خلافة نادي المنصور وأدارته
ياســر القيسـي
بغداد – 24/8/2023
[size=32]خلافة نادي المنصور وأدارته[/size]
كنا صغارا ثم مراهقين وقد غدونا شبابا ثم رجالا وفي كل مرحلة كان نادي المنصـــور يحتل حيز كبير من حياتنا اليومية ولكل مرحلة كان في نادي المنصـــور أرقى وأفضل وأحسن ما يؤنسنا ويرفه عنا من مسبح او ساحات تنس او سينما صيفي...الخ وفوق كل هذا كانت هنالك عينة المجتمع العراقي وعوائله وشخوصه، مما وفر أفضل الصحبة وأعز الأصدقاء.
عندما بدأت شمس نادي المنصور بالأفول ولعدة أسباب لست في صدد سردها في هذا المقال، بدأت شمس نادي الصيــد بالسطوع! بدأ نادي الصيد في حديقة بثلاث او أربع طاولات "مراجيح" يرتادها رجال الدولة ويخدمهم السيد صبري واخوه والذي صار فيما بعد متعهد النادي. ثم على أنقاض متعمدة لنادي المنصور بدأ تألق نادي الصــيد ولكن شتان بين هذا وذاك فبالرغم من أحلام اهل نادي المنصور بحلول نادي الصيد محل بيتهم الثاني الذي هدم، وبالرغم من توفير رجال الدولة لنادي الصيد كل أسباب التقدم والرقي الا انه ظل يجري في ظل نادي المنصــور واحلام اهله التي لم تتحقق في نادي الصيد ولسبب بسيط هو ان نادي المنصــور لم يكن نادي بل كان عائلة كبيرة حتى بنادليها ومتعهدها بل حتى حارسها...! أهالي نادي المنصور لم يكن لهم بعد نادي المنصور منشأ يأوون اليه سوى نادي الصيد وقد تم قبولهم لا اقول جميعهم بل معظمهم منهم من قبل بواسطة وآخرون قبلوا على استحياء وكيف لا وهم من عينة أهالي بغداد، وقد كان حسنين وعائلته ووالده رحمه الله من الأفراد المعروفين في عائــلة نادي المنصور ثم بعد زواجه تقدم للانضمام لنادي الصيد وقد كان والدي الله يرحمه واسطته للقبول في نادي الصـــيد ولا أذكر التاريخ ولكن أتصور انه في الثمانينات.
غدا انتخابات الهيئة الإدارية لنادي الصيد ولهذا النادي قصة أخرى بعد 2003 ...!! بعد دخول المحتل تم الاستحواذ على نادي الصيد من قبل المرحوم أحمد الجلبي ومسلحين تابعين له كونه نادي الحكومة في الزمن السابق، وطبعا لا أحد ينكر سيطرة رجال الدولة في الحقبة السابقة على النادي ويكفي ان نطالع الهيئات الأدرية التي ادارت النادي ومنذ بدايته، الا ان ما فات الأمريكان والسيد الجلبي فأن القانون ينص على ان سند طابوا النادي والأرض والإنشاءات المقامة على هذه الأرض هي ملك للهيئة العامة للنادي وهم كل أعضاء النادي..
والدي المرحوم طه القيسي وعصابة المتقاعدين كان لا يحلو لهم القشبة والحديث والتحليل الا في المسبح المغلق ثم تنتقل القشبة على الحكومة وتحليل الكارثة التي حلت بنا الى الساونا حيث لا يمكن تسجيل حديثهم كون خيرهم يتوزر بالمنشفة ولا مجال للتسجيل وهجمان البيوت لعدم امكانية دخول الخلوي بالرغم من ان الساونا يوفر لهم الأمان من الاتصالات اللاسلكية حيث يقبع الساونا تحت مستوى المسبح...! كانت تلك اللقاءات مصدر لهو ومتعة شياب المنصور تقريبا الوحيدة خصوصا بعد الاحتلال ومصادرة الجلبي للنادي كان يثير حنقهم ويحول اتجاه قشبتهم من على الحكومة الى قشبتهم على الجلبي...!!
في أحد أيام تموز على ما اذكر قرر ابي وثلة من شياب المنصور الذهاب للجلبي لانتزاع ناديهم منه، وارسل في طلبي ليبلغني بالذهاب الى حسنين الأخ والصديق لكي يتفق مع الجلبي على موعد ليقابلوه ويتكلمون معه حول احقيتهم بالنادي كأعضاء للهيئة العامة.
