ذكريات وحنين اليهود العراقيين الى بغداد في فيلم المطيرجي
علي المسعود
ذكريات وحنين اليهود العراقيين الى بغداد في فيلم المطيرجي
قصة اليهود العراقيين الذين أجبروا على مغادرة العراق لم تروى من قبل في السينما . في مارس عام 1950 صدّق البرلمان العراقي على قانون يقضي بالسماح ليهود العراق بالهجرة إن أرادو شريطة التنازل عن متلكاتهم وجنسيتهم العراقية . وقد سبق ذالك أحداث ( الفرهود) لممتلكات اليهود بعد الفوضى التي عمت العراق على إثر سقوط حكومة "رشيد علي الكيلاني" والتي انتهت في اليوم التالي، وقد تأثر المجتمع العراقي بشدة بمذبحة (الفرهود ) في يونيو 1941 ، عندما قتل عشرات اليهود العراقيين وجرح ألألاف منهم ودمرت مئات المنازل اليهودية ونهبت الممتلكات . وخلفت خسائر مادية وبشرية في صفوف اليهود واستحثتهم على سرعة الهجرة إلى فلسطين خاصة وقد تبع هذه الأحداث قيام دولة إسرائيل . كان للعقيدة الصهيونية العاملة على جمع الشتات اليهودي في إسرائيل دور في المبالغة في أظهار إضطهاد اليهود العراقيين وأغراءهم باللجوء الى أسرائيل وأعطاء حملتهم صبغة دينينة مقدسة حتى التسمية الرسمية التي انتشرت لعملية إجلاء اليهود العراقيين جواً إلى إسرائيل كانت تحت إسم (عملية عزرا ونحميا ) وهما من أنبياء بني إسرائيل، مما جعلت الداوئر الصهونية من هذه العملية عودة توراتية إلى القدس لإعادة بناء هيكل سليمان . مابين عامي 1950-1951 غادر ما يقرب من 130,000 يهودي العراق بعد أن أجبروا على المغادرة ، على الرغم /ن أنهم لم يرغبوا في مغادرة منزلهم،ولم يصدق الكثير منهم ببساطة أنهم سيضطرون إلى مغادرة بغداد . كانوا يعتقدون أنهم جزء أساسي من المجتمع العراقي، وربما كانوا كذلك . كان بعض من اليهود يساريين وثوريين شيوعيين وساهموا في الحركات التحررية لطرد الاستعمار البريطاني من البلاد . ومع ذلك ، فقد طردوا من الأرض التي عاشوا فيها هم وأسلافهم منذ آلاف السنين . على هذه الخلفية يتم سرد حكاية فيلم ( مطير الحمام ) عام 2013 ، أو " المطيرجي " باللهجة العراقية . الذي يكشف الأجواء السياسية والغليان الشعبي في فترة مهمة وحاسمة من تاريخ العراق ألا وهي مرحلة ألاربيعينيات والخمسينيات من القرن الماضي. الفيلم من تأليف وإخراج نسيم ديان ، استنادا إلى رواية للمؤلف اليهودي العراقي المولد إيلي أمير ( وداعاّ بغداد ) الذي هاجر من بغداد إلى فلسطين مع أسرته عام 1950 وله الكثير من الكتابات التي تنضح بالحنين إلى موطنه الأصلي . البطل الرئيسي في الفيلم المراهق ( كابي ) الذي يبلغ السادسة عشر من العمر . يحاول كابي التوصل الى مكان أعتقال عمه ( حسقيل ) الصحفي الشيوعي الذي أعتقلته الشرطة السرية بعد نشره مقال يهاجم فيه النظام الملكي وممارساته القمعية ضد الاحرار والمناضلين من أجل الحرية والأستقلال . لكن ( كابي ) يبدي تعاوناً مع أفراد الحركة الصهيونية التي تعمل على تشجيع أفراد الطائفة اليهودية في الهجرة الى أسرائيل .
