الحشد يسير على طريق تأسيس إمبراطورية اقتصادية اقتداء بالحرس الثوري
نفوذ يشمل كل النواحي الاقتصادية والسياسية والامنية والعسكرية
شركة مرتبطة بالحشد الشعبي توقع مذكرة تفاهم موسعة مع شركة صينية ما يشير لحجم تغلغل الميليشيات الموالية لإيران في النسيج الاقتصادي للعراق.
العرب/بغداد - قامت شركة عراقية لها ارتباطات بقوات الحشد الشعبي بتوقيع مذكرة تفاهم موسعة مع شركة (سي.إم.إي.سي) الصينية العملاقة للبناء في أول اتفاق معلن مع شركة دولية ما يشير لحجم النفوذ والتغلغل للميليشيات الموالية لإيران في النسيج الاقتصادي للعراق بعد النفوذ الأمني والعسكري الذي تدعم خلال العقدين الماضيين.
وقال الحشد وهو عبارة عن قوات نظامية تضم فصائل مسلحة كثيرة متحالفة مع إيران، في بيان إن مجموعة المهندس المملوكة للدولة وقعت مذكرة "تشمل التعاون في مختلف مجالات الإعمار والبناء الهندسي والتجارة والخدمات ومشاريع الطاقة، وذلك بهدف التعاون في إقامة مشاريع مشتركة بين الجانبين".
ويرى مراقبون أن الحشد يسير على خطى الحرس الثوري وحزب الله اللبناني في بناء إمبراطورية اقتصادية مستفيدا من وضعه السياسي والأمني بعيدا عن رقابة الدولة.
ويستغل الحرس الثوري الايراني للعقوبات الاميركية ولنفوذه في بناء امبراطورية اقتصادية وشبكات مالية واسعة كدولة داخل الدولة وهي تقريبا نفس التجربة عند حزب الله الذي بات يمتلك بنية اقتصادية هامة تشكلت في معظمها خلال سنوات بعيدا عن أعين ورقابة الدولة.
وسعت الولايات المتحدة لقطع الطريق امام إيران لاستغلال شبكتها وعلاقات الحشد بالحرث الثوري لتهريب الدولار حيث فرضت مؤخرا عقوبات على عدد من المصارف بهدف محاصرة تمويل الميليشيات الموالية لطهران بعد استهدافها للمصالح الأميركية ومنع التدفقات المالية غي القانونية.
ومع وجود احتياطيات تزيد على 100 مليار دولار في الولايات المتحدة، يعتمد العراق بشدة على حسن نية واشنطن في ضمان عدم تعرض عائدات النفط وأمواله لعقوبات أميركية لكن الحشد يستغل هذه النقطة لتمويل أنشطة مزعزعة للاستقرار.
وتأسست شركة المهندس عام 2022 بعد أن شكل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني حكومة جديدة بدعم من أحزاب وجماعات مسلحة شيعية في الأساس ولكثير منها صلات وثيقة بإيران.
وتتمتع الشركة العامة للمقاولات الإنشائية والهندسية والميكانيكية والأعمال الزراعية والصناعية بصلاحيات واسعة للعمل في قطاعات كثيرة مما يميزها عن غيرها من الشركات الحكومية العراقية التي عادة ما تكون محدودة النطاق.
وعبر منتقدون، من بينهم محللون ودبلوماسيون غربيون، عن مخاوفهم من استخدام المهندس لتعزيز نفوذ الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في الدولة العراقية وأنها يمكنها أن توفر مصدرا قويا جديدا للعائدات.
ويقول مؤيدون للشركة إنها قد تكون أداة فعالة للمساعدة في إعادة بناء وتطوير بلد دمرت سنوات الحرب بنيته التحتية بما في ذلك اعتمادها على آلاف الموظفين في قوات الحشد الشعبي وجناحها الهندسي.
ووقع مذكرة التفاهم رئيس قوات الحشد الشعبي فالح الفياض الذي فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات في عام 2021 بسبب اتهامه بانتهاكات لحقوق الإنسان أثناء احتجاجات مناهضة للحكومة في عام 2019 قُتل فيها مئات الأشخاص. ونفى الفياض كل هذه الاتهامات.