أخبار وتقارير يوم ٢٦ تشرين الثاني
أخبار وتقارير يوم ٢٦ تشرين الثاني
"فضيحة" سياسية عسكرية كندية تتعلق بتدريب مقاتلين عراقيين متورطين بـ"جرائم حرب"
شفق نيوز/ أثارت قناة "سي بي سي" الكندية "فضيحة" سياسية عسكرية في كندا، قد تمس شراراتها العراق، حيث نشرت معلومات تفيد بأن ضباطاً كنديين قاموا بتدريب عراقيين بالقرب من الموصل في العام 2018، متورطين بـ"جرائم حرب"، مبينة أن الضباط الكنديين برغم علمهم بذلك، لم يتعاملوا مع المسألة، ومنعوا زملائهم من الإبلاغ أو الكشف عن ذلك.
وبحسب التقرير الكندي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، فإن جندياً كندياً كان أول من تحدث عن القضية علناً، وأشار إلى أن القوات المسلحة الكندية لم تقم بتدريب مجرمي الحرب العراقيين المشتبه بهم في العام 2018 فحسب، بل أنها أيضاً وزعت عليهم أسلحة غربية الصنع ومعدات حماية، يعتقد أن مصدرها على الأرجح المخزونات الأمريكية.
تعذيب وقتل
وأوضح التقرير أن الجنود الكنديين الذين كانوا يقومون بمهمات تدريب في العراق في ذلك الوقت، قالوا لضباطهم الميدانيين إن طلابهم المتدربين من العراقيين، وبينهم العديد من المحاربين القدامى الذين قاتلوا ضد تنظيم داعش، بحوزتهم مقاطع فيديو على هواتفهم المحمولة تشير إلى عمليات تعذيب وقتل خارج نطاق القانون.
ولفت التقرير إلى أن تحذيرات الجنود وشكاواهم هذه، تطلبت ثلاث سنوات كاملة لكي تصل إلى كبار القادة العسكريين في أوتاوا.
وبرغم ذلك، قال التقرير إن تحقيقاً أجرته الشرطة العسكرية الكندية مؤخراً، خلص إلى عدم وجود أي خطأ مرتكب من جانب أي شخص مشارك في مهمات التدريب تلك، وأنه لم تتم محاسبة أي شخص، فيما يتعلق بما وصفه التقرير بأنه "خطأ صارخ" والذي له تداعيات وفق القانون الدولي.
ونقل التقرير عن الرقيب المتقاعد مايك ماكينيس، الذي شارك في مهمة التدريب وتحدث للمرة الأولى علناً عن القضية، أن كل ذلك كان بمثابة جهد كبير من أجل التقليل من أهمية الحادثة أو التستر على تورط القوات الكندية في مأزق أخلاقي أو قانوني أيضاً.
ولفت التقرير إلى أن ماكينيس كتب مذكرة إلى رؤسائه الضباط بعد عودته من مهمة التدريب في العراق قبل نحو خمس سنوات ليعبر عن مخاوفه ومخاوف جنوده.
ونقل التقرير عنه قوله "نحن ندرب هؤلاء الرجال العراقيين ونمنحهم أسلحة صغيرة، ومعدات الحماية الشخصية"، مضيفاً "نحن أمضينا شهراً في جعل هؤلاء الأشخاص أكثر كفاءة في ما كانوا يفعلونه بالفعل، وأن ما كانوا يقومون به بالفعل هو ارتكاب جرائم حرب".
وبرغم ذلك، أشار ماكينيس إلى أنه ليس متأكداً من مصدر الأسلحة التي وزعت على المتدربين العراقيين، والتي سلمها لهم في نهاية الدورة التدريبية.
"ميليشيات شيعية"
ونقلت القناة التلفزيونية عن جندي كندي آخر، طلب عدم الكشف عن هويته خوفاً من معاقبته بخفض تعويضات خدمته العسكرية، قوله إنه يؤكد رواية ماكينيس حول كيفية التعامل مع المهمة التدريبية.