ماذا هذا الحنين الطاغي لليهودي العراقي بعد أكثر من سبعين عاما على الرحيل؟ ، واي شيء يشدٌ يهود العراق إليه إلى يومنا هذا؟، فتراهم محافظين على لهجتهم وأغانيهم وعاداتهم وتقاليدهم وذكرياتهم في العراق وحتى ذكرى الاصدقاء والجيران الذين عاشوا معهم اياما خصيبة وعصيبة، وهم يتسقطون أخبارالوطن ويحزنون لمآسيه؟ .
ذكريات وحنين اليهود العراقيين الى بغداد في فيلم ( المطيرجي) الذي يستند على رواية الكاتب اليهودي العراقي الاصل "إيلي عمير " . ما ينفرد به هذا الشريط السينمائي هو لغته وكان ينطث ولاشك ان اكثر ما يميز هذا الفيلم أنه ينطق باللغة العربية وبالتحديد اللهجة البغدادية الفخمة واللهجة العامية الموصلية الجميلة . في أحدى اللقاءات التي استمتعت بها مع المخرج " إيلي عمير" ، يتحدث الكاتب عن حنينه الى العراق وكتابة لروايته يقول " أشتغلت عليها عشر سنوات متواصلة ليل نهار ، وأرتكزت على ذاكرتي حين كنت أرافق والدي في كل مكان من سباق الخيل وحتى سماع المقام البغدادي وحضور حفلات سليمة مراد وعفيفة اسكندر حين كنت صغيراّ " . وعبر عن حنينه الى دجلة والسمك المسكوف " " أريد أعاين أش صار من هذيك المكانات ، بارك السعدون أذا فضل منه شئ ، شارع غازي كنت أحبه و شارع الرشيد الكبير، وأذهب الى السينمات في وقتها ، الحمراء والزوراء والوطني لاازات كلها في بالي هذيك الايام ) ، ويصف نفسه "أنا يهودي أعيش قدماً بالشرق واخرى بالغرب ، وفي نهاية اللقاء بوجع يعبر عن حبه للعراق " لااستطبع ان أطلق العراق ، العراق هومسقط الرأس ، هو التربية والريحة والونس وما أقدر أنساها لبغداد ، يعني أحب العراق كوطن ، أول وطن " . عمد المخرج الى أن يكون حوار ممثليه بلهجة البغدادية هي لهجة عربية يتحدث أهالي بغداد وكان يتحدث بها يهود بغداد. تختلف هذه اللهجة عن اللهجة التي يتكلم بها اليهود في شمال العراق (اللهجة المصلاوية)، وهي لهجة اليهود في العراق قبل الهجرة إلى فلسطين، ومازالت على ألسنة اليهود ذوي الأصول العراقية إلى الآن، وقد بذل المخرج مجهودا كي يجد ممثلين يهود من أصل عراقي يتقنون اللهجتين . ترجمت أهوفا كيرين الفيلم إلى اللهجة العراقية . حتى الآن، لا يزال فيلم " مطير الحمام" هو الفيلم الأول والوحيد الذي يتم تنفيذه ويتحدث فيه اليهود العراقيين باللهجة البغدادية العربية .