سمعا... وطاعة... ركبت سيارتي وذهبت الى بيت أبو فيصل (حسنين) او "حسونتي" كما كنا نسميه تيمنا بتسمية العلوية والدته رحمها الله.. وبمجرد وصولي وصف سيارتي امام بيته خرج مسرعا ليقول لي "أي... الله جابك...! الأن جئت من عند الجلبي وأبلغني بانه مستعد لتسليم النادي ولكن على حسنين واهل المنصور وخصوصا بواقي نادي المنصور وسأسميهم "x نادي المنصور" تشكيل هيئة اداريه جديدة لاستلام النادي. وعلى هذا الأساس كان اول اسمين أنا وحسنين ثم توالى مفاتحة وانضمام الأخوة والذين اذكر منهم قصي البلداوي وعمر الألوسي واخرون تخونني ذاكرتي المتعبة من تذكرهم الا أنني اذكر التفاته وطنية وإنسانية رائعة من أبو فيصل أذا كان اول اجتماع بوجود كافة أعضاء الهيئة الإدارية السابقة أي قبل الاحتلال، يعني خيرهم مجتث حتى النخاع، وقد خيرهم بين الانضمام بكامل عضويتهم كأعضاء مجلس أدارة والعمل معنا لأعاده النادي لعمله في خدمة الأعضاء او الاستقالة، وفعلا أنضم معظمهم للهيئة الإدارية الجديدة ويا ليت شعري لو عمل بهذا النفس الجلبي وكل أعضاء الحكومات والسياسيين لما استولى السراق وعديمي الضمير مقاليد الحكم.
وهكذا استلمنا نادي الصيد خربة لا يعمل فيه تبريد ولا تشتغل مولدة ولا تستقيم فيه نافذة او باب! وقد كان من حظ النادي اننا كنا عاطلين عن العمل ومتفرغين أضافة الى وجود مبلغ من المال لا بأس به في المصرف لصالح النادي. وبدأ الشروع بأعاده بناء وتأهيل النادي وبهمة ونزاهة عالية سواء من أعضاء الهيئة او موظفي النادي وعلى رأسهم المرحوم عدنان المشهداني مدير النادي والمرحوم أبو زهير (هكذا اذكر كنيته فقط) مدير الحسابات ولؤي موظف الحاسبة...الخ والذين ناضلنا وبالخصوص أبو فيصل في ان لا تطالهم يد الاجتثاث او المحاصصة التي دمرت مؤسسات الدولة لنشهد لهم بالنزاهة والعمل الجاد والمخلص. ثم تم التحضير لأول انتخابات حقيقية لهيئة ادارية وكان لي الشرف في الفوز بها.
توالت الانتخابات وأستمر حسوني وقاوم أيام الطائفية والتي خلا فيها النادي حتى من القطط وهدد وجود النادي الحالة الاقتصادية المزرية التي وصل اليها النادي وعجزه حتى عن تسديد رواتب الموظفين، وأسجل هنا الموقف الوفي والوطني في تحمل الموظفين هذه الحالة وأثبت حسنين ونحن صحة موقفنا في منع وصول يد "الاجتثاث" او "المحاصصة" او "الاستحقاق الانتخابي" وانا اسميها (معاول الهدم) الى موظفينا ولو وصلت هذه المعاول لبيع النادي "تفصيخ" مثل ما بيع مصفى بيجي والوطن اجمعين...
هذه ليست دعاية انتخابية لحسنين لأن شهادتي فيه مجروحة ولكن ما ورد أعلاه تاريخ وأدراه وتصرف وقرار يصلح لأن تقتدي به الدولة العراقية كمثال لمجتمع عراقي وإدارة وحكومة كان همها البناء بدون احقاد ومرحب بكل شريف نزيه ولو كان بعثيا وبعدا لكل سارق حاول التسلل منذ ذاك الحين ولم يستطيع لأننا لم نسمح لتلك التسميات والمعاول التي هدمت العراق بالتسلل الى ادارتنا (حكومتنا).
قال لي بعض القائلين بكلمات الحق التي يراد بها الباطل ان حسنين مثل الحكام العرب ما ينقلع من الكرسي ...!! ولعمري...مرحبــا ببقائه ... ماهي اخطاءه؟ ماهي مواقفه؟ هي ليست لعبه بل هي ضرورة وتسجيل لمواقف يدان عليها الأنسان او يشكر، هي قرارات يشكر عليها ليبقى او ينتقص منها فيتنحى، وأنني لن اسمح لحسنين بمغادرة الكرسي الذي بنيناه الا بعد ان يضمن أن يتركه لمن يعمل بتلك المبادئ والحب والفروسية وبدون احقاد او تمييز.
أتعلمون بأنني بعد هذا كله لا اتفق مع حسنين ببعض القرارات بل اتشاجر معه ولكنها قرارت فرعية قد تتعلق بنوع البناء، ضرورته، المساحات الخضراء، سياسة قبول الأعضاء .... الخ من نقاط الاختلاف التي لا تفسد للود قضية ولا تمس بأساسيات العمل...
ان شاء الله تعمل الدولة بنموذج الهيئة الإدارية التي اسسها حسنين وزملاءه سواء من أعضاء X"-نادي المنصور" اومن أعضاء الهيئة الإدارية السابقة المجتثة حتى النخاع...َ!