اليوم حل يوم الاعتبار
ضرغام الدباغ
اليوم حل يوم الاعتبار التشفي لا يشرف أحداً ولا يخوض فيه رجل عاقل ومحترم .
القتل غيلة أمر لا يفرح الرجال ...
لا يفرح الرجل مصرع رجل شريف آخر، حتى لو كان خصمه .
لا أهلل لنصر يحرزه أجنبي ..
يشهد الله أني لم أفرح لمصرعك ..
هذه قواعد النضال الوطني والقومي / التقدمي الشريف، التي تعلمناها من الطفولة وأخلصنا لها والدماء تسيل منا ... حتى الآن. لا تبدل في عقائدنا، ولا يتملكنا الغضب، ولا تستولي علينا خفة الفرح، ومن الأدب تعلمنا أن الفرح شعور غالبا سخيف، وينطوي على الخفة، وقلة الاعتبار، بينما الحزن، هو شعور اعمق وأكثر اخلاصاً واكثر صدقاً. والصمت والتأمل والبحث عن العبرة، وحث الناس على التفكير في الغد، وبعد الغد ..أكثر فائدة وجدوى، والتأمل بألاف النداءات الحكيمة الصادقة المخلصة للوطن والأمة وللدين نقرأها، نتلوها، ننشدها، ونذكر بمقولات الأولين، وعقلاء العصر والزمان، بالاحتكام للعقل، بتوسيع الرؤية لتشمل الجميع، إن شئت أن تكون زعيماً فكن زعيما لكل شعبك وبلادك، وإن قلصت من تبعيتك لعشرة أنفار فأنت لا تصلح للإمارة ولا للزعامة، إذهب وقد جيشاً من المجانين والإمعات والأغبياء ..الذين يهزون رؤوسهم لكل ما تقول ..وهذا ما فعلته حقاً. الناس كانت معكم يوم كانوا مخدوعين(وأنا منهم) بكم على أساس أنكم مقاومة، وإذا بكم فصيل متطرف دينياً متعصب، لا علاقة له بلبنان ولا بالإسلام، ولا بالعربية، طهران فقط ....!
لا يسرني قتل إنسان، بل يؤسفني بدرجة ما، كبيرة أو صغيرة .. ولكننا نعمل في السياسة، والسياسة لها نواميسها، ومن قوانينها، أنها تستحق التغير والتبديل، وتستحق أن تفكر برأس بارد، وأن تشرك أكبر مساحة من البشر في مشروعك .. ولا تطلق عبارة مسيئة لشخص واحد فتخسر ضميره وتأييده
لا تميل كثيرا لاستخدام القوة، لأن من احكامها هناك قوى أكبر منك فتزيحك، وأياك أن تعتقد أن هناك قوة يمكنها إيقاف المستحقات التاريخية. امبراطوريات وطغاة ظنوا أنهم يحكمون حركة الغيوم، والاستيلاء على النجوم وفق حسابات دفترية دقيقة، ولكنهم زالوا ولا ذكر لهم اليوم.
اليوم حل الاستحقاق التاريخي لترحل ...بطريقة مؤسفة، فقد قتل معك الألوف من البشر الشيوخ والنساء والأطفال ..خسروا حياتهم دون سبب ودون فائدة بسبب قراراتك وقراءتك الخاطئة. كانت مسيرة تنطوي على أخطاء كثيرة جداً (100 مرة جداً) الابتداء فيها كان على خطأ، حين قبلت أن تعمل لصالح دولة أجنبية، وطنك الذي ولدت على أرضها ومات آبائك واجدادك وتشهر علناً أنك مخلص للبلد الاجنبي (س)، ومن أجله دمرت بلادك وقتلت عشرات ألوف البشر ..وتسببت بلا حكمة ولا رؤية أن ينهال على بلادك كم فلكي من القنابل والصواريخ ...فكيف تريد من الناس أن يساندوك اليوم ..! على ماذا ..؟
لا تقل لي من أجل فلسطين ...وأنت اليوم أمام ربك، لا تستطيع أن تقول ان كل هذا الجنون العبثي كان من أجل فلسطين، وأنت تعلم أنك لم تقذف بحجارة واحدة من أجل فلسطين، ولا حتى من أجل الشعب اللبناني فأنت (((حررت الجنوب))) "ثلاثة مزدوجات" بصفقة تعهدت بأن لا تدع فلسطيني يصل لحدود فلسطين، حتى سائحاً، وفعلا أوفيت بتعهدك. ولم تكن مقبولاً لبنانيا، ولا عربياً ولا إسلامياً .. وكنت تعلم ذلك جيداً
