عقدت لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية الذي يعقد حالياً فى مدينة سرت الليبية برئاسة رئيس وزراء قطر حمد بن جبر آل ثان وحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ومن المتوقع أن يسعى عباس للحصول على دعم عربي لوقف محادثات السلام مع إسرائيل بسبب رفضها تجميد الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة.
وقد وصف الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الوضع الراهن بالسلبي وغير المواتي للمفاوضات المباشرة وقال لموفدنا للقمة إن هناك شعوراً بالضيق إزاء الوضع على صعيد عملية السلام.
وقال عمرو موسى إن "الجولة الحالية من المحادثات بين الطرفين قد تعثرت ولم تُعطِ ثمارها".
وأضاف بقوله: "المفاوضات ليست متواصلة الآن، ونجتمع في إطار عدم تواصل المفاوضات نظرا للموقف السلبي جدا لإسرائيل وعدم مساعدتها في المفاوضات."
وأردف أمين عام الجامعة العربية قائلا إن اللجنة لن تنصح الجانب الفلسطيني بشأن خطوته التالية.
"ظروف سلبية"
واعتبر موسى أن "الظروف سلبية ولا تساعد على المضي في المفاوضات المباشرة"، في إشارة إلى احتمال صدور موقف عربي جامع بوقف هذه المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قائلا: "هناك بدائل كثيرة، منها الذهاب إلى مجلس الأمن. نحن متفقون على هذا الأمر، ولكن في الوقت الذي نحدده".
هناك إحباط عربي كبير يشمل الكل. فمن الاتصالات التي تجري مع الدول العربية، نجد أن هنالك إحباطا كبيرا، ولا يوجد تحرك
الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى
حق النقض
وعن تخوفه من استخدام الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" للاعتراض على أي قرار قد يصدر عن مجلس الأمن ضد إسرائيل، قال موسى: "أنا غير متخوف، إلا أنه علينا أن نحدد الوقت المناسب للتوجه إلى مجلس الأمن."
وفي إشارة إلى مأزق المفاوضات المباشرة، قال موسى: "لا يستطيع العرب، كما لا يستطيع أبو مازن أن يدخل في هذا المسار، ليس فقط لأنه غير مضمون، بل أيضا لأنه ضار".
وختم بقوله: "هناك إحباط عربي كبير يشمل الكل. فمن الاتصالات التي تجري مع الدول العربية، نجد أن هنالك إحباطا كبيرا، ولا يوجد تحرك."
لجنة المتابعة
من جهة أخرى، أفاد مراسل بي بي سي في سرت بأن لجنة متابعة المبادرة العربية تحولت فور انعقادها إلى جلسة مغلقة، إذ طُلب من الصحفيين مغادرة القاعة، ولم يتمكنوا من معرفة ما تضمنته كلمة عباس أمام المجتمعين.
لن تكون هناك عملية سلام جدية وحقيقية ما دامت حكومة نتانياهو تتولى الحكم في إسرائيل
ياسر عبد ربه، أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية
وقد أعلن دبلوماسي عربي، رفض الكشف عن اسمه، أن لجنة المتابعة العربية ستعطي الإدارة الأمريكية مهلة شهر إضافي لمحاولة إحياء المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية المتعثرة بسبب الاستيطان الإسرائيلي، قبل دراسة البدائل التي تحدث عنها موسى.
وقال الدبلوماسي لوكالة الأنباء الفرنسية إن مشروع القرار الذي سيصوت عليه أعضاء لجنة المتابعة ينص على "إعطاء الإدارة الأمريكية فرصة مدتها شهر لاستكمال اتصالاتها من أجل تمهيد الطريق لاستئناف المفاوضات، وخاصة من خلال وقف الاستيطان الإسرائيلي".
وينص مشروع القرار أيضا، بحسب المصدر نفسه، على أن لجنة المتابعة ستجتمع مجددا بعد شهر "لدراسة البدائل السياسية، في حال فشلت جهود استئناف المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية.
موقف سوري
لكن المعلم قال إنه ليس من مهام لجنة المتابعة العربية اتخاذ القرارات، أو إعطاء تفويض لأحد بشأن عملية المفاوضات أو السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إذ أن "القرار فلسطيني".
وقال المعلم إن مهمة لجنة المتابعة هي "الترويج" لمبادرة السلام، وليس إصدار القرارات، أو إعطاء التفويضات".