وأوضح التقرير أنه تم إرسال قوة كندية في العام 2018، إلى قاعدة أمريكية في القيارة، بالقرب من الموصل، في إطار "عملية العزم الصلب" التي تقودها الولايات المتحدة لتدريب قوات الأمن العراقية كجزء من الجهد الدولي لتحقيق الاستقرار في بعد إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش.
وتابع التقرير أنه برغم تأكيدات القادة الكنديين في ذلك الوقت بعدم تدريب أي من أعضاء "الميليشيات الشيعية"، إلا أن الجنديين الكنديين أكدا أن العديد من العراقيين في الدفعة الأولى من المتدربين، عرّفوا أنفسهم بأنهم أعضاء في هذه الفصائل العسكرية التي قال التقرير إنها "تتمتع بسمعة سيئة".
وبحسب شهادات الجنديين الكنديين، فإنه كانت هناك "لا مبالاة مؤسسية وسياسية" من جانب المسؤولين الكنديين.
واعتبر التقرير أن تصريحات الجنديين بالإضافة إلى شهادات شهود العيان، تطرح تساؤلات جديدة مثيرة للقلق حول مدى دقة فحص المتدربين الذين عملوا مع الجنود الكنديين من قبل القوات الأمريكية التي تدير القاعدة، وما إذا كان المتدربون العراقيون ارتكبوا المزيد من جرائم الحرب لاحقاً.
توثيق فيديوي
وأشار التقرير إلى أن متدربين عراقيين قاموا عرض مقاطع الفيديو على هواتفهم المحمولة وهم يتباهون في اليوم الأول من التدريب، بينما كان المدربون الكنديون يحاولون تحديد الخبرة القتالية التي يتمتع بها المتدربون.
ونقل التقرير عن الرقيب ماكينيس قوله إن متدرباً عراقياً يدعى "وحيد" اقترب منه مباشرة وعرض له مقطع فيديو على هاتفه الخلوي لما بدا أنه عملية إعدام خارج نطاق القانون.
وقال ماكينيس إن الصورة كانت بمثابة "سيلفي تقريباً، حيث أن هذا الرجل كان يلتقط صورة شخصية بينما كان هناك رجل معلق على ما بدا أنها فوهة دبابة، أو ماسورة شيء ما.. كان الرجل مرفوعاً عن الأرض، وكأنه يجري شنقه".
وبحسب ماكينيس، فإن مثل هذا العرض والكلام المروع، كان يجري في كافة أنحاء مخيم التدريب.
وعندما سئل ماكينيس عما إذا كانت القوات الكندية قد قامت بتدريب مجرمي حرب مشتبه بهم عن عمد، رد قائلاً بلا تردد "بالتأكيد. لا يوجد شك في داخلي".
ولفت ماكينيس إلى أن مقاطع الفيديو التي شاهدها هو وزملاؤه من الجنود الكنديين في اليوم الأول من التدريب، كانت مزعجة للغاية، موضحاً "هناك أعمال عنف وحشية للغاية. نحن نرى أشياء من الاغتصاب، ومن القتل، ومن التعذيب والإعدام، ومثل هذه الأمور برمتها"، مضيفاً أن المتدربين كانوا "بالأساس، كانوا يتفاخرون".
وبحسب ماكينيس فإن الجنود الكنديين بدأوا يشعرون سريعاً بالقلق إزاء نوعية الأشخاص الذين كانوا يدربونهم، مضيفاً أنه جرى إبلاغ الجنود أن المتدربين سيكونون جزءاً من "قوة أمنية واسعة"، وهي بالأساس نسخة عسكرية من الشرطة التي تساعد على استقرار المناطق من خلال حراسة حواجز الطرق وغيرها مما يسمى بالوظائف الثابتة.
وذكرّ التقرير بأن منظمة "هيومان رايتس ووتش" اتهمت في العام 2017، الفرقة 16 العراقية التي دربتها الولايات المتحدة، بارتكاب عمليات قتل خارج القانون وغيرها من الانتهاكات خلال معركة استعادة الموصل، من قبضة داعش.
التحالف الدولي والقوات الأمريكية
وحتى قبل أن يعبر المتدربون بوابات المعسكر، كانت هناك مخاوف بشأن خلفيات بعض العراقيين الذين تم تحويلهم إلى قوات أمنية.