قصة الفيلم
"مُطير الحمام" فيلم يعتمد على رواية بالاسم نفسه للأديب والكاتب الإسرائيلي العراقي الأصل "إيلي عمير" الذي هاجر من بغداد إلى فلسطين مع أسرته عام 1950، وله الكثير من الكتابات التي تنضح بالحنين إلى موطنه الأصلي، وازدادت شهرته في مصر تحديدا مع صدور ترجمة لروايته "ياسمين" عام 2007 التي قام بها الكاتب حسين سراج، الفيلم قام بأعداد السيناريو والإخراج له" نسيم ديان" ويتناول هذا الفيلم موضوعا مثيرا للاهتمام في فترة زمنية حرجة. وتستند الرواية والفيلم على هذه الأحداث التاريخية التي حدثت في نهاية الأربعينيات ومطلع الخمسينيات من القرن العشرين، حيث انقسم اليهود في العراق إلى فئتين، الأولى ناصرت الافكار اليسارية والشيوعية وتتمسك بالبقاء في العراق ( الوطن الأم) أرض المولد والحياة،والفئة الأخرى تحمست للفكرة الصهيونية التي روجت للهجرة إلى فلسطين باعتبارها الأرض الموعودة ووطن الآباء والأجداد الأوائل . فيلم " المطيرجي " يسرد قصة هجرة يهود العراق من خلال قصة حب جارفة بين البطل،"كابي" وهو فتى يهودي في السادسة عشرة من العمرو فتاة يهودية . وعلى خلفية التطوّرات السياسية يتمّ سرد قصة البطل الشاب وأسرته وقصّة حبّ المراهق "كابي" الذي لم تتحقّق ولم يكتب لها النجاح . يخوض الفيلم في النقاش الدائر منذ 60 سنة بين اليهود العراقيين أنفسهم من جهة وبين الرواية العراقية للأحداث التي جرت عقب سنة 1950 والتي أدت إلى هجرة 130 ألف يهودي من وطنهم، تاركين خلفهم أملاكا طائلة ومجدا عريقا . تَدُورُ أَغْلَب أَحْدَاث الفيلم والرِّواية في بغداد في سوق حَنون (الحي اليهودي) حَيْثُ تَفُوحُ رائِحة الخُبْز مِنْ مَخْبَز اليهوديّ (أبو صالِح). ويستذكر الكاتب «إيلي عمير» سنوات التي تعرض فيها اليهود العراقيين للأضطهاد والتشرد خَاصَّةً بَعْدَ أَعْمَال العُنْف المَعْرُوفَة بـ(الفَرْهُود ) . ويسلط الضوء على بغداد في نهاية اربعينات ومطلع خمسينات القرن العشرين حين إنقسم المجتمع اليهودي الى فئتين ، احداهما مناصرة للشيوعية والثانية للصهيونية . يظهر هذا الشرخ داخل عائلة كابي العماري ، بطل الفيلم اليافع البالغ من العمر 16 عاما. حيث تعتقل السلطات عمه " حسقيل العماري" الصحفي الشيوعي المناضل الذي ظل متمسكا بايديلوجيته الشيوعية للدفاع عن الطبقات المسحوقة من عامة الشعب على الرغم من خضوعه للتعذيب وفقدانه لزوجته الشابة راشيل . يأخذ الشاب كابي على عاتقه مهمة الوصول الى مكان توقيفه ، ومن جانب آخر ، يتعاون المراهق (كابي ) مع افراد الحركة الصهيونية التي قامت بتزويد الشبيبة بالسلاح للتدريب عشية إندلاع الحرب في فلسطين .
يصور الفيلم الأجواء السياسية والاجتماعية المتقلبة في العراق التي تركت بصماتها على اليهود في بغداد غداة أعمال العنف المعروفة بـ"الفرهود"، وقد استهدفت يهود بغداد في مايو/ حزيران 1941، الفيلم يهتم بالتطرق إلى عدة زوايا مختلفة داخل المشهد السياسي والاجتماعي - الصداقات بين اليهود والمسلمين ودورالحركة الشيوعية النضالي والتي كانت نشطة خلال تلك الفترة ، ووصول اللاجئين العرب من فلسطين، والتأثير الثقافي للغرب والحركة الصهيونية . بالنسبة لأولئك الذين ليسوا على دراية بتجربة اليهود في العالم الإسلامي . بطل الفيلم"كابي" ("الذي يجسد دوره" الممثل الإسرائيلي الشاب دنيئيل جاد) شاب في السادسة عشرة من عمره، يعيش في كنف