من ادب المهجر قناديل الطفولة .. صمتُ محطاتِ خريف العمر
بدل رفو
غراتس / النمسا
من ادب المهجر
قناديل الطفولة.. صمتُ محطاتِ خريف العمر
كلما سَحقتَ انكسارات وهزائم ..
سافرت صوب أبعد العوالم..
أطفأت حرائق شوقك للطفولة
للوطن الأم ،
وأنت جبتَ الدنيا ..
سكبتَ فيه ثقافات الشعوب
وكسرت أضلاع الحنين
كي لا تسافر للبدايات،
وقتها ..
ستتدحرج الطفولة وأزقة مدينتك
في عينيك ومخيلتك..
تتنفسها عمراً..
رحلات في دمك..
موانئاً للغاتك ،
لتغدو الطفولة مرآةً وسوراً تقيكَ
من سيل كتبةِ التقارير ،
كي لا تختمر خطواتك
لظلالٍ عطشانةٍ للحرية،
ويتعمد الحزن بالعبودية،
وألا تتلون المدن بعطر النرجس
بإيقاعات رقصة العناق،
كأفراح وإبتهاجات العرائس والعشاق..
وعلى تفاصيل جدار الحب في باريس
علقتُ كلمات عشقي لطفولتي في يوم ممطر..
( أحبك رغم أجراس الوجع وماض سحيق )!!
*** ***
صمتُ محطات خريف العمر..
قناديل دروبي وقبلاتي وأرضي.
أنت تباشير قصائد الغربة ..
هديل الايام ..
ملامح الشيخوخة على مدرجات ملاعبٍ
تلاعب حياتنا وآحلامنا .
مطارقٌ تلاحقنا حتى وإن طاحت بنا الايام
ولكن !! طفولتي تتدفق كشلالٍ في دمي !!
*** ***
في مرافئ الدنيا ..
أحيانا تحت جلودنا قطب منجمد ..
وأحيانا بركان (ايتنا ) في صقلية ،
وأحيانا رغيفُ خبزٍ وأقدام حافية.
أحيانا..تغوينا وتُداعبنا هدنة قصيرة
لرحلةٍ صوب الماضي وأحلام الشباب،
حين كنا نلهث من كل حدب
وصوب خلف دواوين الشعر ودور الكتب القديمة.
لا شئ يكتمل في بلادي الاولى..
لاحلم العمر ..
لا نبضات لنهاية الاستعمار..
لمزتزقة الكلمة وتجار الشعر بإسم الوطن،
وركوع الفن والادب في خانة الخنوع.. !
يا ظلي العطشان..لطفولةٍ لم أعشها ..
يا طرق الليل الحزينة..
يا حرية لم تستطع أن تُفككَ طلاسم أوجاعي
على عتبات المدن القديمة.
يا فناجين قهوتي المكسورة
من دون ان تُقرأ .
أيا طفولتي ..
أيا قناديل صمت محطات خريف العمر.. !!