الابادة الايزدية وموقف الحكومة العراقية .. الهجرة وتحديات العودة
بقلم: ديارين شيخ خديدا - دهوك
الابادة الايزدية وموقف الحكومة العراقية .. الهجرة وتحديات العودة
لم تعر الحكومة العراقية اي اهتمام بمواطنيها من ابناء المكون الايزدي ، فبعد الابادة التي حصلت في شنكال ابان احتلالها من قبل تنظيم داعش الارهابي صبيحة 3/8/2014 ، وما نتج عن هذا الاحتلال من قتل وسبي تركت الحكومة العراقية مواطنيها الايزديين يواجهون بانفسهم مصيرهم ومستقبلهم المجهول .. وهنا وكما هو واضح للعيان والجميع دور حكومة وشعب اقليم كوردستان في احتضان ناسهم واهلهم الايزيديون واغاثتهم ، حيث فتحوا بيوتهم وجوامعهم وكنائسهم ومدارسهم ، واهتمت حكومة اقليم كوردستان بهم اهتماما عاليا .. ومنذ اللحظات والايام الاولى للابادة سارع الرئيس مسعود بارزاني في وضع خطة تحرير شنكال والتي قادها بنفسه ، كانت الغاية الرئيسية لتلك الخطة في باديء الامر فتح طريق الجبل ( جبل شنكال ) امام المحاصرين هناك .. وعلى الفور باشرت حكومة اقليم كوردستان وقامت ببناء مخيمات لايواء النازحين وقدمت لهم كل اشكال الدعم .. وخلال فترة قصيرة شكل رئيس حكومة اقليم كوردستان آنذاك السيد نيجرفان بارزاني دائرة خاصة مرتبطة مباشرة بسيادته واطلق عليها مكتب تحرير المختطفات ، وفر لهذا المكتب كل اشكال وانواع الدعم المادي واللوجستي ، وكان لهذا المكتب الدور الرئيسي في تحرير الآلاف من المختطفات الايزيديات فيما بعد .. وهنا في هذا الصدد يراودني باستمرار حديث الرئيس مسعود بارزاني حين التقينا بفخامته في قاعة المؤتمرات في جامعة دهوك حيث قال والدمعة تحتبس في مقلتي عيناه ( على الايزيديون الا يتصوروا ان بناتهم المختطفات شرفهم فحسب وانما هن شرفي اولا وشرف كل مواطن كوردي غيور ) واضاف لن يهدأ لي بال حتى احرر اخر شبر من شنكال واعيد ناسها واهلها اليها مرفوعي الراس واعمل على أن ينال كل من اعتدى عليهم قصاصه العادل ..
وفي سياق اخر شرع برلمان اقليم كوردستان قانونا اعتبر فيه ان ما حصل للايزديين في شنكال على يد تنظيم داعش الإرهابي هو ابادة جماعية ( جينوسايد ) .
بالتوازي ماذا فعلت الحكومة العراقية .. فبدلا من ان تدعم الحكومة العراقية حكومة الاقليم لايواؤها النازحين عمدت على قطع ميزانية الاقليم ، ولم تقم وزارة الهجرة والمهجرين باي التزامات تجاه المخيمات وتنصلت من مسؤولياتها بدواعي وحجج واهية
ولم تدعم حكومة بغداد ووزارتها مخيمات النزوح باي شكل ولم تبذل اي جهد في تحرير مختطفة ايزيدية واحدة على الرغم من المنشادات العدة والعديدة .. لم يعترف البرلمان والحكومة العراقيين بما حصل للايزديين على انه ابادة جماعية ولحد كتابة هذا المنشور ..
بعد تحرير شنكال
حين حررت البيشمركة وباشراف مباشر وقيادة السید مسعود بارزاني وضع سيادته وبالتنسيق مع حكومة الاقليم خطة متكاملة للعودة الامنة كان ابرز نقاطها هو عدم السماح في عودة من تلطخت ايديهم في دماء الأيزديين أو ممن سهلوا وساندوا باي شكل من أشكال تنظيم داعش الإرهابي في احتلال مناطق الأيزديين وخطف وسبي نسائهم ، اعادة اعمار شنكال كانت من الأولويات ، انهاء ملف النزوح ، ادارة قضاء شنكال امنيا وعسكريا واداريا من قبل ناسها واهلها ، اخراج جميع وكل اشكال المظاهر المسلحة .. وعلى المدى الاخر تحويل شنكال الى محافظة يقرر ناسها واهلها مصيرها واين وكيفما تتبع .
كانت تلك خطة حكومة اقليم كوردستان وخطة الحزب الديموقراطي الكوردستاني وفي هذا الصدد علينا ان نشيد بتضحيات البيشمركة واولائك الشهداء الابرار الذين قصموا ظهر داعش واسطورته الزائفة ومما يؤسف له عدم دعم الحكومة العراقية البيشمركة ولو بطلقة واحدة ولا باي شكل من اشكال الدعم في الوقت الذي كانت ترسل ميزانية ورواتب من بقوا مع داعش وساندونهم ووفروا لهم الملاذ الامن .
وللاسف بعد احداث خيانة السادس عشر من اكتوبر وسيطرة الحكومة العراقية ومجاميع وفصائل مسلحة على شنكال ماذا حدث وكيف آلت اليه الأوضاع..
1- انتشرت المظاهر المسلحة بشكل كبير وواسع
2- تنصيب ادارة غير شرعية لا تملك صلاحيات ادارية
3- تسهيل عودة المجمعات والقرى العربية المجاورة ممن كان لهم دور فيما حصل لشنكال من ابادة وكارثة
4- ازدياد عمليات الخطف للنساء والأطفال
5- تجنيد الاطفال والنساء من قبل مجاميع مسلحة نصب نفسها وصية على شنكال وفرضت اجندتها الخاصة .
