غزة والكذب ومشكلة الدعم!
سعد السامرائي
غزة والكذب ومشكلة الدعم!
غالبا ما يمارس البشر الكذب النوعي أوالمفضوح بأنواع متباينة سواء كان في السلم أو في أوقات الحروب وغالبا أيضا ما يكون نتيجة لعدة عوامل منها الدفاع عن المصالح الفردية او الجماعية ويرى البعض ان الكذب أثناء الحروب هو وسيلة للدفاع وله أسباب سياسية وعسكرية قد تسبب الضغط النفسي للعدو والتلاعب بالرأي العام المحلي والعالمي الذي غالبا ما يكون داعما للجيش وأشهر هذا الكذب هو التستر على الخسائر الحقيقية وعدم الإعلان عنها وقد يتم تضخيم الإنجازات العسكرية لتشويه سمعة العدو أو اعلاء المقاومة وتبرير الاعتداءات ضدهم ثم نشر الشائعات التي قد تثير الرعب في نفوس العدو أو تؤدي الى اثارة الانشقاقات والشكوك بين افراده ومع ذلك لا بد وأن نشير الى أن الكذب أثناء الحرب قد يؤدي الى خسائر بشرية أكثر من الطبيعية اذا تم التغطية الشبه كاملة عليها وقد تؤدي الى تعطيل جهود تحقيق السلام اذا ما تم الكذب بأساليب جارحة ضد المتفاوضين ..
على العموم أرى أن الغموض أثناء الحرب وصعوبة الحصول على معلومات دقيقة وموثوقة بسبب تعطل أو تأخر الجانب السياسي من منظومة الحرب بأداء دوره التوعوي الذي يرفع المعنويات لذلك يلجأ بعض المناصرين لإصدار بيانات غبية من جيوبهم لتغطية هذا الجانب من الغموض خصوصا اذا كانت اكاذيبهم مفضوحة و كشفها سهل كأن ينشر فلم لانتصارات المجاهدين في غزة بفلم قد تم مشاهدته في حرب روسيا وأوكرانيا وكلما تم تناقل هذا الفلم أكثر ويتم كشفه عدة مرات كلما كان تأثيره سلبي أكثر خصوصا اذا تم نقل عدة أفلام من هذا القبيل او يتم استعمال التصوير ب 3 دي او العاب الكترونية من السهل كشفها مما يؤدي الى فقدان الثقة حتى بالأخبار الحقيقية لذلك كنا ننصح بتداول الأفلام التي تصدر مباشرة من كتائب القسام او الجهاد وغيرهما.
أن محبة المقاومة والانتصار على العدو لا تتم بأكاذيب مفضوحة لأنها تسبب نشر الشائعات العكسية ,ولا بنشر الاخبار المفبركة المضللة او الكذب بحجة ملأ فراغ توارد الاخبار المفرحة. بحيث تجعلك هذه الاخبار تشعر لوقت محدد بالانشراح والتفاخر ثم ما تلبث أن تنتكس حين تعرف انها اخبار غير حقيقية وغالبا ما يمارس ويبث مثل هذه الاخبار هو العدو نفسه فمثلا تم بث خبر مع صورة تعلن عن مقتل ضابط هو ابن لرئيس الوزراء الصهيوني وتلاه لابن وزير الدفاع وهذه الاخبار ماذا تفعل بأنفسنا حين نستدرك أن أبناء قادتنا يمرحون بالملاهي والفنادق والسفر بينما أبناء الكيان الصهيوني يشاركون في الدفاع عن كيانهم مما يزعزع الثقة واحترام قادتنا ويجعلنا نحترم العدو اكثر مما نحترم انفسنا كذلك تصوروا الخيبة حين نتأكد أن هذا الخبر مفبرك وانه لم يقتل فتتحول فرحتنا الى كآبة..
نحن لا نقول لا تمارسوا بث الاشاعات وتناقلها لكن من الحكمة أن نترك هذا الامر لمتخصصين بالحرب النفسية من العاملين في الجيش حتى لا نكون ممن (زين له سوء عمله فراَه حسنا !) .