وليد المعلم
وليد المعلم: يجب أن يكون قرار الاستمرار بالمفاوضات من عدمه فلسطينيا بحتا.
ويُتوقع أن يلقي عباس كلمة في القمة العربية الاستثنائية التي ستبدأ أعمالها يوم غد السبت، يعلن فيها ما إذا كان سيستمر في عملية السلام أم لا.
وكان وزراء الخارجية العرب قد التقوا الجمعة في مدينة سرت الليبية للاستماع إلى عرض عباس تعليق المفاوضات مع إسرائيل حتى تمدد تجميدها لبناء المستوطنات على أراضي الضفة الغربية المحتلة.
"طريق مسدود"
ووصلت المفاوضات التي بدأت في واشنطن قبل خمسة أسابيع فقط إلى طريق مسدود في 26 سبتمبر/أيلول عندما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمديد تجميد الاستيطان، والذي كان قد قال إنه سيمتد لعشرة أشهر.
وقال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم عباس، إن الرئيس الفلسطيني سيقول للدول العربية "إن استئناف المفاوضات يتطلب تجميدا كاملا للأنشطة الاستيطانية."
وسيقول عباس أيضا إنه يرغب بمواصلة المفاوضات، لكنه لا يستطيع فعل ذلك ما لم يُجمَّد البناء في المستوطنات لثلاثة، أو أربعة أشهر، من أجل إعطاء فرصة للسلام.
يجب الاقتناع بأن هناك خيارات أخرى أمام الشعب الفلسطينى غير التفاوض
الدكتور صبري صيدم، نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح
وفي أول مرة يتحدث فيها مسؤول فلسطيني رفيع عن عدم إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام مع حكومة نتنياهو، قال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه: "لن تكون هناك عملية سلام جدية وحقيقية ما دامت حكومة نتانياهو تتولى الحكم في إسرائيل".
أمَّا الدكتور صبري صيدم، نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، ووزير الاتصالات السابق في حكومة السلطة الفلسطينية، فقال في حديث لـ بى بى سى: "يجب الاقتناع بأن هناك خيارات أخرى أمام الشعب الفلسطينى غير التفاوض".
موقف نتنياهو
من جانبه، يقول نتنياهو إنه سيكون من المؤسف أن يخرج عباس من المفاوضات بسبب موضوع يقول إنه لا علاقة له بالنتيجة المحتملة للمحادثات، وهي اتفاق سلام ينهي 60 عاما من الصراع بين الجانبين، ويقود إلى إنشاء الدولة الفلسطينية.
ويأمل الجانب الفلسطيني بالحصول على دعم الدول العربية لأي موقف تتخذه السلطة الفلسطينية من مسألة استمرار المفاوضات المباشرة مع الحكومة الإسرائيلية التي لا تزال تقاوم الضغوط والمناشدات والإغراءات لتجميد الاستيطان لمدة شهرين في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
أوباما يتوسط عباس (يمين) ونتنياهو
فشلت الجهود الأمريكية لحمل نتنياهو على تمديد قرار تجميد الاستيطان لمدة شهرين.
وكان عباس قد شدد خلال اتصال هاتفي مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الخميس الماضي على الموقف الفلسطيني الرافض لاستمرار المفاوضات مع إسرائيل في ظل استمرار أعمال البناء في المستوطنات التي قد تجهض المساعي التي تبذلها الإدارة الأمريكية على مدى عدة أشهر لإحياء هذه المفاوضات.
جهود متسارعة
وقد فشلت الجهود الأمريكية لحمل نتنياهو على تمديد قرار تجميد الاستيطان لمدة شهرين، وذلك رغم حزمة الحوافز السياسية والأمنية التي عرضتها واشنطن عليه مقابل ذلك.
وتتطلع واشنطن الآن إلى اجتماعات سرت، إذ تأمل من القمة العربية أن تمنح الرئيس عباس الدعم العربي اللازم الذي يمكنه من الاستمرار بالتفاوض مع إسرائيل.
لكن الدول العربية، وحتى تلك الدول التي تصنف في معسكر الاعتدال، مثل الاردن ومصر، أعلنت أنها تؤيد الموقف الفلسطيني الرافض للاستمرار في التفاوض ما لم يتم تجميد الاستيطان، وهو ما يجعل إمكانية نجاح المساعي الأمريكية أكثر صعوبة.