ونقل التقرير عن اللواء الكندي السابق داني فورتين، الذي كان القائد الكندي لمهمة تدريب الناتو (والتي كانت منفصلة عن عملية العزم الصلب التي تقودها الولايات المتحدة) قوله في بيان صدر يوم الجمعة، إن مهمة "الناتو" للتدريب منفصلة عن الجهود التي تقودها الولايات المتحدة، مؤكداً أن حلف "الناتو" عمل حصرياً مع المؤسسات الخاضعة للسيطرة المباشرة والفعالة لحكومة العراق.
وقال فورتين "لم تقم بتدريب الوحدات الكوردية أو أعضاء الميليشيات الشيعية".
وبحسب فورتين فإنه "لم يتم تقديم أي معدات أو أسلحة أو دعم للعمليات القتالية. لقد عملت حصرياً في المدارس العسكرية العراقية وجامعة الدفاع الوطني والمقرات العسكرية في منطقة بغداد"، مضيفاً أنه "تم فحص أولئك الذين دربناهم".
ونقل التقرير عن ماكينيس إشارته إلى أن عملية التدقيق من جانب الولايات المتحدة لم تكن كافية، مضيفاً أن المتدربين خضعوا للفحص البيومتري وتم تفتيش بطاقات "سيم كارد" الخاصة بهواتفهم المحمولة بحثاً عن ارتباطات إرهابية محتملة.
وأضاف أن القوة الكندية ظلت تتوقع وتأمل أن يجد المسؤولون الأمريكيون مقاطع الفيديو هذه، كدليل على التورط في جرائم حرب، طالما أنهم كانوا يفحصون أرقام الهواتف الخاصة بالمتدربين.
إلا أن التقرير لفت إلى أن القوة الكندية لم تسمع سوى عن متدرب عراقي واحد تم طرده من الدورة، بعد ظهور ارتباط محتمل بجماعة إرهابية.
وبحسب ماكينيس والجندي الثاني الذي طلب عدم كشف هويته، فإن رد الضباط الكنديين على الأرض في ذلك الوقت كان إبلاغ جنودهم بتجنب مشاهدة مقاطع الفيديو هذه، مضيفاً أن هؤلاء القادة أمروا في وقت لاحق بإضافة حصة تدريبية عن قوانين الصراعات العسكرية إلى الدورة، وهو ما أثار سخرية من جانب معظم المتدربين العراقيين.
ونقل التقرير عن ماكينيس قوله إنه بعد عدة أسابيع على طرحه التساؤلات نيابة عن جنوده، جرت إعادته إلى وطنه بشكل مبكر عن المحدد في المهمة وذلك في كانون الأول/ ديسمبر العام 2018، حيث قال له رؤساؤه بأنه مصاب بالإرهاق.
كما لفت إلى قائده العسكري قال له بما مضمونه "كيف تجرؤ على المجيء إلى هنا وإخبارنا ما هو الخطأ في هذه الأشياء؟"، مضيفاً ماكينيس أنه مذهول موضحاً "كنت أتوقع أن تفعل سلسلة القيادة شيئاً إزاء هذا الأمر".
وأشار التقرير إلى أنه جرى منع ماكينيس من التحدث إلى وسائل الإعلام عما جرى في العراق بينما هو في الخدمة العسكرية، مضيفاً أن ماكينيس طلب أن يتم نقله من كتيبته وحصل على تسريح طبي من الجيش في تشرين الأول/ أكتوبر من العام الحالي.
ونقل التقرير عن المحامي بول تشامب قوله إن الجنود في الميدان يؤدون واجبهم، لكن الأشخاص في أعلى التسلسل القيادي لم يفعلوا ذلك، مضيفاً "اعتقد أنه من المثير للقلق أن يتم توجيه الجنود لمواصلة تدريب هؤلاء الأشخاص"، مضيفاً أنها "مخاوف خطيرة للغاية إذا كان الجيش الكندي يدرب أفراداً يعرفون أنهم ارتكبوا جرائم حرب، أو لديهم أسباب معقولة للاعتقاد بأنهم ارتكبوا جرائم حرب، ثم نزودهم بالأسلحة".
