خلجات نفسي الآثمة
الهام زكي
[size=32]خلجات نفسي الآثمة[/size]
أمطـريني يـا سمــاءُ بنفحـاتـكِ الـورديــة
فـأحـلامـي بسيطـة ٌ لـم تعـد بعــد الهـمِّ عصيـَّة
أمطرينـي يـا سمـاءُ وهجــاً
لأحتـرق بنـوازعـي الفكـريــة
فقـد رحـلَ الجمـعُ إلـى متـاهـاتٍ قصيـة
بتشتتٍ مـا كـان منـذ الأزلِ
إلا فـي هـذه الحقبـة الـزمنيـة
أمطـرينـي يـا سمـاءُ بعضـاً مـن بــردٍ *
لأُطهــّر خلجـاتِ نفسـي الآثمــة
فقـد أذنـبتُ كثيــراً ...
أذنـبتُ حيـن انحنيـتُ إجـلالاً لنسـائــمِ
السـلامِ والحـريــةِ
وأذنبـتُ حيـن بكـيتُ مـوجعــة ً
علـى أشـلاءِ الضحـايـا الأبـريـاءِ
فـي تلك الهجمـاتِ البـربـريــة
ثـُمَّ أذنبـتُ حيـن صفقـتُ فـرحـة ً مستبشـرة ً
بـالمظـاهـراتِ الـديمقـراطيــة
وهـفت نفسـي وقتـذاك متـأملـة ً نيـلَ
الأرامـلِ واليتـامـى حقـوقَهـُم ..الشـرعيــة
ويحـي، كـيف أجــرؤُ
وأحلـمُ بـالخيـرِ والـرخـاءِ لبلـدي!
بلـدِ النفـطِ والنخيـلِ بلـدِ التـأريـخِ الأصيـلِ
منـذ العصـورِ الـبابليـةِ والسـومـريــة
ويحـي، كيـف أجــرؤُ ...
تحت ظـلِّ شعـاراتِ تعصـبٍ
وفتـنٍ طائفيــة!
فـأمطـرينـي يـا سمـاءُ
وخبئينـي فـي كينـونـةِ النسيـانِ
فـركـامُ الأوهـامِ قـد أثقـلَ ... جســدي
هـا قـد وعـيتُ... يمـوتُ شهيــداً
مـنْ طـالـبَ بـالحقـوقِ ... الإنسـانيــة
وهـا قـد جـفَّت دمـوعـي جـزعـاً علـى أحبَّـاءٍ
إليـكَ قـد رحلـوا ... مـا زالـوا صغــاراً
فـأمطـرينـي يا سماءُ مـن طهـرِهِـم
ولا تتـوقفــي
أنـا مـا عـدتُ أُدركُ تلكَ
المـواجـعَ الـلانهـائيـــة