عبد الناصر لقد كنت فلسطينيا أكثر منهم / عدنان أبو شومر
في صباح يوم الثلاثاء الموافق 28/9/1970 ... ذلك اليوم الحزين الذي أعلن فيه عن وفاة الرئيس المصري جمال عبد الناصر.... خرج الملايين من الشعب المصري الشقيق إلي الشوارع والساحات العامة في كافة المحافظات ومعهم الجماهير العربية في كل العواصم والمدن... حتى الشعب الفلسطيني ورغم الاحتلال خرج عن بكرة أبيه في الأراضي المحتلة كلهم يبكون هذا الزعيم الراحل ويهتفون باسمه... رحل عبد الناصر ورحل معه حلمه في الوحدة والتحرير.. فلا الوحدة العربية حصلت ولا تحرير فلسطين قد تحقق ...والأمة العربية أدخلتها قياداتها الحالية إلى دهاليز الأقلمة وزواريب الصهينة والأمركة... الواقع العربي اليوم مثقل بالهزائم ونكد الحياة ومرارة العيش... أكثر من يعيش الهم والمرارة هم الفلسطينيون بوجه عام والغز يون بشكل خاص، كيف لا... وقد حققت حماس في الحرب الأخيرة على غزة انتصارا مظفرا أطلقت عليه يوم الفرقان حيث حررت حماس السماء والأرض والإنسان ... وفكفكت الحصار وأجبرت الإحتلال على إعطائها هدنة مفتوحة قد تستمر لستين عاما قادمة.. وفتحت المعابر وأدخلت كل المواد التي لها علاقة بالإثمار.. كل ذلك بدون مقابل من طرفها... لأنها انتصرت !!! وآن الأوان لأن يدفع الفلسطينيون في القطاع فاتورة انتصارها .لقد ابتليًّ القطاع بالاحتلال الصهيوني في الفترة ما بين 67 و 1994 بشكل مباشر حتى مجيء السلطة الفلسطينية بعد اتفاق أوسلو بشكل غير مباشر رغم كل المحاولات الهادفة إلى تزييف الحقيقة وإغراقنا في وهم الاتفاق الموقع....