---------
"كتائب حزب الله" في العراق.. سر الضربات "الاستثنائية" الأميركية
الحرة/ضياء عودة - إسطنبول:لا تعتبر الضربة الأميركية التي استهدفت موقعا لـ"كتائب حزب الله" العراقي، صباح الأربعاء، في منطقة جرف الصخر جنوب بغداد "اعتيادية"، حسب مراقبين.
وتبدو الضربة "استثنائية" لاعتبارات ترتبط بتفاصيل تشكيل هذه الميليشيا ونفوذها قياسا بنظيراتها في البلاد، وللساحة التي تشكّل ركيزتها الأولى من جهة أخرى.
وأسفرت الضربة الأميركية عن ثمانية قتلى من الفصيل، وجاءت بعد ضربة مماثلة لم تؤكدها أو تتبناها واشنطن، وقتل إثرها، ليلة الثلاثاء، القيادي في نفس الميليشيا، فاضل المكصوصي.
وقالت وسائل إعلام عراقية ومقربون من "حزب الله العراقي" عبر مواقع التواصل إن "المكصوصي" قضى داخل سيارته "بعدما تعرضت لقصف من قبل طائرة أميركية من دون طيار"، وأنه تم تشييعه، الأربعاء، بحضور قيادات من "الحشد الشعبي" العراقي، وآخرين من الحوثيين في اليمن.
وتأتي هذه الحوادث في أعقاب تعرض القواعد الأميركية في سوريا والعراق لسلسلة هجمات صاروخية وبالطائرات المسيرة من جانب ميليشيات تدعمها إيران، ووفق آخر الإحصائيات زاد عددها منذ يوم 17 من أكتوبر عن 60 هجوما، أسفرت عن إصابات بين القوات الأميركية.
وعلى الرغم من أن ما يقرب من نصف الهجمات كانت على قواعد تستضيف قوات أميركية في العراق، فإن الولايات المتحدة ردت باستهداف مواقع في سوريا فقط، الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات خلال الأيام الماضية قبل أن تغيّر واشنطن وجهة الرد عبر ضربة الثلاثاء، بحسب مراقبين.
ونددت الحكومة العراقية، الأربعاء، في بيان بالضربات الأميركية، معتبرة أنها "انتهاك واضح للسيادة" العراقية.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة، باسم العوادي، في بيان: "ندين بشدة الهجوم الذي استهدف منطقة جُرف النصر، والذي جرى بدون علم الجهات الحكومية العراقية ما يُعد انتهاكا واضحا للسيادة (...) كما تشدد الحكومة العراقية على أنّ أيّ عمل أو نشاط مسلّح يتم ارتكابه من خارج المؤسسة العسكرية، يعد عملاً مداناً ونشاطاً خارجاً عن القانون".
وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" وصحيفة "واشنطن بوست"، الأسبوع الماضي، أن "أحد أسباب تركيز الولايات المتحدة على سوريا هو أن الولايات المتحدة لا تريد المخاطرة باستفزاز الحكومة العراقية من خلال توجيه ضربات داخل حدودها، ما قد يؤدي إلى مقتل أو جرح عراقيين".
لكن ما الأسباب التي دفعت واشنطن لتغيير وجهة الرد من سوريا إلى العراق؟ وما هي كتائب حزب الله العراقي التي طالتها الضربات من دون غيرها من الميليشيات.
"فرع فيلق القدس"
وتأتي الضربات التي تلقتها كتائب حزب الله العراقي بعدما استهدفتها الولايات المتحدة بعقوبات، متهمة إياها بالمسؤولية عن الهجمات التي استهدفت واشنطن وشركاءها في العراق وسوريا مؤخرا.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان، بتاريخ 17 نوفمبر الحالي، إن العقوبات فرضت على ستة أشخاص منتمين لكتائب حزب الله، التي سبق وصنفتها الولايات المتحدة منظمة إرهابية أجنبية.
