قتلت قوات الجيش الاسرائيلي فلسطينيين في عملية عسكرية بدأتها مساء الخميس في منطقة جبل جوهر في حي أبو سنينة بمدينة الخليل بالضفة الغربية.
وقال رئيس بلدية الخليل خالد العسيلى ان افراد الجيش الاسرائيلى حاصروا احد المنازل فى المنطقة قبل اطلاق النار عليه.
ونقلت مراسلتنا شيرين يونس عن بيان للجيش الإسرائيلي أن قواته بالتعاون مع جهاز الأمن (الشاباك) والشرطة قد نفذت عملية محددة في قلب مدينة الخليل لالقاء القبض على اشخاص ضالعين في عملية اطلاق النار التي وقعت في اواخر أغسطس / آب الماضي بالقرب من الخليل وقتل فيها اربعة مستوطنين.
وكانت قوات الجيش الاسرائيلي قد اقتحمت المنطقة تصحبها الجرافات، وفرضت حظرا للتجول وسط اطلاق نار كثيف واخرجت سكان الحي المذكور من بيوتهم.
وأسفرت العملية عن مقتل مأمون النتشه (24 عاما) من ناشطي كتائب القسام الجناح العسكر لحماس في الخليل ونشأت الكرمي (33 عاما) وهو قيادي محلي للحركة في شمال الضفة الغربية، كما تم اعتقال ستة اخرين وتحويلهم الى تحقيق الشاباك.
واكد بيان الجيش حدوث تبادل لإطلاق النار بعد أن رفض الكرمي "تسليم نفسه" بحسب متحدثة باسم الجيش التي اضافت انه عثر على الجثة الثانية في وقت لاحق في انقاض المبنى الذي تم تدميره.
من جانبها توعدت كتائب القسام في بيان بـ"الثأر" لمقتل نشأت الكرمي ومأمون النتشه"، وأكد أبو عبيدة المتحدث باسم الكتائب في تصريحات صحفية أن "المقاومة سترد على جريمة الاحتلال في الخليل بالضفة الغربية المحتلة بكل الوسائل المناسبة".
واعتبر ان هذه العملية تاتي "في اطار تبادل الادوار بين سلطة فتح في رام الله والاحتلال" محملا "الاحتلال والسلطة المسؤولية المشتركة عن جريمة الاغتيال".
كما اعتبر سامي ابو زهرى المتحدث باسم حماس أن "العدوان الاسرائيلي على مدينة الخليل والذي اعدم خلاله عدد من المقاومين تصعيد خطير وثمرة من ثمرات التعاون الامني بين اجهزة امن الضفة والاحتلال الاسرائيلي, كما هو ثمرة من ثمرات المفاوضات مع الاحتلال الاسرائيلي".
من جهتها دانت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" ما وصفته بـ"الجريمة البشعة" في الخليل.
السلطة الفلسطينية
من جهته قال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض إن الطريق للسلام "لا يمر عبر قتل جيش الاحتلال لمواطنينا والتنكيل بهم ولا عبر الاستيطان وإرهاب المستوطنين".
وفي تعقيبه على عملية الخليل قال فياض "مرة أخرى، تجنح قوات الاحتلال الإسرائيلي للعنف والقتل، وهو ما نؤكد على إدانتنا له بأشد العبارات، أيا كانت الذرائع أو المسميات".
وأضاف أنه "لا يمكن استمرار سكوت المجتمع الدولي إزاء إمعان إسرائيل في تجاهل مطلب السلطة الوطنية بالتواجد الأمني في كافة مناطقها، وبتولي المسؤولية الأمنية الكاملة فيها".
وحذر فباض من "مغبة الانجرار وراء حملات التحريض التي لا تهدف إلا للنيل من السلطة الوطنية ومؤسستها الأمنية".
موقف إسرائيلي
في المقابل رحبت مصادر حكومية اسرائيلية رفيعة المستوى بالعملية قائلة انها تحقيق للعدالة بينما نقل عن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامن نتنياهو توعده بملاحقة من وصفهم بالارهابيين في كل مكان وزمان.
وكان نتنياهو قد اطلق هذا التعهد قبل انطلاق مفاوضات السلام المباشرة في واشنطن في الثاني من شهر سبتمبر/أيلول الماضي.
وتواجه المفاوضات شبح التوقف مرة أخرى بسبب الخلاف حول قضية الاستيطان في الضفة الغربية.