خلال حديث ودي سابق مع مسؤول عربي مرموق .. تحدث عن العمل القطري الكبير الذي يذهب إلى طلب استضافة كاس العالم 2022.. هو بدوره حيّا هذا الأمر ووجد في القطريين قدرة وإرادة صلبة جدير بأن تلقى ما يسرها من حيث إسناد المهمة لهم.
ترأى لي هذا الأمر وأنا اقرأ عن لجنة الفيفا التي ستحضر خلال هذه الأيام إلى الدوحة لاستعراض المنشآت وكل ما يذهب إلى الملف القطري.. وأجزم كما غيري ممن أطلعوا على ماهية الملفات أن لدى قطر شأنا تنظيميا كبيرا .. منشأت ومواصلات وتنقلات وسهولة ويسر .. وأمن وأمان .. والأعظم مدينة مكيفة على أحدث طراز.
إذا من خلال مقومات العمل التنظيمي والجودة فيه .. فلا شيء يعي القطريين .. لكن ماذا عن فرسان تنفيذية الفيفا .. وهنا مربط الفرس .. فمنهم وخلالهم .. أشد ما نخشاه ان يكون لعواطفهم ميل .. وهم الذين اؤتمنوا على عملهم .. كيف لا.. والتاريخ يشهد على هذه العواطف ويقرها.. وهنا جدير أن نحذر من الإلتواءات والتوجهات .. بل والعنصريات.. لأنه والحق أحق أن يقال إن الملف القطري من التكامل ما لا تجده في ملفات أخرى أرادت التنظيم.
ثمة أمر مهم في طلب التنظيم وهو ما بدأ يردده بعض الأوروبيون المتنطعون .. من اولئك الذين لا يرون كمالا إلا لديهم .. وهو ما يذهب إلى الأجواء .. وسخونة شهري يونيه وجولاي في منطقة الخليج العربي .. موعد كاس العالم .. يرددون ذلك وهم يدركون تماما العمل القطري الخلاق الذي سيفضي إلى أجواء مناسبة داخل الملاعب وخارجها .. وهو ما يدحض حججهم ويبليها .. ولعل هؤلاء نسوا وتناسوا مونديال أمريكا 1994 .. رغم أن ما سيتم في الدوحة سيكون أفضل من الناحية التقنية والأجوائية .. فلن تكون هناك مباراة درجة حرارتها نحو الأربعين درجة .. كما حدث في لقاء السويد والسعودية في ربع النهائي للبطولة المذكورة .. و غيرها من المباريات.. أيضا هل نذكّر بجنوب أفريقيا هذه البطولة القريبة زمنا ودرجات الحرارة التي اقتربت كثيرا من درجة التجمد.
الشاهد وهو ضمن الأكثر أهمية أن مونديال قطر سيتيح لحاضريه فرصة مشاهدة كل المباريات مباشرة من الملاعب .. وهو ما لم يحدث من قبل وحتى تنظيم مونديال 2022 .. فأي فرص هي التي تقدم .. أوليس مثل ذلك جدير بأن يمنحها التنظيم.
في الأخير كان لرئيس الفيفا السيد جوزيف بلاتر مقولة رددها كثيرا خلال حديث تلفزيوني مطلع العام الجاري مع كاتب هذه السطور.. فحواها .. إن دعمه اللامتناهي لملف جنوب أفريقيا لتنظيم كأس العالم كان لأجل أهداف عالية القيمة .. من أهمها منح القارة السوداء تطلعات أكبر .. وبما يساهم في رقيها ورخائها.. هنا أقول للسيد بلاتر ألا يستحق الشرق الأوسط ذلك؟ ,, أوليس في ذلك دعم للاستقرار الأمني فيه .. نحن نتوقع ذلك لأن المونديال سيكون حاضرا إن شاء الله في بلد لا يصنف فقط على أنه من أكثر بلدان الشرق الأوسط أمنا واستقرارا فقط.. بل من أكثر بلدانا العالم رخاء واستقرارا وأمنا ونسبا أقل في حدوث الجريمة، وعليه ستكون رسالة هذا البلد أوقع وأكمل لأجل شرق أوسط أفضل.
مدير تحرير جريدة الشرق الأوسط alosaimi@asharqalawsat.com
"نقلا عن صحيفة الشرق الأوسط اللندنية"