وكان من بين المستهدفين عضو في الهيئة الرئيسية التي تتخذ القرارات بالجماعة، ومسؤول الشؤون الخارجية، وقائد عسكري قالت وزارة الخزانة إنه يعمل مع الحرس الثوري الإيراني لتدريب مقاتلين.
وتوضح ورقة تحليلية لـ"معهد واشنطن" أن كتائب حزب الله هي الميليشيا الرئيسية في العراق، وتعمل تحت القيادة المباشرة لإيران، ولها مجموعة واسعة من الخلايا المسؤولة عن العمليات الحركية والإعلامية والاجتماعية.
وتُعد بحكم الأمر الواقع فرعا تابعا لـ "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني، وكانت قد تشكّلت من اندماج "جماعات خاصة" بين الفترة الممتدة من 2005 إلى 2007.
في عام 2009، أدرجت الولايات المتحدة كتائب حزب الله ضمن قائمة "المنظمات الإرهابية العالمية الخاضعة لإدراج خاص" لمهاجمتها القوات الأميركية وزعزعة استقرار العراق.
ويشير "معهد واشنطن" إلى أنها "الفصيل الأكثر نفوذا في قوات الحشد الشعبي العراقية، وتسيطر على الإدارات الرئيسة (رئاسة الأركان، والأمن، والاستخبارات، والصواريخ، والأسلحة المضادة للدروع)".
"أدلة تثبت ضلوعها"
ولا يقتصر نشاط كتائب حزب الله على العراق فحسب، بل في سوريا أيضا، سواء عندما انخرطت في القتال إلى جانب نظام الأسد، أو مؤخرا في أثناء إقدامها على الزج بعناصر، من أجل المشاركة في مهاجمة القوات الأميركية هناك، كما قال مراقبون في تقرير سابق لموقع "الحرة".
وتُظهر أدلة واضحة ومقنعة أن كتائب حزب الله تابعة لـ "فيلق القدس"، وفق "معهد واشنطن"، وهناك أدلة موثوقة أنها "تنفذ إجراءات محددة بموجب تعليمات أو توجيهات الحرس الثوري".
ويُظهر رجحان الأدلة أيضا أن إيران تزودها بالمساعدة المالية والعسكرية وتشاطر معها المعلومات الاستخباراتية، فضلا عن المساعدة في اختيار قيادتها ودعمها والإشراف عليها.
وعلى موقعها الرسمي تعرّف كتائب حزب الله نفسها بأنها تشكيل "مقاوم يؤمن بمبادئ الإسلام وينتهج خط الاسلام المحمدي الاصيل وآل البيت الأطهار عليهم السلام في رفض الظلم ومقارعة الظالمين".
وترى أن "ولاية الفقيه" هي الطريق الأمثل "لتحقيق حاكمية الإسلام في زمن الغيْبة" أي غيْبة المهدي، الإمام الثاني عشر وفقا لمذهب الإثنا عشرية الشيعي.
وتشير تقارير متقاطعة إلى أن مؤسسها الأول هو أبو مهدي المهندس، الذي قتل بضربة أميركية قرب مطار بغداد، في عام 2020، وقضى معه قائد "فيلق القدس" سابقا، قاسم سليماني.
ويُقدر عدد مسلحي "الكتائب" بسبعة آلاف عنصر، وفقا لأرقام غير رسمية، ويُعتبر أسلوب عملها شبيها بأسلوب حزب الله اللبناني، كما أشرفت على تدربيها قيادات إيرانية ولبنانية أبرزهم، عماد مغنية، الذي قُتل في سوريا، عام 2015.
وبعد المهندس تولى، حسين الحميداوي، (أحمد محسن فرج الحميداوي)، منصب الأمين العام فيها، ويعتبر أيضا عبد العزيز المحمداوي، الملقب بـ"أبو فدك" أبرز القياديين فيها. وكلاهما مصنف على قوائم الإرهاب الأميركية.
ما الذي تغيّر؟
وللولايات المتحدة نحو 2000 عسكري أميركي يقدمون المشورة في العراق، بموجب اتفاق مع حكومة بغداد، ونحو 900 جندي في سوريا، لمواجهة تنظيم "داعش"، ومراقبة وكلاء إيران الذين ينقلون الأسلحة عبر الحدود.
