نظرة الامس وقراءة اليوم (التأريخ ) وما يكتب بأسمه ..!!
عبدالله عباس
نظرة الامس وقراءة اليوم (التأريخ ) وما يكتب بأسمه ..!!
(1) وصف التأريخ
وصِفَ التأريخ في الوثائق المكتوبة بأنه :
هو توثيق وكتابة وتحليل الماضي ‘ ويوصف الاحداث الحاصله قبل ظهور الكتابة بـ( احداث ما قبل التأريخ ) ‘ وجاء كذلك في المصادر العلمية وصفه بمايلي :
أن التأريخ من جانب رواية الاحداث وتحليلاته العلمية هو : سلسلة احداث من الماضي ادخلت نتائجه في اطار وقام المؤرخون وبهدف تسليط الضوء على جوانبه الايجابية طريقا للتوجه نحو المستقبل ‘ وهناك كذلك وثائق تتحدث بشكل غريب نوعاما جدير بالتعجب (من نظرتنه العصرية ..!!) حيث يقول (هيرودوت ) المؤرخ اليوناني في القرن الخامس قبل الميلاد والذي يلقبونه البعض بـ(أب التأريخ ) والاخرين بـ (أب مؤلف الاكاذيب ) ...!!
ولكن ‘ عندما نأتي على القراءه بالنظرة الانسانية ‘ نرى أن تعريف التأريخ كما هو موجود في المصادر العلمية الحرة شيء و قراءة المراحله الواقعية التي صنعها الانسان في فترات وجوده بالتسلسل شيء اخر ‘ وهناك مثل قديم يقول :
( لاجديد تحت الشمس وأن كل أتي جديد هوناتج عن تفكير بدء من قبل ويتم صناعته بشكل ملائم لظرفه ..! ) كل حدث جديد من إفراز مشكله سابقه ‘ يظهر بمظهر جديد وكل النظريات الجديدة هي نفس سابقتها يجرى العمل بها حسب التوجه الملائم لمرحلة ‘ وما يحدث بين الناس من مظهر : معانات المعدة من الجوع و عصر الهظم من الطمع ‘ هي معاناة قديمة قدم الحياة البشرية منذ فجر التاريخ بدأت منذ صراع الاول بين (قابيل )و (هابيل )
( 2) ماذا يسجل التأريخ ..؟
كل شيء ملموس في حياة البشرية ‘ عندما لايبنى على الاساس متين ‘ وعندما لايكون اول خطوه تبدا بوعي وحساب دقيق ‘ من المستحيل ان نجني ناتج جيد وإيجابي ‘ فهذا هو اساس الصراع الذي يبدأ ضمن مسيرة الحياة و هذا هو مايسجله التأريخ ‘ تباين في القول او كتابة الحقيقة في مراحل الحياة البشرية ‘ ينعكس بوضوح في مسيرة الصراع ومن الصعب اخفائه ‘ جانب الصعود نحو العلى وتمجيد المراحل الذهبية في صفحات التاريخ وتخليد أبطاله ( بغض النظر عن نية البطل في دواخله الانسانية ) ‘ يصدم في التأريخ وبشكل شبه مطلق في بعض الانعطافات بعقدة ضياع الفرص أو عكسه في صنع التأريخ عندما يستغل طرف الصراع عقدة الفرصة لاختيار القوة في الحسم يحدث الكارثة لايرويه التاريخ كل مرة بمصداقية لتكون درسا لماياتي بعد الكارثة ..!
(3) اب الاكاذيب ام تراجيديا الانسان ؟
بغض النظر عن كل التحليلات المتناقضة بعضها مع الاخر حول التأريخ ‘ هناك أيضا وجهات نظر مختلفة ضمن مسيرة ديمومة الحياة التي يهدف الانسان ضمن ضمان استمراريتها ‘ حيث أن الصور المؤثره في المسيرة التي بنتها البشرية من جانب تأثيرها الايجابي على الجانب الاخر ‘ في مواجهة العكس ‘ أي تأثيرها السلبي الذي من الممكن أن ينقلب نتائجه المرجوه مما يدفع بدخول الشك في الاختيار الاخير ومن الممكن والحال هذا ان يروي التأريخ الحدث بعكس الحقيقة ‘ لان من يروي التأريخ ( في حينه ..!!) كمادة مؤثرة في استمرارية ( سير قافلة البشر لحين يعلمه الله ) له غريزة الانانية تجاه صنعته (أي كتابة التأريخ ) .
استوقفت امام مشهد فني لعمل تأريخي في مسلسل (هارون الرشيد) وهو انتاج مصري يظهر فيها (مؤرخ خبير ) وهو (معادي في داخله لحكم هارون ) مكلف من السلطة بالاشراف على توثيق احداث تلك المرحلة ويعمل في معيته مجموعة كتبه ‘ يظهر في المشهد وهو جالس ويرد للكتبه الاحداث ليوثقوهه ‘ اتذكره جيدا قال : اكتبوا : فكان لابن خليفه هاورن الرشيد (فلان ) تسعة وتسعين جارية ...! فيدفع الفضول باحد الكتبه ان يقول للراوي : ولكن سيدي عمر الغلام ابن خليفة الان سنتين فقط ؟ فيسكت الراوي كاتب بالعصبية معترفا : اسكت انت ‘ نحن نوري التأريخ ليقرأ بعد مئات السنيين ...!!!!
تسأل مشروع بمعنى : من أين تاتي نظرة الشك الى التأريخ ؟ هل هو ناتج طمع البشر (اوغريزة سلبية في نفسه ) يعمل دون وجهة حق عندما يكون قوي ليسجل التأريخ امجاد له دون وجه الحق ؟
أما فيما يخص تفكيرنا الانساني الحالم وكما يقول (مارك توين –كاتب الامريكي الساخر ) : ان الذين يحلمون بالحرية ‘ هم ضد اثارة الفوضى ‘ بل هم اناس ينظرون ويتأملون الى المطر ولايستويهم الرعد ..!!) ويبدوا ‘ والله أعلم ‘ ان مسيرة التأريخ ولحد الان تسير وبرعاية اصحاب القوة على نهج يشجع الفوضى ورعب الرعد ‘ لذا اميل الى الغفران لاول من سمى (أبو التأريخ ) بابو الاكاذيب ...!!!
• والقول الاخير : يرى ارسطو مؤسس فلسفة الغرب أن التراجيديا عبارة عن دفع كل حركة بأن تتجه من الاتجاه الايجابي الى الاتجاه السلبي السيء لان ذلك مطلوب لاثارة الشعور والاحساس والعواطف