مخطط إسرائيلي لتهويد القدس
تعتزم السلطات الإسرائيلية ما أسمته تجديد أجزاء من البلدة القديمة في القدس المحتلة, يتضمن فتح بوابة جديدة في جدران المدينة المقدسة, وذلك للمرة الأولى منذ 112 عاما, إبان العهد العثماني.
وقالت تقارير إسرائيلية إن الخطة هي جزء من مخطط أكبر من شأنه أن يغير معالم حائط البراق, وسيتم فتح بوابة جديدة لدخول نفق سيتم حفره في الصخر تحت طبقات المدينة.
وقال مراسل الجزيرة في القدس إلياس كرام إن المشروع يظهر أن إسرائيل ماضية في مشاريعها التهويدية والاستيطانية في القدس المحتلة وفي عموم القدس، واعتبر أن هذا المخطط يمثل الحلقة الأخطر في القدس لأنه الحلقة الأقرب إلى الحرم القدسي والبلدة القديمة التي تهودها إسرائيل من خلال الاستيلاء على منازل وعقارات عربية، بالإضافة إلى حلقات استيطانية أوسع في محيط المستوطنات حول القدس وفي قلب الأحياء العربية.
وأشار المراسل إلى أن المخطط الاستيطاني يحاصر الحرم القدسي الشريف الذي يعتبره كثير من الجماعات اليهودية المتطرفة بأنه الهيكل الثالث المزعوم، وهي تسعى لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل مكانه.
ولفت المراسل إلى أن إقرار المشروع جاء بموافقة الحكومة الإسرائيلية وبالتعاون مع بلدية القدس وسلطة الآثار الإسرائيلية، وهو يهدف إلى تهويد حائط البراق وتوسيعه ليستوعب أعدادا كبيرة من السياح والمصلين اليهود الذين يؤمونه في أوقات الصلاة وفي أوقات الأعياد اليهودية وربطه بمجموعة من الأنفاق التي ستربطه بالمشاريع الاستيطانية في محيط الحرم القدسي كالحدائق التوراتية التي تحاصر المسجد الأقصى من عدة جوانب، وما يسمى بالحوض المقدس الذي تسعى إسرائيل لإنشائه في بلدة سلوان وفي محيطه، بالإضافة إلى مشاريع استيطانية أخرى مرتبطة بهذا المشروع.
وأشار إلى أن هذا المخطط جزء من مشروع أكبر يتحدث عن السيطرة على كل محيط الحرم القدسي الشريف من خلال حدائق توراتية وأثرية، وربط باب الأسباط بقطار هوائي يربط الشطر الشرقي من القدس بهذه المنطقة، وكذلك منطقة الطور بهذه المنطقة.
واعتبر أن خطورة المخطط تأتي أيضا من كونه يتزامن مع ظروف سياسية حرجة تتعلق بعملية السلام والتهديدات المحدقة بانهيارها بعد استئناف إسرائيل بناء المستوطنات، مؤكدا أن توقيته يحمل رسالة سياسية للمجتمعين في القمة العربية الاستثنائية المقرر انعقادها في ليبيا، وهي أن إسرائيل ماضية في مخططاتها الاستيطانية والتهويدية بمعزل عن المفاوضات، وهي تعتبر أن القدس لا تقبل القسمة على اثنين وستبقى تحت سيادتها وهي خارجة عن أي مفاوضات.
تنديد فلسطيني
حاتم عبد القادر اعتبر المخطط الإسرائيلي بأنه الأخطر على القدس منذ العام 1967 (الجزيرة-أرشيف)
وفي إطار ردود الفعل على المخطط الإسرائيلي، ندد مسؤول ملف القدس في حركة التحرير الوطني الفلسطيني(فتح) حاتم عبد القادر بهذا المخطط، ووصفه بأنه الأخطر على القدس منذ العام 1967.
وأوضح عبد القادر أنّ المشروع يقوم على هدم وإزالة كافة الآثار الإسلامية، وإحداث تغيير جغرافي غير مسبوق في اتجاه تهويد المنطقة، من خلال إزالة التلة التاريخية قرب باب المغاربة، إحدى بوابات المسجد الأقصى، وبناء جسر يمتد من ساحة البراق حتى بوابة المغاربة.
وحذر من أنّ هذا المخطط يستهدف تأمين اقتحام اليهود للمسجد الأقصى من منطقة باب محمد الذي يقع أسفل المسجد ويطل على ساحة البراق، بالإضافة إلى حفر أنفاق في ساحة البراق، وتسيير مترو أنفاق من الحي اليهودي في الجهة الشرقية المقابلة لنقل اليهود إلى ساحة البراق.
ورأى خبير الأراضي والاستيطان خليل تفكجي أنّ المصادقة على هذا المخطط تعتبر رسالة للسلطة الفلسطينية وللعالمين العربي والإسلامي من السلطات الإسرائيلية، بأن مدينة القدس عاصمة لدولة واحدة وليست عاصمة لدولتين.
مستوطنات جديدة
في غضون ذلك قال تقرير لصحيفة هآرتس الإسرائيلية إنه يجرى العمل على بناء 350 وحدة سكنية في مستوطنات الضفة الغربية منذ انتهاء فترة تعليق بناء المستوطنات قبل عشرة أيام.
وذكرت الصحيفة أن المستوطنين بدؤوا بناء 56 مسكنا في مستوطنة كدوميم إضافة إلى عدد من الفيلات. وفي مستوطنة أريئيل، بدأ العمل في بناء 54 مسكنا، كما بدأ العمل في بناء 56 مسكنا في مستوطنة كرمي تسور.
كذلك يجري بناء 24 مسكنا في مستوطنة آدم، و34 مسكنا في مستوطنة كريات، و24 مسكنا في مستوطنة متيتياهو، وما بين عشرة مساكن إلى خمسة عشر مسكنا في مستوطنة نيلي.