هل كان جزء من مهمة تحرير فلسطين أن تقتل الزعماء الوطنيين والقوميين المخلصين لبلدك : كمال جنبلاط، رفيق الحريري، المفتي حسن خالد، جورج حاوي، وجبران تويني، سمير القصير، وبيار أمين الجميل، وباسل فليحان، وليد عيدو، وسام عيد، أنطوان غانم هؤلاء من ضحاياك، ومئات آخرين من القادة ... هل اغتيل هؤلاء ومئات غيرهم من أجل تحرير فلسطين ..؟
الألوف من السوريين الذين قتلتهم عصاباتك في بيوتهم وقراهم، حتى الأمس القريب، هشمت رؤوس ضحاياك بالفأس، قاتلتم وحاصرتم وقيدتم نشاط الفلسطينيين في مخيماتهم، هل أقمتم المجازر وقتلتم كل هؤلاء من أجل فلسطين .. وأنت لبناني في بلد جميل متحضر، هل كان من الشرف أن تدمر بلدك هذا كله من أجل حفة مخرفين في بلد آخر، ينفحوك بالمال كلما ارتكبت المزيد من القتل. وابتزاز بالسلاح للقرار السياسي السيادي، ومن ذلك أن تعارض انتخاب رئيس جمهورية لأنه لا يتفق مع مزاج من يدفع لك .. أنت مخلص لهم ... ولا ذرة اخلاص لوطنك ..أنت لم تعد سياسياً لبنانيا عربياً، بل زر صغير في قفطان المرشد الإيراني ..!
لا أحد يعاديك إذا كنت مخلصاً، لوطنك وأمتك، المرحوم الشهيد صدام حسين كان يؤيدك علناً، اعتقادا منه أنك مخلص فعلاً وليس تمثيلاً ، ولكنك قمت شخصيا بتوزيع الحلوى في الضاحية يوم إعدامه .. على أيدي الصفويين الفرس والأمريكان ..وأبني كان يحمل علم حزبك على صدره، بل كان يريد حتى التطوع في القتال مع حزبك، وشخصياً كنت أؤيدك حتى عام 2005، وكافة الأقطار العربية كانوا يؤيدوك، حتى تناسوا من أجل وهم المقاومة مجزرة المخيمات التي أقمتها بالاشتراك مع حركة أمل.
لا يا حسن نصرالله لا .. أنت لم تقتل شهيداً لأنك تؤيد النضال الفلسطيني .. ولم تسقط صريعاً يوم 28 / أيلول لهذا السبب، وأن دورك المقاوم قد أنتهى قبل سنوات كثيرة، بل لأنك كنت اداة رئيسية في مخطط إيراني توسعي طائفي للوصول للبحر المتوسط. وتكوين كيان استعماري كبير لتشكيل امبراطورية خرافية فارسية، فارسية وليست اسلامية. والحرب ضد العرب والإسلام. ودوركم هو عنصر في توازنات المنطقة، ولمنح إيران ثقلاً في المكاسب والنفوذ الأقليمي.
قتلتم 100 ألف عربي بذريعة تحرير مزارع شبعا ... وهي كذبة مضحكة ... خدمة لإيران وخططها، واليوم سلموك كخروف عيد للصهاينة، وقبلك إسماعيل هنية ... حفلة ما جابت فلوسها ..!
الآن أنتهى كل ذلك نهاية مأساوية .... أنت بين يدي الله الذي لا حول ولا قوة إلا هو .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* إحصائية مفصلة لقتلى وجرحى الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان منذ 8 أكتوبر 2023. قتلت 1640 شخصا من بينهم 104 أطفال و194 امرأة. عدد الجرحى بلغ 8408 مشيرا إلى أنه لا يزال هناك قتلى تحت الركام ومفقودون وأشلاء
أما الحصيلة في الفترة الواقعة بين الثامن من أكتوبر 2023 والـ15 من سبتمبر 2024 فهي: 610 أشخاص بينهم 38 امرأة و17 طفلا لقوا مصرعهم في القصف. وعدد المصابين في الفترة ذاتها بلغ 2056 جريحا. والرقم سيتضاعف ...
الحصيلة هي 1030 من بينهم 56 امرأة و87 طفلا قتلوا في الفترة بين 16 سبتمبر 2024 و27 من الشهر ذاته،