6- عقدت الادارة الغير شرعية والفصائل مهام المنظمات الدولية التي جاءت وعملت من اجل اعادة اعمار شنكال
7- وفي الاونة الأخيرة وفي تحد صارخ عملت الحكومة العراقية على عودة عوائل الدواعش في مخيم الهول واسكانهم في مخيمات محاذية قريبة من شنكال دون اي اعتبارات ..
والاهم من كل تلك النقاط المذكورة اعلاه .. ماذا فعلت الحكومة العراقية من اجل تطبيق اتفاقية شنكال ، تلك الاتفاقية التي وقعت بين الحكومة العراقية وحكومة اقليم كوردستان وباشراف دولي اممي مثلت خارطة طريق واضحة وصريحة من اجل انهاء ملف النزوح والعودة الامنة لشنكال تنص بنودها على تطبيع الاوضاع اولا وانهاء كل الاشكال والمظاهر المسلحة وعودة الحكومة المحلية الشرعية لحين اجراء انخابات يقرر فيها اهل شنكال من يدير امورهم وشؤونهم والاهم من ذلك مسك الملف الامني في الداخل من قبل اهل شنكال انفسهم .. فماذا فعلت وماذا عملت الحكومة العراقية في تطبيق تلك الاتفاقية ، حقيقة لم تحرك ساكنا وبالعكس دعمت ماديا وعسكريا مجاميع مسلحة من خارج الحدود واصبحت شنكال اليوم مرتعا للعديد من الفصائل وساحة لتصفية حسابات دولية واقليمية ..
الهجرة الايزيدية اسبابها وتحدياتها ..
تتواصل يوما بعد يوم وفي وتيرة متزايدة هجرة ابناء المكون الايزدي الى خارج الوطن وهنا علينا ان نقف عند بعضا من هذه الاسباب ..
1- فقدان الثقة في العودة لما تشكله الفصائل المسلحة من تحد كبير وهاجس وخوف عال ، ما دفع الآلاف وبما يقارب ال ( 300000 ) ثلاثمائة الف نازح ان يفضلوا العيش في المخيمات على للعودة
2- عدم تطبيع الاوضاع الادارية والامنية والعسكرية
3- عدم إعادة إعمار البنة التحتية منذ أكثر من 8 سنوات على تحرير شنكال
4- عدم اعادة اعمار البيوت المهدمة والمحروقة وتعويض ناسها وأهلها على ما لحق بهم من اضرار
5- توفير الخدمات الاساسية
6- توفير فرص عمل وتعيينات للخريجين العاطلين عن العمل وهم بالآلاف ..
7- محاولات التغيير الديموغرافي
8- يعتبر العديد من اهل شنكال ان الابادة لم تنتهي وهي مستمرة .
هنا لابد لنا من الاشارة الى ان شنكال تمثل عمق الأيزديين الاستراتيجي وتاريخ آباءهم واجدادهم ونسبة شنكال بالنسبة للايزديين عموما تقدر ب 70% من مجموع الأيزديين ، وعند الحديث عن هجرة الأيزديين بالطبع هناك هجرة من باقي مناطق الأيزديين ولكنها باتت محدودة اليوم قياسا الى هجرة اهل شنكال واسبابها تختلف كليا وجذريا .
احصائية المديرية العامة لشؤون الايزديين ..
1293 تم قتلهم في شنكال اثناء الابادة
6417 مختطفين ومختطفات غالبيتهم من النساء
3530 تم تحريرهم
2887 مصيرهم لا زال مجهول في عداد المفقودين
2745 من خلف احتلال شنكال من اطفال يتامى ..
تدمير 80% من البنة التحتية
تدمير وحرق 70% من بيوت الأيزديين
مما تقدم وبشكل ملخص على الحكومة العراقية الإسراع والعمل الجاد على تطبيق اتفاقية شنكال وتطبيع الأوضاع وانهاء كافة أشكال المظاهر المسلحة وان تخطوا خطوات من شأنها طمأنة المواطن الشنكالي وتوفر له الارضية المناسبة والظروف الملائمة للعودة
وعلى حكومة اقليم كوردستان ان تعمل بشكل متوازي وان تضغط على الحكومة العراقية في هذا الصدد وعلى حكومة اقليم كوردستان ان تعمل ايضا على تشجيع الشباب الايزيدي في البقاء في ارض الوطن سوءا في شنكال او باقي المناطق الكوردستانية من خلال توفير التعيينات وتوفير فرص عمل حقيقة وان تولي اهتماما اكبر وأوسع في مناطق الأيزديين في مختلف الجوانب والمجالات .. دعم الشباب في جوانب عديدة منها تسهيل افتتاح منظمات المجتمع المدنى ومراكز ثقافية واشراكهم في الاتحادات والنقابات المهنية ، ايضا على حكومة اقليم كوردستان ان تمنح الايزيبن على اعتبار انهم مواطنيها الاصلاء مناصب حكومية ودرجات وظيفية عالية سوءا ضمن حصتها في بغداد او ضمن دوائر ووزارات حكومة اقليم كوردستان .. الايزيديون ومنذ العام 2003 اثبتوا ومن خلال جميع المحافل انهم مع حكومة اقليم كوردستان ومع توجهات وتطلعات الحزب الديموقراطي الكوردستاني بالذات وهنا يقع على عاتق الحزب والحكومة الاهتمام وبشكل اكبر بابناءهم وشعبهم الاصلاء الكورد الايزديين ..