مستقبلهم أفضل خارج البلاد. هذا الشعور منتشر بشكل خاص لدى الذكور المقيمين في بغداد.