أما عن الجزء الثاني من مقالنا فنحب أن نؤكد على موقفنا الثابت من القضية الفلسطينية ودعمنا لها وفرحنا بالانتصارات التي قامت بها ولذلك سأتحدث بما هو متناقل ويفكر به الاخرين مما رأيت فيه منطق ومبرر فأقول قد شاهدنا بعض الممارسات السلبية من بعض الاخوة الفلسطينيين ولا نلومهم كثيرا بسبب الحالة التي يعيشونها من أن أحدهم ينتقد الدول العربية لأنها أرسلت بسكويت باقي له شهر وتنتهي صلاحيته ونحن جميعا أحيانا نتسابق لمثل هذه العروض لنشتريها بسبب الخصم الكبير على الأسعار ! ثم تأتي انت المحروم نتيجة قصف وحصار الصهاينة وترفض هذا البسكويت !رغم أن الأجهزة المشرفة تقول انها لا تستلم أي مواد غذائية صلاحيتها اقل من سنة, هنا جاء الانتقاد ليكون سلبي بسبب غباء المتحدث أو أن تظهر سيدة فلسطينية وتسب بالعرب والأنظمة العربية ورغم اننا لا نؤيد كل ما تفعله الحكومات العربية فان السب بمثل هذه الطريقة لن يجعل حكامنا يعيدون النظر ويدعمون القضية أكثر بل ربما انها ستجعلهم يتوقفون عن الدعم لأنهم يدعمون القضية ودعمهم ربما لم تستطيع هذه السيدة من معرفته . كذلك يقول البعض انكم تسبون العرب وحكامهم وأنتم من بينكم من هو خائن يساعد الصهاينة ويدلهم على الفدائيين وتسبون المطبعين والضفة قد طبعت واعترفت بالكيان من سنين! نصيحة نقولها للأخوة (اذا كان بيتكم مبني من زجاج فلا ترمون جاركم بالحصاة!). وخبر اخر تم تداوله عن الامارات من انها تبرعت بمبلغ 170 مليون دولار للعدو الصهيوني اتضح انه نشر قبل اكثر من سنتين وتم إعادة نشره مرة أخرى اثناء حرب غزة! كل هذه اخبار سلبية تعطي نتائج عكسية لا ننسى ان ننتقد ما يطلقه حتى قادة المقاومة ومؤيديهم من ان المقاومة بخير وأننا سنقوم بترميم ما تم تخريبه خلال شهور! ولا كأن شعبنا خسر أضعاف ما يتم التصريح به من عدد شهداء ، أقول ذلك كعراقي قد مرينا بتجربة مماثلة في سامراء وديالى واخرها الحبيبة الموصل فقد تبين ان عدد من قتلهم عملاء أمريكا وايران اكثر مما معلن وبسبب بقاء جثثهم تحت الأنقاض.
أما الأهم من هذا فهو النتيجة والسبب ومراعات احاسيس ومشاعر الاخرين فليس من المعقول ان تتعامل حماس مثلا مع العدو الفارسي وتتحالف معه من أجل مصلحتها بمنطق (المهم أحيا انا وليموت اخوتي!) وعلى حساب مصالح وقتلى السنة والشيعة الوطنيين من العرب ودولهم التي تحتلها إيران وتسبب الخراب لبلدانهم (فما الفرق بين إيران وإسرائيل؟ احداهما شرقية والأخرى غربية هذا الفرق لكن اعمالهما واحدة فاذا كانت إسرائيل تحتل فلسطين فإيران تحتل الأحواز والمحمرة والان العراق واليمن وتسيطر بعملائها على سوريا ولبنان) ومن ثم نسب العرب وحكوماتهم ونطلب منهم الدعم ونذكرهم اننا عرب! أألان ..؟! .. العراق بكل ما قدمه للعرب للفلسطينيين وللسوريين واللبنانيين والمصريين وغيرهم لم نسمع كلمات شكر وتقدير بينما يتم تمجيد ومدح الفرس واجرامهم ويطلق قادة حماس اسم شهيد على أكبر سفاح مجرم تسبب بقتل أكثر من مليون عراقي! وقسم العراق وخلق الطائفية وبالتالي مطلوب مننا ان ندعم حماس .. لماذا؟! كذلك لم نسمع مدح دول الخليج حين أرسلت المليارات لجنوب لبنان وعمرته مثلما تمدح ايران بل سمعنا (زعيم هيفا) يقول غصبا عليهم يدفعوا واستولى على معظم الأموال!, يا سادة ما هكذا تؤكل الكتف. واذا اردت ان تطاع فعليك بالمستطاع المستطاع الذي ينهي الخلافات العربية العربية لا ان نزيدها وقودا!
حبني كي استمر بحبك.!. الفرصة لا تزال سانحة امام حماس والجهاد من غير حتى تقديم نصيحة هم يدرسون ويمحصون المواقف والمستقبل اذا أثبتوا انهم ليسوا عملاء للفرس الصفويين وأرادوا العرب عليهم (وهذا رأي قد يخيب وقد يصيب) أن يعلنوا بصراحة عن أن ايران وما يسمى محور ممانعة قد خذلهم وكذبوا وورطوهم بعد أن تركوهم لوحدهم بالمعركة ويعلنون عن عودتهم للحظن العربي ويطلبون دعمهم على الأقل يوجهون هذه الرسالة بصورة سرية للرؤساء العرب كي لا ينقطع بعض الدعم وضرب العدو المتفق عليه .أو أن يبقوا على مواقفهم اذا كانوا يعتقدون ان مصلحتهم هي بالاصطفاف مع العدو الفارسي ويتوقفوا عن طلباتهم من العرب لأني أخشى ان تكون نفخا في قربة مثقوبة . ونترك هذا الامر لهم. نقطة أخيرة نخشى أن يغدر الصهاينة بغزة بعد الانتهاء من عمليات تبادل الاسرى فليحذروا.