عائلته البغدادية، الأب "سلمان الخياط" (قام بدوره الممثل الإسرائيلي يغآل ناعور الذي اشتهر بأداء دور صدام حسين في مسلسل من إنتاج بي بي سي) متحمس للصهيونية ونشاطها في العراق وخارجه ويرغب في الهجرة إلى فلسطين، في حين أن الأم "نعيمة" كانت في بداية الفيلم متمسكة بالبقاء في العراق، موطنها وموطن آبائها وأجدادها، لكنها غيرت رأيها ورغبت في الهجرة بعد أن تعرض أخو زوجها الصحفي الشيوعي "حسقيل" للاعتقال على أيدي قوات السلطة العراقية التي اتهمته بمحاولة الانقلاب على السلطة الملكية، والضلوع في الأنشطة العنيفة للحركات الصهيونية بالعراق، حيث كتب مقالا يهاجم فيه السلطات. ولم يتوان عن التحريض ضد الحكم الملكي متأثرا بالأفكار الشيوعية. وتبذل زوجته الشابة الجميلة راشيل مساع حثيثة لتجد من يتوسط له للإفراج عنه. تعيش عائلة كابي في عالم متناقض وعلاقات متنافرة فاليهود في العراق كانت تربطهم علاقات حميمة بالمسلمين وبالثقافة العربية على حد سواء لكنها تعيش في أجواء يتملكها الخوف وتتهدها مخاوف الطرد . وكان أول من انخرط لمساعدتها كابي الشاب الذي كان مفتونا بجمالها ومستعدا للتضحية في سبيلها. يأخذ الفتى "كابي" على عاتقيه وبمشاركة "راشيل" زوجة عمه، مهمة البحث عن عمه المعتقل في مكان غير معلوم للعائلة، وفي سعيه لإيجاده ينضم "كابي" لمجموعة صهيونية سرية، حيث يقابل الفتاة "أميرة" التي تصغره بعام، والتي انضمت للتنظيم السري دون علم والدها وهو أحد كُبراء الطائفة اليهودية، وما لبثت قصة الحب بين "كابي" و"أميرة" أن انتهت فجأة بهروب الفتاة المباغت إلى فلسطين، لتترك "كابي" يعاني من فقدانها، ويكابد في سبيل البحث عن عمه، فيما يتعرض لتضييق السلطات العراقية. تعد أم كابي وراشيل الأكلات العراقية اليهودية التي كانت محببة على نفس السجين الشيوعي ويتم إدخال كابي للقاء عمه السجين الذي لم يبد أي أسف على إتخاذه طريق المواجهة الذي سلكه ، وبذل والد كابي كل مساعيه لأنقاذ أخيه من حبل المشنقة ، وقام على توكيل احد المحامين القديرين للدفاع عن اخيه ، غير انه فشل في مهمته هذه بسبب الاجواء المعادية لليهود التي كانت تسود في تلك الأيام وخشية إقتران اسم العراقي بالدفاع عن من كان يعتبرا خائنا لوطنه . وبمساعدة صديق العائلة المحامي المسلم "كريم" ، يتمكن "كابي" من معرفة مكان اعتقال عمه، وفيما كان العم يكابد في المعتقل تقع زوجته في حب جديد، الأمر الذي يصدم "كابي" لأنه كان يعشقها في سره . وينتهي الفيلم برحيل الفتى مع أمه وأبيه وأخيه الأصغر إلى إسرائيل، بينما بقيت راشيل خلفهم في العراق .
يتطرق الفيلم للجدل الدائر بين اليهود من أصل عراقي وبين الرواية العراقية الرسمية للأحداث والتي أدت في عام 1951 إلى هجرة نحو 80% من اليهود العراقيين إلى فلسطين. فالرواية الإسرائيلية تدعي أن السلطة العراقية آنذاك قد اتخذت موقفا عدائيا من اليهود قبيل وبعد قيام إسرائيل فقررت طردهم من العراق وتجريدهم من جنسيتهم، بينما تقول الرواية العراقية إن الحركة الصهيونية هي التي دفعت يهود العراق إلى الهجرة، حيث خططت ونفذت لعمليات التخريب والقتل في صفوف اليهود لتخويفهم وتصوير الأمر وكأن السلطة العراقية تسعى لإبادتهم والحصول على أموالهم. وكانت السلطات العراقية قد حظرت نشاط الحركة الصهيونية على أرضها عام 1935، واعتُبر من ينضم لها خائنا ومُخربا . يصور الفيلم كثير