علاء بشير .. الطبيب الذي حنث بالقَسَم وتجسّس على صدّام حسين!!
أحمد العبدالله
علاء بشير..الطبيب الذي حنث بالقَسَم وتجسّس على صدّام حسين!!
أسهل أنواع الكذب, هو الكذب على الأموات, فكما يقول المثل الشعبي؛(إذا كذبتَ .. فأبعد شاهدك)!!, وليس هناك أبعد شاهدًا من الموتى. ويستمر المسلسل(الهندي)بنشر كتب صفراء فاقع لونها ولا تسرّ الناظرين, فما دام هناك مغفّلون يحبّون من يضحك عليهم بالأكاذيب والترّهات, ودور نشر تدفع بسخاء لكتّاب من الدرجة العاشرة, للفوز بالشهرة السريعة, على حساب الحقيقة, وقنوات تعتاش على الفضائح والأكاذيب, فإن هذا المسلسل الهزلي سيبقى مستمرًا,(والحسّابة بتحسب)!!. ومن تلك الكتب الصفراء, كتاب الدكتور علاء بشير(كنتُ طبيبا لصدام), والذي نزل للمكتبات بعد احتلال العراق بقليل, وبعدة لغات. فالمؤلف في عجلة من أمره ولا يريد أن(تفلت)من بين يديه وفكّيه هذه الفرصة الذهبية, التي(تكسّب ذهب)!!.
ومما يثير السخرية إن المؤلف أنكر صلته بعد مرور سنوات بالكتاب المتخم بالإفك والسفاسف, وفيه هتك لأسرار مرضاه الذين عالجهم, بشكل لا يليق بطبيب مؤتمن عليها, ويخالف قسم(أبو قراط), الذي صدّعوا رؤوسنا به. وزعم إن الناشر قد أستغفله وأضاف إلى أصل الكتاب الكثير من القصص الخيالية, والتي من دونها لن يغري الزبائن الباحثين عن الفضائح, وليس الحقائق, باقتنائه, في زمن(اكذب أكثر, تكسب أكثر)!!. ولكنه كان كالذي استجار بالنار هربًا من الرمضاء. فلا يمكن للناشر أن يورد تفاصيل دقيقة يجهلها, لو لم يروِها له هذا المؤلف الأفّاك؛تحريريا أو شفويا. وبعد أن كان خوّانًا, صار أيضا كذّابًا!!, ولو سكت لكان خيرًا له.
وهذه البراءة,(بعد خراب البصرة), ليس بسبب يقظة(ضميره), وإنما خوفًا من أن يرفع المرضى الذين فضحهم, دعاوى ضده أمام المحاكم الأوربية, حيث يقيم, والتي لا تتهاون في هكذا قضايا. ولكن بعد شيوع تلك الأكاذيب واعتبارها لدى الكثيرين, حقائق لا يرقى إليها الشك!!. وكذلك بعد أن اكتنز الكثير من رُزم الدولارات الخضراء, تلك الدولارات التي قبض منها الكثير أيضًا من(أعطيات الرئيس)وهداياه الثمينة له. ولكن بعد أن دارت الدائرة, انقلب(الطبيب)على عقبيه, مُدّعيًا(المظلومية)!!, وأَدار لصاحبه ظهر المِجَنّ!!. فالمهم عنده هو(من يدفع أكثر)!!, وهو المعروف بالجشع والطمع وشراهته للأموال.
إن المطّلعين والقريبين من كواليس وزارة الصحة يعرفون جيدا إن(علاء بشير) كان من المقرّبين للرئيس صدّام حسين, بل كان من(المدلّلين)خلال العقدين الأخيرين من حكمه, ولا يستطيع أحد, ولا حتى وزير الصحة(أوميد مدحت مبارك)أن(يتحرّش)به!!, وكانت له سطوة في أروقة الوزارة, وكلمته لا تُردّ. وكان صدّام حسين يقابله ويغدق عليه الامتيازات, بصفته طبيبًا وفنانًا أيضا. وهو الذي صمّم(نصب اللقاء), والذي تم تنفيذه ونصبه في أحد أهم التقاطعات في جانب الكرخ من بغداد, وتمّت إزالته بعد الاحتلال. ووفقًا للمصمّم(علاء بشير), فإن النصب؛(يجسد حالة التلاحم والتفاف الشعب حول القائد صدّام حسين)!!.
وقد أمر الرئيس صدّام حسين بإنشاء وتجهيز مستشفى الواسطي للجراحة التجميلية, وتعيينه مديرًا لها. وكان كثير الإيفادات الخارجية على نفقة الدولة لحضور مؤتمرات طبية أو المشاركة في معارض فنية, حتى في ذروة سنوات الحصار على العراق وشحّة موارد البلاد المالية. كما كانت علاقته في الظاهر, حميمة جدًا مع برزان التكريتي وتعود لمطلع الثمانينات أو قبل ذلك, وكان برزان يصفه بأنه(رجل بمائة رجل)!!. ولكن بعد احتلال بغداد وانهيار النظام, سعى برزان للاختفاء في بيته لبضعة أيام حتى يدبّر أمر خروجه من العراق, ولكن(أبو الميّة)هذا, رفض أن يضيّفه, وتنكّر لربع قرن من(الصداقة)!!.
فما سرّ هذا الانقلاب السريع, بل والتشنيع على من كان لهم أفضال كثيرة عليه؟!. لا يمكننا أبدًا أن نجد تفسيرًا مقنعًا لهذه الحالة التي ينفر منها الإنسان السوي, الذي لديه أدنى حد من الخلق الوفاء, دون أن نتعمّق في عقيدته الباطنية التي تربّى ونشأ عليها, والتي يغلّفها بـ(التقية). تلك العقيدة التي تقوم على بُغض(المخالف)ووجوب بهتانه والافتراء عليه.
كما ورد في روايات كثيرة تغصّ بها كتبهم, كهذه الرواية للـ(خوئي)؛(ثبت في الروايات والأدعية والزيارات جواز لعن المخالفين ووجوب البراءة منهم، وإكثار السب عليهم، واتهامهم، والوقيعة فيهم: أي غيبتهم، لأنهم من أهل البدع والريب. بل لا شبهة في كفرهم)!!!.
ولكن الجديد في هذا الموضوع, هو ما كشفه مؤخّرًا مرافق أحمد الجلبي, المدعو(صباح نوري إبراهيم)الملقب بـ(أبو دلف)من معلومات خطيرة, والذي قال؛ بأن علاء بشير كان يتردد على الجلبي في مقره في المنصور(البيت الصيني) بعد احتلال بغداد مباشرة, ومن خلال كلامه معه, عرف إنه كان يلتقي بالجلبي خارج العراق خلال سفراته قبل 2003, وإنه مكلّف بالتجسس على القيادة العراقية, وإيصال كل ما يحصل عليه من معلومات وأسرار للأمريكان عن طريق الجلبي. وقد تمكن خلال إحدى سفراته الخارجية من تهريب الملف الصحي للرئيس صدّام حسين المحفوظ في مستشفى ابن سينا الرئاسي, حيث كان علاء بشير أحد أطبائه!!.