وحتى الآن لا تبدو ملامح واضحة بشأن تصعيد الميليشيات ضدها، وما إذا كانت الضربات التي تم تنفيذها سواء في سوريا والعراق ستشكل رادعا لها.
ويرى المحلل السياسي العراقي المقيم في واشنطن، هيثم الهيتي، أن "الرد الأميركي الذي استهدف كتائب حزب الله يأتي من منطلق المرحلة الجديدة، والتي ليست قضية العراق فحسب، وإنما الشرق الأوسط امتدادا من اليمن ومرورا بغزة ووصولا لسوريا".
ويقول الهيتي: "المعركة كبيرة وأي تجنب للهجمات يعني فتح الأبواب للطرف الثاني لمزيد من الاعتداءات".
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تعرضت القوات الأميركية في سوريا والعراق لأكثر من 60 هجوما.
ولذلك يضيف الهيتي لموقع "الحرة" أن "التجنب سيعني نوعا من التنازل والتراجع الكبير في المنطقة، ويمكن أن يعطي مؤشرا للطرف الآخر أن أميركا غير حاسمة في اتخاذ قرار عسكري معين في وقت معين".
ويضيف: "أميركا كسرت الخيار الدبلوماسي، وأرادت إرسال رسالة إنذار بأنه من غير المسموح أن يتحول العراق لساحة صراع وساحة لانطلاق الضربات على المصالح الأميركية".
ويتابع الهيتي أن "القادم قد يطرح السؤال الأكبر.. هل الأطراف الموالية لإيران ستجلب أميركا إلى فخ عسكري وستستمر في الضربات أم أنها النهاية؟".
وهناك تساؤلات من قبيل: "ما هو موقف الحكومة العراقية؟ ولاسيما أنها جسد هجين جزء منه تابع للميليشيات"، ويرى الهيتي أنها "لن تنسلخ عن نفسها من جانب الميليشيات، وفي المقابل ستظهر حسن النية لواشنطن".
"ليست مصممة للتصعيد"
في غضون ذلك، يعتبر الباحث الأميركي في شؤون الشرق الأوسط، راين بوهل، أن "الضربة الأميركية التي استهدفت موقع لكتائب حزب الله قرب بغداد تبدو استثنائية بشكل نسبي"، كون "الولايات المتحدة تحاول عادةً تجنب الضربات المباشرة في العراق نفسه ضد أهداف ذات صلة بإيران".
ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن مخاطر التصعيد في العراق، وخاصة أنها تختلف عما هي عليه في سوريا.
ويضيف بوهل لموقع "الحرة" أنه "ومع تواجد المزيد من الميليشيات المتحالفة مع إيران في العراق، هناك خطر أكبر للهجوم"، وعلاوة على ذلك، هناك مخاطر دبلوماسية أيضا، فبغداد لا تريد التورط في حرب بالوكالة بين إيران والعراق.
وتعد كتائب حزب الله واحدة من أكبر وأقوى الميليشيات المتحالفة مع إيران في البلاد.
وتوصّل الضربة التي تلقتها من الولايات المتحدة رسالة إلى إيران، بأنها مستعدة لاستهداف أحد الأصول الرئيسية المؤيدة لها، ردا على المضايقات التي تدعمها ضد القوات الأميركية، وفق حديث الباحث الأميركي.
لكنه يؤكد أن "واشنطن ليست مصممة على التصعيد، بل مصممة للإشارة إلى مخاطر المزيد من التصعيد في حال استمرار المضايقات".
من جهته، يعتقد المحلل السياسي، الهيتي، أن "الخيار العسكري الأميركي الذي حصل في العراق يأتي لتجنب ضربات أكثر، ويمثل رسالة إنذار قاسية".
ويوضح الهيتي أنه "في المرحلة القادمة ستنكشف كيفية سير الأمور، إذا ازدادت الضربات على القوات الأميركية، هذا يعني أن الخيار العسكري أصبح المسار الرئيسي وانتهى مبدئيا المسار السياسي".
--------------------------