من عادات اليهود وتقاليدهم المتأثرة بالمجتمع العربي العراقي والتي ظهرت في التفاصيل الدقيقة التي أكّد عليها المؤلف ومعه المخرج، فالعائلة اليهودية كانت تعيش في وئام مع أصدقاء مسلمين، وأم "كابي" كانت تعد للسجين الشيوعي "حسقيل"، بمساعدة زوجته، أطعمة متأصلة في التراث العراقي، فالفلكلور العراقي يظهر بشكل طاغ في أعمال "إيلي عمير"، كما يؤرخ للشخصيات التاريخية الشعبية في العراق ، كما حرص المخرج على إستقدام ميزات فترة الخمسينيات من القرن الماضي من ملبس وموضة وتسريحات الشعر لدى النساء اضافة الى الدشداشات الرجالية كانت مقنعة . وتم إستقدام قسم من السلع الفنية من الأردن وبغية خلق المشهد البغدادي شمل التصوير العديد من المواقع التي تم فيها تصوير المشاهد الخارجية مثل الأزقة والأسواق في مدينة عكا والناصرة ويافا التي كانت أقرب ما يمكن التوصل اليه . كما برزت مجموعة من السيارات القديمة الأنيقة من فترة الأربعينات والتي أضفت على المشهد المزيد من المصداقية التاريخية. وتجولت الكاميرا في الاسواق والمقاهي لنتلتقي فيها ونستمع الى المقام البغدادي المشهور وقامت الممثلة والمغنية القديرة " ميرا عوض" من فلسطيني الداخل بأداء دور المطربة الشهيرة سليمة مراد التي شغف بها سلمان والد كابي وتأثر بفراقها على خلفية الأغنية ؟“قلبك صخر جلمود ما حن علي " والتي منحها رئيس وزراء العهد الملكي "نوري السعيد" لقب "باشا" . في حديث للمخرج بعد عرض فيلمه يوضح بعض النقاط عن فيلمه :
" هذه ليست قضية طائفية، أنا ولدت في تل أبيب لأبوين من سوريا، وأنا أنتمي إلى هذه المجموعة. أنا متزوج من امرأة بولندية. لم أتعامل أبدا مع المشكلة الطائفية " ، الطائفية لا تظهر في الصورة على الإطلاق وأنا ضد أي شكل من أشكال الطائفية من أي نوع، لا أعتقد أن هذا صحيح. لا يوجد تشويه للمسلمين العرب في الفيلم. هناك تصريح قاس جدا ضد النظام الذي حكم العراق والانتداب البريطاني والطاغية نوري سعيد. لكن الشيء الطائفي كله - يجب حذفه من الفيلم ". شارك في الفيلم مجموعة من أبرز الممثلين العرب في اسرائيل (فلسطينيي 48)، أمثال ميرا عوض، المغنية المعروفة، وياسمين عيون ومكرم خوري، وبرز الممثل من اصول عراقية اوري غفرائيلي بشخصيته المتماسكة في دور مطير الحمام . تدرّب الممثلون اليهود أيّاما وليالي على اللهجة العراقية، محاولين العثور على الكلمات والنطق الصحيح للهجة البغدادية . لكن المهمة كانت أسهل بالنسبة لبعض الممثلين المنحدرين من عائلات المهاجرين العراقيين . وساهم في إنتاج الفيلم عدد من رجال الأعمال اليهود ذوي الأصول العراقية الذين ساهموا بسخاء في ميزانية الفيلم ، وقد أيقظ تصوير الفيلم بالعربية باللهجة العراقية الحنين والتأثر في نفوسهم .
في الختام : الفيلم يتحدث عن مشاعر الحنين لليهود العراقيين لوطنهم ألاصلي . يصور الفيلم الأجواء السياسية المتقلبة في العراق التي تركت بصماتها على الطائفة اليهودية في بغداد غداة الفرهود ( عمليات القتل والسلب التي طالت يهود العراق وممتلكاتهم) وعشية قيام دولة أسرائيل، عاكسا لقدر كبير من طابع المجتمع اليهودي الذي تاثر بالمجتمع العربي المحيط به والذي كانت تربطه به علاقات صداقة . ويحدث على خلفية الاضطرابات السياسية والتاريخية في ذلك الوقت ، والتي بلغت ذروتها في بداية الخمسينيات بعد طرد مايقارب 130 الف يهودي عراقي من البلاد .