حينما تج ـلس إلى البحر بهدوء وروحانية ممزوجة بالرومانسية الحالمة ..
سوف تؤمن أنك تجلس أم ـام آية في الصفاء
والصدق والوضوح ..فالبحر ج ـميل .. وأمواجه تدغدغ عواطفك ..
وتلمس أح ـاسيسك .. لكن ..
خلف هذا الم ـنظر الجميل والأمواج المتلاطمه الآخاذه ..
أعماق تتنازع فيها الح ـياة وعالم واسع كبير ..
تتقاتل فيه الح ـيتان مع أسماك القرش مع الأسماك الضعيفه ..
ويأكل بع ـضها الآخر
إنها مسألة ح ـياة أو موت ..
إنه عالمٌ م ـخيف .. مرعب .
الإنســـــــانـ والبح ــــــر!!
يجلس إليك بكل صفاء وهدوء .. وبوج ـه برئ واضح الملامح ..
صافي التقاسيم ..
لكن في م ـكمنه .. تتصارع النفس والهوى ..
وتتنازع الغ ـرائز والشهوات
فلا أحد يعلم بم ـا في داخله .. تماماً كالبحر ..
و البحر حينما تغ ـوص فيه و تتجاوز عالم النوازع والاقتتال ..
سوف تصل إلى درر ولألئ و م ـرجان
سوف تصل إلى الصدفات و داناتها ..
سوف تلام ـس أنفس الأشياء والجر ..
إنها في أع ـماق البحر ..
الإنســـــــانـ والبح ــــــر!!
وهكذا الإنسان .. ح ـينما يصفو ويروق .. ويتجاوز نوازع شهواته وأحقاده ..
سوف تصل إلى ج ـوهره ومكمنه الحقيقي ..
وهذا ما يسم ـونه [ الم ـعدن الأصيل ] ..
فجميعنا .. تتصارع في دواخ ـلنا الشهوات والأح ـقاد وتشوه وجوهنا الهادئة الرقيقة ..
فأح ـياناً لا تصبح بتلك البراءة الصادقة ..
الإنســـــــانـ والبح ــــــر!!
غير أن القليل منا .. يتجاوز هذه الم ـرحلة ليبرز جره و نفائسه إلى سطحه ..
وإلى تقاسيم وجهه فتجده م ـحبوباً .. صادقاً .. خلوقاً ..
يجبرك على أن تج ـلس إليه لتستمتع بلآلئه ودرره ..
وهكذا هي الح ـياة ..
الإنســـــــانـ والبح ــــــر!!
نعيش كالبح ـر .. ونموت وأعماقنا كأعم ـاقه ..
لا يراها إلا من يج ـيد الغوص فيها كما يغوص في البح ـر