نكسب الشباب لنضمن المستقبل
الأستاذ الدكتور سلمان الجبوري
[size=32]نكسب الشباب لنضمن المستقبل[/size]
تلك مقولة قالها الرئيس صدام حسين رحمه الله. وبالتمعن بتلك المقولة نجد ان قيمتها تتوقف على متبنيها أي انه ممكن ان تستخدم باتجاه وطني وقومي بناء وقد تستخدم باتجاه مضاد بهدف التخريب والتدمير. وبالقاء نظرة سريعة على ازمنة توظيف تلك المقولة نجد ان النظام الوطني خير من وظفها باتجاه إيجابي معتمدا على ما يمتلكه الشباب من حيوية وقدرة على توظيف طاقاته بالاتجاه الذي ترسمه له قيادة الدولة . وقد استغل البعث تلك الخاصية فعمل على تثوير تلك الطاقات وتوجيهها بالاتجاه التربوي الوطني والقومي الصحيح. وقد بدأت القيادة في وضع اللبناة الأولى لذلك البناء فانشأت ومن خلال مراكز الشباب المنتشرة في كل حي من احياء مدن العراق منظمات للطلائع والفتوة والشباب تم من خلالها تنمية وتوجيه تلك الطاقات بدنيا وفكريا ليكونوا قادة المستقبل . ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل تواصل حتى رافق الشباب في مراحلهم الدراسية من خلال هيئاة الاتحاد الوطني لطلبة العراق والذي وصفه الرفيق القائد في احد لقاءاته مع كوادر الاتحاد الوطني لطلبة العراق بأنه هو من صنع الثورة وليس الثورة من صنعت الاتحاد وكان ذلك الوصف خير تعبير وتثمين لما يقوم به الاتحاد الوطني من دور في توعية وتثوير الشباب. ومما يجلب الانتباه هنا وعلى عكس ما يروجه بعض المغرضين في وسائل الاعلام الصفراء ان الساحة الطلابية كانت حكرا على البعثيين، بل على العكس من ذلك كانت مفتوحة امام جميع الطلبة بغض النظر عن توجهاتهم وانتمائاتهم السياسية والذي تجلى في اتاحة المجال لكل قوائم الاتجاهات السياسية الوطنية او من كان ضمن الجبهة الوطنية والقومية التقدمية قبل ان تخرق المبادئ التي تم الاتفاق عليها في ميثاق الجبهة للترشح في الانتخابات الطلابية . كان للاتحاد الوطني دور فاعل في تأهيل الطلبة للعب الادوار القيادية في المجتمع او مواقع العمل من خلال زجهم في مجالات اتخاذ القرار في كل مايتعلق بالعملية التعليمية وطمئنتهم على مستقبلهم وذلك بأتاحة الفرصة لجميع مخرجات التعليم الثانوي لمواصلة تحصيلهم العلمي المهني والعالي مجانا كما يضاف الى ذلك تأمين فرص العمل بعد التخرج عن طريق التوزيع المركزي على قطاعات العمل المختلفة توزيع ويضاف الى كل ذلك وبهدف تعميق دورهم الفاعل في البناء من خلال اشراكهم وبشكل تطوعي في معسكرات العمل الشعبي . كما ان للممارسات القيمية التي استحدثت بين صفوف الطلبة كأختيار الطالب القدوة لعبت دورا كبيرا في تعميق تلك القيم، هذا إضافة الى التفوق العلمي الذي اتسم به الكثير من العاملين في هيئات الاتحاد مما جعلهم قدوة للاخرين.
اما التوظيف السلبي لتلك المقولة فقد تجسد وبشكل فاضح ما بعد الاحتلال البغيض في 2003 بواسطة من جاء بهم المحتل من ذوي الولاءات الخارجية وخاصة الفارسية منها بهدف قتل روح الابداع لدى الشعب من خلال تدمير تلك الشريحة الحيوية فيه الا وهم الشباب من خلال إشاعة كل ما هو مناف للعادات والتقاليد والقيم النبيلة الموروثة بدءا من الشارع مرورا بمراحل التربية والتعليم بدءا من الطفولة مرورا بالتعليم الاولي والثانوي وصولا الى التعليم العالي.
ان افراد المجتمع مابين عمر ست سنوات والرابعة والعشرون يقضون جل وقتهم الحيوي (النشيط) بعيدين عن مؤسسة العائلة داخل مؤسسات التربية والتعليم وبالتالي فأن للنظام التربوي والتعليمي دور فاعل في صياغة شخصية وتفكير الشباب وقد ثبت عمليا ان صلاح الشباب مرتبط بنسبة كبيرة في صلاح المؤسسات التربوية والتعليمية وكل ذلك يتوقف على مصداقية النظام السياسي الذي يقود المجتمع . وبمقارنة بسيطة بين حالة الشباب قبل وبعد 2003 نرى البون الشاسع بين شباب الامس وشباب اليوم. فالشباب الذي تربى في ظل نظام ثوري امين على مصالح وحاجات الامة ليس كالشباب الذين تتقاذفهم ارادات متخبطة وغير وطنية وذات ولاءات خارجية متعددة.
ما احوج شبابنا اليوم لمن يضبط بوصلة اتجاههم ويخرجهم من حالة الضياع التي يعانون منها منذ اول يوم للاحتلال البغيض ويعمق ثقتهم بالمستقبل وكل ذلك مرهون بولادة نظام سياسي ذا عقيدة وطنية ينير الطريق لهم ويريهم الضوء في نهاية النفق.