سيناريو مرعب.. هذا ما سيحدث حال قُصفت أمريكا بالنووي
إرم:وضع كتاب جديد بعنوان "الحرب النووية: سيناريو" للكاتبة الأمريكية آني جاكوبسن، تصورًا مرعبًا في حال تعرضت للقصف بالأسلحة النووية.
ويتخيل الكتاب، الذي يستند إلى مقابلات حصرية مع علماء بارزين عالميين وخبراء بالشأن ، تفاصيل مروعة لذلك السيناريو، حيث إن الغابات والمدن ستحترق وستتجمد الأنهار والبحيرات، وتتسمم بالجثث المتعفنة والإشعاع في جميع أنحاء العالم، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
ورجح الكتاب أن يعود الناجون القلائل إلى حياة الصيد وجمع الثمار مع انهيار الزراعة، التي ستصبح مستحيلة، بل إن الناجين المكفوفين العقيمين سوف يقاتلون من أجل الفتات بين الأنقاض.
ضحايا بالمليارات
ورجح الكتاب أن مقتل 5 مليارات شخص في أول 72 دقيقة فقط بعد الهجوم النووي.
ورأت جاكوبسن السيناريو الخيالي أن كوريا الشمالية تطلق صواريخ باليستية عابرة للقارات على الولايات المتحدة، وترد الأخيرة ببدء هجوم نووي خاص، وذلك بإرسال صواريخ فوق روسيا إلى كوريا الشمالية.
ثم ستأمر روسيا بشن هجوم نووي على الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها، فتبدأ آلاف الكرات النارية الضخمة في ضرب الأراضي الأمريكية، وتنهار المباني والآثار ويذوب الأسفلت، وترتفع الحرارة وتذوب شبكات الطاقة والمحطات النووية، مما سيؤدي إلى قطع الكهرباء والطاقة وإطلاق المواد المشعة في الهواء، وهو ما يؤدي ليموت عشرات الملايين من البشر فورًا تقريبًا.
وبعد ساعات من اصطدام الصواريخ الباليستية العابرة للقارات تشتد الحرائق المستعرة في الغابات والبلدات في جميع أنحاء نصف الكرة الشمالي، وسيحترق كل شيء تقريبًا في أمريكا، بما يشمل المدن والمحاصيل والغابات، وستمتد حلقات النار من 150 إلى 300 كيلومتر من كل نقطة نووية، ونتيجة لاشتعال النيران في المباني، فستنتشر السموم المحمولة جوًا من موادها.
كما ستشتعل حرائق الغابات في الولايات الغربية، حيث ستقتل التساقطات الإشعاعية الأشجار الصنوبرية، وتخلق وقودًا لحرائق مستقبلية، ومع تعرض إمدادات المياه في جميع أنحاء البلاد للخطر، لا يكون هناك إمكانية إخماد الحرائق في جميع أنحاء أمريكا.
شتاء نووي
وستؤدي المواد المشعة إلى تسمم البيئة وإتلاف الحمض النووي الذي يسفر عن إصابات بالسرطان وعن حروق كيمياوية في الشبكية والجلد ونزيف وغيبوبة ووفيات، أما القليلون الذين سيبقون على قيد الحياة، فسيعانون تلف الكروموسومات والعمى والعقم.
وفي الأسابيع التي ستعقب إطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، ستبقى إمدادات الغاز الطبيعي والفحم في قشرة الأرض ومستنقعات الخث، وهي الأراضي الرطبة الكثيفة من النباتات المتحللة، تحترق بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
ومع اشتعال النيران في المدن والغابات في جميع أنحاء العالم، سيتم إطلاق ما يقرب من 330 مليار رطل من السخام في طبقة التروبوسفير العليا والستراتوسفير، وهما أدنى وثاني أدنى طبقات الغلاف الجوي للأرض على التوالي، ويحجب السخام الثقيل أشعة الشمس، وتنخفض درجات حرارة الكوكب إلى حد بعيد، مما يهيئ الأرض لـ"شتاء نووي".
وستنخفض أشعة الشمس الدافئة بنسبة 70% وهو ما يؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة، وستكون الولايات المتحدة وأوروبا من بين أكثر المناطق تضررًا، ويقتل نقص الشمس الكثير من نباتات الكوكب والحياة الحيوانية.
آثار لعشرات السنين
وستؤدي درجات الحرارة المتجمدة المطولة ونقص ضوء الشمس إلى تقليل هطول الأمطار بنسبة 50%، مما سيؤدي إلى إتلاف المحاصيل في جميع أنحاء العالم.
وسيعود البشر الناجون إلى العيش كصيادين وجامعي الثمار، حيث سيموت الملايين جوعًا، وسيقتل الناجون بعضهم البعض من أجل الإمدادات الغذائية المحدودة.
وبعد سنوات من التداعيات، وذوبان الجليد أخيرًا في العالم، ستتسبب ملايين الجثث المذابة في تسمم إمدادات المياه، ثم سيستقر السخام بعد فقد طبقة الأوزون بنسبة 75% من قوتها الواقية، مما سيسمح لأشعة الشمس القوية بالوصول إلى الأرض بدون أي عقبة، مما يؤدي إلى حروق الشمس المميتة، وسيضطر الناجون إلى العيش في الكهوف والوديان للاحتماء.
وسيواجه البشر أيضًا الأوبئة، حيث تتكاثر الحشرات، وتشكل الجثث المذابة أرضًا خصبة لتكاثر الأمراض مما سيقضي على حياة أعداد كبيرة من البشر دون مضادات حيوية أو أدوية.
محو الحضارة الحالية
وكتبت جاكوبسن أنه حتى مع عودة درجات الحرارة إلى ظروف ما قبل الحرب، فإن البشر في المستقبل، ربما لا يعرفون أبدًا أي شيء عن الأشخاص الذين سبقوهم - أولئك الذين لقوا حتفهم بسبب الأسلحة النووية، أو أي أثر للحضارة الحالية.
وأكدت أنه ستختفي كل معرفة الماضي، بما يشمل معرفة أن العدو لم يكن كوريا الشمالية أو روسيا أو أمريكا أو الصين أو أي دولة أخرى يتم التشهير بها كدولة أو مجموعة.
وقال ألبرت أينشتاين ذات يوم عن الحرب النووية: "لا أعرف ما هي الأسلحة التي ستُخاض بها الحرب العالمية الثالثة، لكن الحرب العالمية الرابعة ستُخاض بالعصي والحجارة".