الناصرة ـ 'القدس العربي' - من زهير اندراوس: هددت إسرائيل روسيا ببيع أسلحة لأعدائها، مثل جورجيا، بعد إبرام صفقة بيع صواريخ 'ياخونت بي ـ 800' الروسية إلى سورية وتخوف إسرائيل من أن بوارجها الحربية قبالة شواطئ لبنان ستصبح في مرمى هذه الصواريخ السورية.
ووجهت إسرائيل رسالة إلى روسيا في أعقاب الإعلان عن إبرام الصفقة وجاء فيها إنه 'إذا خرجت الصفقة إلى حيز التنفيذ فإننا لن نأخذ بالحسبان طلبات روسية بعدم إرسال أسلحة متطورة إلى مناطق حساسة بالنسبة لهم (روسيا) مثل جورجيا'.
واعتبرت تقارير اسرائيلية امس اعلان روسيا رسميا موافقتها على بيع سورية صواريخ ارض بحر من طراز P-800 المسماة (ياخونت) الى سورية بمثابة 'صفعة' على وجه وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك بادعاء أنه حصل على وعد من القيادة الروسية خلال زيارته إلى موسكو قبل أسبوعين والتوقيع على اتفاق تعاون استراتيجي واتفاقيات سرية من شأنها أن تمهد الطريق أمام بيع إسرائيل طائرات استطلاع صغيرة من دون طيار إلى روسيا.
ومن شأن تنفيذ الصفقة الروسية السورية أن تؤدي إلى إلغاء صفقات أسلحة كهذه بين إسرائيل وروسيا في المستقبل.
ونقلت صحيفة 'هآرتس' عن مسؤول رفيع في تل ابيب قوله انّ الدولة العبرية قلقة للغاية من صفقة الاسلحة الروسية السورية، لانّ هذا السلاح سيُوجه عاجلا ام اجلا ضد اسرائيل، ولفت المسؤول الى انّ باراك طرح هذه القضية بحدة بالغة خلال لقائه مع نظيره الروسي قبل نحو اسبوعين، كما انّه حذر رئيس الوزراء الروسي من مغبة بيع هذا النوع من الصواريخ لسورية.
واشارت المصادر الاسرائيلية الى ان وزير الدفاع الروسي اعلن يوم السبت، انّ بلاده ستزود سورية بهذه الصواريخ، مشددا على انّ روسيا ستفي بالتزاماتها لسورية في هذه القضية، لافتا الى انّ الاتفاق الروسي السوري تمّ توقيعه في العام 2007.
وشددت المصادر الرسمية في تل ابيب، على انّ واشنطن وتل ابيب تخشيان من بيع روسيا هذه الصواريخ لسورية، لانّها متحالفة مع ايران وحزب الله، ومن غير المستبعد انْ تقوم بتزويد حزب الله بهذه الصواريخ، وهو الامر الذي قال عنه وزير الدفاع الروسي بانّه لا يستند الى ايّة حقائق على ارض الواقع.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صفقة الأسلحة الروسية ـ السورية 'ياخونت بي ـ 800' بأنها 'مشكلة'، وقال إن تزود بلاده بطائرات مقاتلة 'اف-35' هي جزء من ردها على تهديدات جديدة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو قوله خلال اجتماع حكومته الأسبوعي امس الأحد 'إننا نعرف عن هذه الصفقة منذ وقت طويل وكانت هناك مباحثات مع الروس (حول إلغائها) بكافة المستويات'.
وأسف لأنه 'سيتم تنفيذ الصفقة على مراحل وهي مشكلة، ونحن نعيش أمام تهديد نوع جديد من القذائف الصاروخية والصواريخ ويجب توفير رد عسكري على ذلك'.
وذكرت صحيفة 'هآرتس' بان نتنياهو، كان قد توجه في شهر آب (اغسطس) الماضي الى رئيس الحكومة الروسية وطلب منه وقف الصفقة، لانّ هذه الصواريخ تشكل خطرا حقيقيا على تحركات السفن الحربية الاسرائيلية في البحر المتوسط، وخلال المكالمة بين الزعيمين، قال نتنياهو لبوتين انّه في الماضي غير البعيد قامت سورية بالحصول على اسلحة روسية وبعد ذلك قامت بتزويد حزب الله بنفس الاسلحة، مشددا على انّ حزب الله استعمل هذه الصواريخ خلال حرب لبنان الثانية عندما قصف المدمرة الاسرائيلية التي كانت ترابط بالقرب من بيروت وألحق الخسائر الجمة بالارواح والممتلكات.
وقالت الصحيفة العبرية ايضا، نقلا عن مسؤول امني وصفته بالموثوق جدا في تل ابيب قوله انّ حصول سورية على هذه الصواريخ يعني كشف تحركات سلاح البحرية الاسرائيلية ورصدها بشكل دقيق للغاية.
في سياق ذي صلة، ادعى رئيس هيئة ما يُسمى بمكافحة الارهاب في اسرائيل الجنرال في الاحتياط، نيتسان نورئيل ان حزب الله يمتلك اسلحة لا يوجد مثلها في اوروبا، وكذلك حركة حماس، زاعما ان حزب الله يمتلك طائرات بدون طيار وصواريخ مداها اكثر من 300 كم، وكذلك الحال بالنسبة لحماس في غزة. وقال في اطار المحاضرة التي القاها ضمن المؤتمر السنوي لمكافحة الارهاب في مدينة هرتسليا، شمال تل ابيب انّ هناك علاقة متينة بين منظمات الارهاب العالمية وما يحدث من ارهاب في اسرائيل، وما زالت المنظمات الارهابية تتسلح بدعم ومساعدة دول مثل سورية، واليوم اصبحت المنظمات الارهابية تمتلك قدرات دول، على حد قوله.
واضاف نورئيل قائلا انّ الحديث لا يدور اليوم عن 3 اشخاص في مجموعة يحاولون تصنيع عبوة ناسفة، فقد اصبح الوضع مغايرا للماضي، لافتًا الى انّه اذا ارادت الدول مكافحة ما يُسميه بالارهاب، فانّها ملزمة بتشكيل ما سماها ارادة دولية عالمية لمحاربة الدولة التي تمول وتدعم المنظمات الارهابية. وتابع قائلا انّه على سبيل المثال هناك جهات حكومية في سورية توفر لحزب الله ولحماس صواريخ، وهذه الجهة تعمل جاهدة لتوفير ودعم الصواريخ لهذه المنظمات، ولهذا فعلى الدولة العبرية توجيه رسالة واضحة لسورية مفادها انه في المرة القادمة عندما تنقل الصواريخ سيكون الرد بتدمير هذه الجهة الحكومية، على حد تعبيره.